رمز الخبر: ۲۱۰۵۷
تأريخ النشر: 13:25 - 06 March 2010
لكن وبعد اتمام التوضيحات طلب قائد الثورة الاسلامية من سلاح البحر وقادته تصنيع مدمرة تملك قابلية نقل طائرة عمودية وصواريخ.
عصر ايران – الكابتن علي غلام زادة هو قائد مشروع تصنيع المدمرات الايرانية (موج) رافق عملية تصميم وتصنيع المدمرة الايرانية "جماران" منذ البداية وحتى التدشين وهو على اطلاع بكافه ابعاد هذا المشروع. وفيما يلي الحوار مع هذا الضابط في سلاح البحر الايراني الذي اجرته معه صحيفة "جوان" ونشرته على موقعها الالكتروني ، ليشرح لنا الابعد المختلفة لتصنيع المدمرة "جماران".

من اين نشأت فكرة ومشروع تصنيع المدمرة جماران؟

اقيم عام 1997 معرض في المنطقة البحرية الاولى عرضت فيه اخر المنجزات العسكرية والبحثية في مجال البحر ، اذ تفقد قائد الثورة الاسلامية هذا المعرض ، ولدى تفقده للاقسام المختلفة للمعرض لفت انتباه سماحته مجسم لمدمرة حربية وسال سماحته مسؤولي المعرض عن مواصفات المجسم وتلقى الرد على ذلك ، لكن وبعد اتمام التوضيحات طلب قائد الثورة الاسلامية من سلاح البحر وقادته تصنيع مدمرة تملك قابلية نقل طائرة عمودية وصواريخ. وفي الحقيقة فان الخطوة الاولى لتصنيع المدمرة جماران بدأت من ذلك المعرض والامر الذي اصدره القائد العام للقوات المسلحة بهذا الخصوص.


متى وكيف بدأت مراحل التصميم؟

 بعد الامر الذي اصدره قائد الثورة الاسلامية ، لم نكن نملك في ذلك الوقع تقنية تصميم وتصنيع مدمرة حربية ، الا ان منتسبي سلاح البحر كانوا يؤمنون ايمانا تاما بكلام قائد الثورة الاسلامية حول القدرة على تصنيع مدمرة ، اذ بدات منذ الشهر اللاحق لذلك عملية التخطيط لتصميم وتصنيع هذه المدمرة. وفي البداية وبسبب اننا لم نكن نملك بعد تقنية التصنيع ، بدانا دراساتنا وابحاثنا على مختلف الفرقاطات.

وفي البداية وضعنا على جدول اعمالنا دراسة هيكل وقابليات الفرقاطات المختلفة ، وبداية فان تصميم الهيكل كان يشكل المشكلة الرئيسية بالنسبة لنا ، ونظرا الى الحظر ، بدانا دراسة الامكانات المتوافرة لنا في الداخل. وبالتزامن استفدنا من الكتب المتلعقة بالفرقاطات الاجنبية. وبعد فترة بدات بالتعاون مع مركز الابحاث وجهاد الاكتفاء الذاتي في سلاح البحر ، عملية تصميم وتصنيع المدمرة جماران في اطار مشروع "موج".

كم من الوقت استغرقت هذه المرحلة؟

بما ان مشروعا ضخما كهذا وضع لاول مرة على جدول الاعمال في البلاد ، فقد استمر الامر نحو ثلاث سنوات، ان صناعة مدمرة له خصائصه الخاصة لاننا بحاجة في بعض الاحيان الى تصميم خاص. ومن اجل صناعة مدمرة ، فان ايجاد التقوس الوسطي للسفينة وفي الحقيقة القسم الرئيسي من الهيكل يعد اصعب مراحل التصنيع.

 كيف تم صنع هذا الجزء من المدمرة جماران؟

 من اجل صناعة هذا الجزء ، كان يجب ان يجري تقطيع دقيق وتقوسات تتناسب مع مدمرة ، وان معظم الوقت لتصنيع المدمرة ذهب لهذا الجزء منها، ومن اجل انجاز هذه المرحلة تم تقسيم المدمرة الى اقسام مختلفة ومتساوية ومن ثم تم تصميم وتصنيع كل قسم بتقوس خاص بمركز موحد. وتم بداية تصميم وصناعة الاقسام السهلة والاصغر وفي المراحل اللاحقة الاقسام الرئيسية والقوس الرئيسي للمدمرة.

