رمز الخبر: ۲۱۰۲۰
تأريخ النشر: 09:15 - 02 March 2010
ومنظمة ايلول الاسود التي تبنت مسؤولية تنفيذ العمليات العسكرية في اولمبياد ميونخ ، تشكل مركزا لتلاقي هذه الشخصيات الثلاث.
عصر ايران – لمزيد من الاطلاع على اتساع نطاق عمل ومهارة القوات الاستخباراتية – الامنية الايرانية في القبض على زعیم جماعة جندالله الارهابیة عبد المالك ريغي ، فان مقارنة هذه العمليات مع مثيلاتها يمكن ان يكون مفيدا.

ان الدكتور جورج حبش والدكتور وديع حداد وابوحسن سلامة هي اسماء معروفة في التاريخ السياسي والعسكري للحركة الوطنية الفلسطينية. فالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومنظمة ايلول الاسود التي تبنت مسؤولية تنفيذ العمليات العسكرية في اولمبياد ميونخ ، تشكل مركزا لتلاقي هذه الشخصيات الثلاث.

ومن وجهة نظر الكيان الصهيوني ، فان الدكتور وديع حداد كان يعتبر العقل المدبر للعديد من العمليات العسكرية ضد الاهداف الاسرائيلية في اوروبا والشرق الاوسط واسيا واختطاف طائرات الكيان الصهيوني ، وابوحسن سلامة من وجهة نظر الصهاينة كان على اتصال مباشر مع منظمة ايلول الاسود وتنفيذ عمليات ميونخ ، لكن جورج حبش له قصة اخرى. فهو من وجهة نظر الصهاينة كان يشكل هدفا وصيدا ثمينا ، لذلك فان جهاز الموساد بذل محاولات كثيرة لاعتقال حبش الى جانب اختطاف او اغتيال وديع حداد وابوحسن سلامة.

وقد قتل الدكتور وديع حداد في المانيا الشرقية عام 1978. واعلن في البداية بانه توفي بسبب مرض السرطان ، لكن في السنوات اللاحقة اعلن رسميا بانه سمم خلال اقامته في بغداد على يد دبلوماسي عراقي كبير كان عميلا للموساد بواسطة شوكولا سمية ومن ثم توفي على اثر اصابته بالمرض.

الا ان ابوحسن سلامة الذي كان من المقربين من جورج حبش وياسر عرفات كان يعتبر من وجهة نظر الصهانية رجلا يحظى بفطنة امنية وحملوه مسؤولية العديد من العمليات العسكرية الفلسطينية. وكان احد مؤسسي الفريق الامني لحماية ياسر عرفات وباقي القادة الفلسطينيين وربما ان لم تكن خططه لكان عرفات لم ينج من محاولات الاغتيال الصهونية ، الا ان الصهانية استطاعوا في النهاية اغتيال ابوالحسن سلامة في بيروت من خلال تفجير سيارة مفخخة عام 1979.

لكن يد الصهانية لم تطال ابدا جورج حبش ، فقد توفى في عمان عام 2008 وان محاولات الموساد المتكررة لاغتياله او اختطافه باءت كلها بالفشل.

ان اكثر محاولات الموساد اخفاقا واكبرها واشهرها لاعتقال جورج حبش تعود الى اجبار طائرة ليبية كانت تحلق فوق البحر الابيض المتوسط ، للهبوط في تل ابيب عام 1973. وكانت مصادر الموساد في بيروت وطرابلس ليبيا قد اعلنت مسبقا بان جورج حبش هو على قائمة المسافرين المتوجهين من طرابلس الى دمشق. لذلك وبعد اقلاع الطائرة الليبية من طرابلس في اغسطس 1973 ، توجهت مقاتلتان اسرائيليتان نحو هذه الطائرة واجبرتها على الهبوط في مطار تل ابيب ، تصورا منهم انهم سيقبضون على جورج حبش الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومسؤول تنفيذ العديد من العمليات العسكرية ضد الصهاينة ، لكن وبعد هبوط الطائرة اتضح ان جورج حبش وايا من الشخصيات البارزة في المقاومة الفلسطينة لم يكونوا على متن هذه الطائرة ، وواجه حينها الجهاز الامني الاستخباراتي الاسرائيلي فضيحة.

ان هذه القضية مهمة من ناحية النجاحات الامنية الايرانية في اعتقال عبد المالك ريغي في عمليات مماثلة وهذا يظهر بان القدرة الامنية لايران على الوصول الى الجغرافيا المحيطة والاطلاع على نشاطات وتنقلات المجموعات المناوئة للثورة والجمهورية الاسلامية ، عالية جدا وملفتة في حين ان مقارنة عقد السبيعنيات مع الوقت الحاضر يظهر بان الحصول على المعلومات الدقيقة في الوقت الحاضر اصعب بكثير من عقد السبيعينيات وذلك بسبب وجود عمليات التمويه ، فهذا الموضوع يظهر قوة ايران الامنية على الصعد الاقليمية.