رمز الخبر: ۲۰۷۷۳
تأريخ النشر: 19:00 - 21 February 2010
مازیار آقازاده

 عصر ايران – اصدرت "جبهة الحوار الوطني" العراقية يوم السبت بيانا اعلنت فيه هذه الجبهة السياسية البعثية مقاطعتها للانتخابات البرلمانية المقررة في 7 مارس المقبل.

وحملت هذه الجبهة في بيانها ، ايران مسؤولية رفض اهلية 500 من البعثيين الذين ترشحوا لخوض الانتخابات محاولة بذلك شن هجوم دعائي ضد ايران وبذلك تحول البيان الى بيان ضد ايران بدلا من ان يوجه عادة ضد المنافسين الداخليين لهذه الجبهة السياسية العراقية.

ويعرف الجميع ان رفض اهلية المرشحين الاعضاء او المناصرين لحزب البعث في العراق ، موضوع لا علاقة له بايران فحسب ، بل انه طبق حسب "الوصفة الامريكية" لادارة العراق والتي صودق عليها ابان رئاسة بول بريمر الحاكم العسكري الامريكي بعد احتلال العراق عام 2003.

بعبارة اخرى فان تشكيل "لجنة المساءلة والعدالة" لتصفية عناصر البعث من الهيكلية السياسية العراقية ، والبند الاول من المادة السابعة من الدستور العراقي والذي ينص على "ان العناصر البعثية التي ارتكبت خلال حكم صدام جرائم ضد الشعب العراقي ، لا يحق لها تسلم اي منصب حكومي" قد صادق عليه الامريكيون لتمرير شؤون العراق بعد احتلاله.
 
وليس خافيا على احد لماذا تقوم جبهة سياسية عراقية في منافساتها السياسية مع باقي الاحزاب ، بتحميل ايران مسؤولية مشاكلها ، ان الجميع يعرف طبيعة جبهة الحوار الوطني وملايين الدولارات التي تتلقاها وكبار اعضائها من الرياض. والان اذ تصدر هذه الجبهة بيانا ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية فان من الضروري التطرق الى عدة نقاط :

1- كما اشرنا ، فان رفض اهلية كبار اعضاء جبهة الحوار الوطني بمن فيهم صالح المطلق (الضابط البعثي ابان حكم صدام) تم على اساس قانون وضعه الامريكيون بعد احتلال العراق ومن اجل تطهير المؤسسات الحكومية العراقية من عناصر البعث ، لذلك فان نسب هذا الموضوع الى ايران امر مثير للسخرية.

2- ان الكل على علم بالاتصال السري والعلني الدائر بين جبهة الحوار الوطني العراقي والامراء السعوديين والسؤال الذي يطرح نفسه الان على هذه الجبهة هو : لماذا لا يعتبر تسلم ملايين الدولارات من السعودية لانفاقها في الحملات الانتخابية وكذلك الدعاية المستمرة على مدار الساعة من على القنوات الاخبارية التابعة للسعودية لصالح هذه الجبهة السياسية واعضائها لا يعد تدخلا في الانتخابات العراقية ، الا ان رفض اهلية اعضاء هذه الجبهة السياسية وفقا للقوانين العراقية الداخلية (والتي صودق عليها بعد الاحتلال الامريكي للعراق) ، يعتبر تدخلا من جانب ايران في الشؤون الداخلية للعراق؟

3- من الافضل لهذه الجبهة السياسية وبدلا من توجيه التهم ضد الدول الاخرى ، ان تفكر ولو قليلا بماضيها واتصالاتها مع باقي دول المنطقة والا تكون واثقة من انها كانت ستفوز بالانتخابات لو صودق على اهلية مرشحيها ، لان الشعب العراقي لا يحمل ذكريات طيبة عن البعثيين (ورغم مضي 7 اعوام على سقوط نظام حكم صدام الاسود مازال يتم الكشف عن المقابر الجماعية في هذه البلد) وعندما تكون هناك امكانية للتنافس الحر لاختيار الاشخاص فان الشعب العراقي لن يتجه نحو البعثيين لانه "من جرب المجرب حلت به الندامة" .

4- ان العناصر المجتمعة في جبهة الحوار الوطني العراقية ان ارادت حقا الا تتدخل اي دولة اجنبية في شؤون العراق (وهو مطلب حق وعادل ان كانت الجبهة تتمتع بالصدقية) فمن الافضل لها ان تعمل كخطوة اخرى باتجاه ان تنسحب اميركا وعشرات الالوف من العسكريين الامريكيين من العراق والا يسمحوا للسعودية بالتدخل ، وكيف يمكن تصديق ، صدقية هذه الجبهة السياسية العراقية حول تدخل الدول الاجنبية في الانتخابات والشؤون السياسية للعراق ، فيما يتمتع اعضاؤها بالدعم الامريكي والسعودي.

ان المحاولات الامريكية التي تبذل الان لاعادة عناصر البعث ، ورغم دعم اميركا لتصفية عناصر البعث من الحكومة العراقية قبل 7 سنوات ، امر يستحق التوقف عنده وان الجواب على ذلك يكشف العديد من الابعاد والزوايا الخفية والعلنية ازاء ما يحلم به المتدخلون في شؤون العراق الداخلية. ولماذا تصر اميركا التي عملت قبل 7 سنوات على تصفية البعثيين من الهيكلية السياسية العراقية ، على دعمهم الان؟ اليس ان واشنطن تريد السيطرة على العراق مجددا عن طريق هذه العناصر؟

لذلك فان اراد هؤلاء اقامة انتخابات بمناى عن التدخل الاجنبي ، لماذا يتسلمون النقود من السعودية ولماذا لم يبدوا ردة فعل تجاه تصرفات السفير الامريكي في بغداد كريستوفر هيل وزيارة نائب الرئيس الامريكي جو بايدن الى بغداد للتدخل في شؤون العراق والعمل لصالح المترشحين من جبهة الحوار الوطني والذين شطبت اسماؤهم؟

ان الجمهورية الاسلامية الايرانية مثلها مثل اي بلد جار حريصة ايضا على استقرار وهدوء العراق وحسن الجوار والشراكه الاقتصادية والثقافية و... الواسعة مع العراق لذلك فان الاوضاع السياسية الداخلية للعراق ، مهمة بالنسبة لطهران.

لذلك فان توجيه التهم ضد ايران في حين ان الدستور العراقي حدد بشكل واضح شروط خوض الانتخابات العراقي ، ياتي في اطار التاثر بالايحاءات التي يطلقها اولئك الذين لا يريدون ان يعيش الشعبان الايراني والعراقي جنبا الى جنب بسلام وامان.