هل ان جميع مراحل التصميم والتصنيع تمت في مصانع سلاح البحر؟

 كلا ، لم يتم انجاز جميع مراحل التصنيع في مكان واحد ومصانع سلاح البحر، ان مساهمة القطاع الخاص في هذا المشروع ادت الى ان يتم صناعة اقسام من هذه المدمرة في مناطق مختلفة من البلاد. وحتى ان قسما من هيكل "جماران" تم تصنيعه في اقصى شمال البلاد وفي اماكن لم تكن فيها مياه.

وبعد مراحل صناعة المكونات ، وصلت جميع الاقسام الى مصانع سلاح البحر وهنا تم تركيب القطع والمكونات لسفينة على اساس الحسابات الميكانيكية.

وفي المدمرة "جماران" ، فان مادة الهيكل والقسم الاصلي هي من الفولاذ ومادة ظهر السفينة هي من الالومنيوم.

 في علم الفيزياء ، من غير الممكن ربط الفولاذ بالالومنيوم، كيف انجز هذا الربط في مراحل التجميع؟

نعم ، ان احد اكثر المراحل حساسية في تصنيع المدمرة جماران ، كان ربط هذين القسمين ببعضهما البعض، ففي البداية كان من غير الممكن انجاز هذا الربط بين الفولاذ والالومنيوم ، الا انه وفي ظل الدراسات التي انجزت من قبل على يد خبراء ومتخصصي جهاد الاكتفاء الذاتي في سلاح البحر ، تم استخدام تقنية جديدة لربط الفولاذ بالالومنيوم في صناعة المدمرة ، وحتى ذلك الحين لم يتم استخدام هذه التقينة في اي من الصناعات في البلاد ويمكن القول بان "جماران" تعد مثالا بارزا على الاكتفاء الذاتي والتكنولوجيا المحلية ، وان ربط الالومنيوم بالفولاذ اسهم في ايجاد تقنية جديدة في البلاد.

واضافة الى ذلك ، تم تصنيع الجدران المتموجة في هذه السفينة ، وتم لاول مرة في البلاد توفير التكنولوجيا الخاصة بصناعة هذه الجدران.

اجمالا ، ما هي التخصصات المستخدمة في صناعة المدمرة "جماران"؟

 اجمالا ، تم استخدام اكثر من 100 تخصص مختلف في تصنيع هذه المدمرة ، وهي تخصصات تتعلق بالرادار ، الالكترونيات ، السونار ، الكهرباء الثقيل ، الاتصالات السلكية واللاسلكية ، والمراقبة.
وفي قسم المنشات ، تم استخدام تخصصات المحرك ، والهيكل والديزل وقسم النقل الجسري ، المدفعية والعمليات والمنظومات الصاروخية.

ومن التخصصات الاهم ، هي تعبئة الاقسام المختلفة في المدمرة ، لانه على سبيل المثال كان يجب وضع مدافع 76 و 40 ملم ، في اماكن خاصة لتحافظ على مدى عملياتها.

وفي مراحل صناعة هذه المدمرة ، اعتمدنا اربعة اقسام من الهندسة الرئيسية وهي هندسة الشراء ، وهندسة التعبئة ، وهندسة التصميم وهندسة التجهيزات.

 كم استغرقت مراحل تصنيع "جماران" بدء من التصميم وانتهاء بالتدشين؟

 ان جميع مراحل التصنيع بدء من التصميم وانتهاء بالتدشين استغرقت 4 سنوات ، وقد انجزت مراحل التصميم والتصنيع بصورة موازية ومتزامنة.


 ان احد الاجزاء الرئيسية لمدمرة حربية هي الاسلحة والادوات التي توضع على متنها ، على اساس اي معايير تم صنع اسلحة جماران؟

 ان التجهيزات العسكرية في مدمرة ، تتمتع بعدة مواصفات رئيسية ، المواصفة الاولى هي ان تكون هذه الاسلحة قادرة على العمل في اسوء الظروف الجوية ، ان اهم ميزة للمدمرة "جماران" قابليتها على الاختفاء امام العدو واي تهديد.

ان هذه المدمرة ثلاثية الاغراض ، فهي تتمتع بقابلية الدفاع والهجوم ضد الاهداف الجوية وكذلك قابلية الدفاع ضد الاهداف السطحية وتحت السطح. ان انظمة الدفاع في جماران ضد الاهداف تحت السطح تعمل بهذه الطريقة وهي انها ترصد الاهداف من مسافة بعيدة جدا وتظهر طريق وسرعة وعمق الهدف والظروف البيئية ويتم يتغذيتها بصورة اتوماتيكية وبالتالي تنطلق طوربيدات المدمرة بطريقتين يدوية والكترونية نحو الهدف، ان طوربيدات هذه المدمرة هي اكثر انواع الطوربيدات المصنوعة في ايران تطورا.

