رمز الخبر: ۲۱۰۴۰
تأريخ النشر: 09:52 - 03 March 2010
واتضح في هذا التحقيق بان المجموعة التي نفذت الاغتيال استخدمت جوازات سفر اوروبية وبطاقات ائتمان امريكية. وقد استدعت بعض الدول الاوروبية سفراء اسرائيل لديها. لكن هذا الملف قديم لكيان ارتبط اسمه بالاغتيال والارهاب والقتل.
ايران – ان اسرائيل والى جانب الهجمات البرية والجوية التي تشنها ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني ، تنفذ اغتيالات محددة الاهداف على اراضي البلدان الاخرى.

وهذه المرة تحولت احد هذه الاغتيالات الى فضيحة لهذا الكيان. وسبب ان الاغتيال الذي نفذته اسرائيل اثار ضجة هائلة واحتجاجات حتى في اوروبا واميركا هو استخدام الارهابيين لاوراق ووثائق اوروبية وامريكية.

وقد اغتيل محمود المبحوح القيادي في حركة حماس الشهر الماضي في احد فنادق دبي. وبعد عدة ايام اعلنت شرطة دبي انها تعرفت على الارهابيين من خلال الصور التي التقطتها كاميرات الفندق ونشرت اسماء وبيانات منفذي الاغتيال.

واتضح في هذا التحقيق بان المجموعة التي نفذت الاغتيال استخدمت جوازات سفر اوروبية وبطاقات ائتمان امريكية. وقد استدعت بعض الدول الاوروبية سفراء اسرائيل لديها. لكن هذا الملف قديم لكيان ارتبط اسمه بالاغتيال والارهاب والقتل.

وقد تاسس الموساد تزامنا مع تاسيس الكيان الصهيوني عام 1948 وكان ينشط في الظل خلال سنواته الاولى. وكان اسحاق شامير الارهابي السابق في مجموعة اشترن ورئيس وزراء اسرائيل سابقا ، يقود في تلك الاعوام عمليات رصد وتعقب واستهداف العلماء الالمان الذين ساعدوا جمال عبد الناصر في صناعه الصواريخ ، العمليات استمرت خلال الاعوام اللاحقة ضد البرنامج النووي العراقي.

وبعد ذلك توسع نطاق عمليات الموساد لمحاربة الفلسطينيين الذين بداوا حركة المقاومة ضد اسرائيل في الضفة الغربية وقطاع غزة بقيادة ياسر عرفات. لقد شهد عقد السبعينيات حرب اشباح من قبل عملاء الموساد ، العملاء الذين كانوا يظهرون بظاهر دبلوماسي ويعملون على تجنيد عملاء ومخبرين داخل منظمة فتح وسائر الفصائل الفلسطينية.

ان الموساد وبسبب اخفاقه في الحصول على معلومات سرية حول الخطط المشتركة لمصر وسورية والذي ادى الى اندلاع حرب 1973 ، تعرض لانتقادات ولوم الراي العام الاسرائيلي. وكان منتقدو الموساد يطرحون هذا السؤال بانه لماذا يقوم عملاء الموساد بمطاردة الفلسطينيين في اوروبا بدلا من السعي للحصول على معلومات في القاهرة او دمشق.

ومن الاخفاقات الكبرى للموساد هي محاولات الاغتيال الفاشلة لخالد مشعل في العاصمة الاردنية عمان عام 1997. وكان بنيامين نتانياهو رئيسا للوزراء في ذلك الوقت ، اذ اخفق عملاء الموساد في تسميم خالد مشعل الذي يعد الان من القادة الرئيسيين لحماس والذي توعد اسرائيل بالانتقام لاغتيال محمود المبحوح.

ويبدو الان بان عمليات دبي ستكون لها تداعيات مدمرة بالنسبة للموساد وان سبب ذلك ليس فقط تغير الظروف السياسية والدبلوماسية للاسرة الدولية على مدى العقد المنصرم. ان الهجوم الذي شنته اسرائيل العام الماضي على غزة شوه بشكل غير مسبوق صورة اسرائيل لدى الغرب. ان مقتل 1400 فلسطيني في ذلك الهجوم جرح بشدة مشاعر الراي العام الغربي لاسيما بريطانيا وحتى ان الرئيس الامريكي باراك اوباما اعتبر ان هذا الهجوم لا يمكن احتماله. ويقول الدبلوماسي الاسرائيلي المتقاعد الون ليل في هذا الخصوص : في الظروف الحالية فان موطئ القدم المتبقي في دبي سيسيئ الى حد كبير بصورة اسرائيل على الصعيد الدولي.

وعلى الرغم من ان اسرائيل تتبع نهجها القديم في العميات السرية ازاء فضيحة دبي اي اتخاذ موقف غامض لا يؤكد ولا ينفي تدخلها في عملية اغتيال المبحوح ، فانه قلما هناك في العالم من يشك بدورها في هذا المجال. ان هذا الامر يشمل حتى المحللين الاسرائيليين. ان رئيس الموساد يتعرض الان للحملات والانتقادات الداخلية والخارجية.