ان مدافع ورشاشات هذه المدمرة هي اكثر التجهيزات الدفاعية البحرية المصنعة في ايران ، تطورا وتتيح لهذه المدمرة ابداء ردة فعل ضد اي هدف متحرك او ثابت. وفي المنظومة الدفاعية لجماران تم وضع اجهزة تحسس ذكية قادرة على التصدي لاي صاروخ او تهديد من سطح البحر او الجو البحر.


قبل فترة ذكرت القنوات الفضائية المرتبطة بالاجانب بان الصواريخ المستخدمة في جماران هي من صنع صيني ، ان صواريخ بحر – سطح وبحر – جو المستخدمة في جماران هي من اي نوع؟

 للاسف ان بعض وسائل الاعلام تسعى لشحن الاجواء ضد الجمهورية الاسلامية والقاء ظلال من الشك على النجاحات التي حققتها ايران في الميادين المختلفة. فالصواريخ المستخدمة في المدمرة جماران هي من نوع "استاندارد" لكن ليست صينية الصنع بل صواريخ يتم تصنيعها بشكل كامل في داخل البلاد على يد المتخصصين الايرانيين.

يجب ان نثق بانفسنا ، لقد صنعنا صواريخ جماران في داخل البلاد ، رغم انه يوجد مماثل اجنبي لها لكننا توصلنا الى هذه القابلية بان نستفاد من اسلوب الهندسة العكسية ونقوم بعملية التصميم والتصنيع.

لقد بلغ سلاح البحر اليوم مرحلة ، ليس يستخدم فيها اسلوب الهندسة العكسية فحسب بل يملك ايضا امكانية تصميم وتصنيع حاملات الطائرات ويكفي ان يصدر قائد الثورة الاسلامية امرا في هذا الخصوص الى سلاح البحر لكي يتم البدء بتصميم وتصنيع حاملة طائرات على يد متخصصي سلاح البحر.


ان احدى الحالات التي لم يتم الاشارة اليها ، هي المدى المفيد للصواريخ السطحية وتحت السطح والجوية في المدمرة جماران ، ما هو مدى صواريخ هذه المدمرة؟

 في المشاريع التجارية والصناعية يمكن ابراز جميع مواقع القوة لكن في المشاريع العسكرية لا يمكن اظهار مواقع القوة لمشروع ما ولذلك ليس بامكاننا بيان الكثير من قابليات وامكانات هذه المدمرة.

واذا لم تتم الاشارة الى مدى الصواريخ ، هو لهذا السبب ، لكن الموضوع الذي يجب ان يعرفه جميع الناس والعالم بان مدى صواريخ جماران قد ازداد لعدة امثال قياسا بالنماذح المماثلة وان سلاح البحر جاهز لمواجهة اي تهديد محتمل.

 ان احدى ميزات تصنيع المدمرة جماران هي الافادة من خبرات القطاع الخاص ومختلف المصانع في البلاد ، وهذا القسم كيف دخل مرحلة التصنيع؟

 لتصنيع وتدشين هذا المشروع ، كنا بحاجة الى مساهمة القطاع الخاص للاستفادة من خبراته وقدراته الى جانب امكانات القوة البحرية ونظرا الى السياسات التي وضعت ، فان القطاع الخاص ساهم في هذا الموضوع.

وبرايي فان احدى الميزات الفريدة في تصنيع هذه المدمرة هي الافادة من القدرات العلمية والتخصصية في القطاعات المختلفة للبلاد.

اننا لم نضع اي قيود لانفسنا بان يقتصر العمل في تصنيع هذه المدمرة على سلاح البحر ووزراة الدفاع بل كنا نؤمن بان القطاع الخاص بامكانه الاضطلاع بدور في هذا المجال.
وطبعا ان احدى ميزات مساهمة القطاع الخاص في بناء المدمرة جماران هي ايجاد فرص عمل مختلفة.


لماذا اختير اسم جماران لهذه المدمرة؟

 منذ عام 1979 وحتى رحيل الامام الخميني (رض) عام 1989 ، فان اسم جماران كان يلقي الخوف والرعب في نفوس العدو ، ان جماران هي قرية صغيرة لكن وبسب تواجد الامام الخميني الراحل (رض) فيها اكتسب عظمة خاصة وهذا يعتبر احد الاسباب الرئيسية لتسمية هذه المدمرة ب "جماران" ، ومن ان اسم جماران وبعد مضي 20 عاما وفي ظل قابلياتها العديدة ، تبث الخوف والرعب في نفوس الاعداء والمسيئين للدولة.

بعد انضمام جماران الى سلاح البحر طرحت بعض وسائل الاعلام الاجنبية تحليلات فيما يخص تشابه المدمرة جماران مع النماذج الخارجية ، الى اي مدى تقترب هذه التحليلات من الواقع؟

قبل الثورة وبسبب التبعية العسكرية الشديدة للدول الاخرى ، فان المدمرات التي كانت قد اشتريت آنذاك ، لم يكن توضع اسرار اصلاحها بتصرف ايران ، لقد كانت البلاد آنذاك تابعة بشكل شديد للمستشارين العسكريين ، ومن جهة اخرى فان عمليات الاصلاح كانت تتم على يد المستشارين الاجانب ، ولم تكن بتصرفنا اي خارطة او مشروع لكي نستفيد منه من اجل التصنيع.
ان مثل هذا الكلام الذي يطرح بين الفينة والفينة عبر وسائل الاعلام الاجنبية هو من اجل التشكيك بنجاحات ايران في تصميم وتصنيع مدمرة ولا اساس له اطلاقا.



ان المدمرة "جماران -2" يجري تصنيعها في شمال البلاد ، ما هي الميزات التي تتمتع بها هذه المدمرة قياسا بالنموذج الاول؟

 وفقا للاوامر الصادرة عن قائد الثورة الاسلامية فان نموذج التجهيزات الدفاعية يتم تصنيعه من قبل القوات الثلاث ومن يوضع بتصرف وزارة الدفاع من اجل الانتاج الوفير. ان جماران-2 يتم تصنيعها في الوقت الحاضر من قبل وزارة الدفاع في شمال البلاد على ان يتم تدشينها بعد سنتين من الان.
ان جماران-2 تختلف كثيرا عن النموذج الاول ، لان ظروف العمليات في بحر قزوين تختلف كثيرا عن الخليج الفارسي والمياه الدولية.

ففي الخليج الفارسي اعمق نقطة في المياة تبلغ 80 مترا لكن هذا العمق في بحر قزوين يبلغ اكثر من 100 متر وان هذه الظروف تؤدي الى ان يتم تصنيع ادوات وتجهيزات مدمرة ما بصورة مختلفة ، ان هذا الامر ينطبق كذلك على الصواريخ والمعدات العسكرية المستخدمة في المدمرة.

 ان المدمرة جماران وفي اول مهمة لها في حوالي مضيق هرمز اقدمت على اطلاق النار وانجاز عملية هبوط واقلاع مروحية ، ما هو الهدف من القيام بهذه العمليات؟

 ان احد الاسباب الرئيسية لانجاز هذه المهمة العسكرية ، هو اختبار قدرة دوام جماران واستحكامها في البحر ، ومن قبيل الصدفة شبت في ذلك اليوم عاصفة بلغت سرعتها 100 كليومتر في الساعة وقد اختبرنا المدمرة في ظروف خاصة.

ومن جهة اخرى ، فان المدافع عيار 76 ، 40 ، 26 ملم المركبة على المدمرة اقدمت في المراحل المختلفة على اطلاق النار ، ومن العمليات الاخرى هي عمليات "رابل" وهبوط المظليين البحريين من الطائرة العمودية على ظهر المدمرة بواسطة الطائرة العمودية AB212 وعمليات هبوط واقلاع الطائرة العمودية SH3 وذلك في اطار اول مهمة لهذه المدمرة في مضيق هرمز.

ويجب القول بان تصميم اول عمليات المدمرة جماران لم يكن من نوع اطلاق النار الاستعراضي بل اننا اختبرنا في ذلك اليوم اسحلة المدمرة.

 ما مدى التقدم الذي حققه سلاح البحر لحد الان في مجال تصميم وتصنيع الغواصات وهل هناك خطة لصنع غواصة؟

 ان سلاح البحر كان نشطا في مجال تصنيع القطع تحت السطح وهناك الان عديد كبير من الغواصات وفي طرازات مختلفة هي قيد التصنيع ، لانه كما ان سلاح البحر بحاجة الى بوارج وفرقاطات فانه ايضا بحاجة الى غواصات والقطع تحت السطح.