رمز الخبر: ۲۱۱۲۶
تأريخ النشر: 13:37 - 08 March 2010
عصرایران - لا يفتأ ملف الرق يفجر الصراع كلما هدأت الساحة الموريتانية أو يثير على الأقل لغطا بين أطراف تتسع الشقة بينها يوما بعد يوم، ويتمسك كل منها بموقف لا يرى الصواب سواه، بين ناف لا يرى للرق وجودا ومثبت يراه في كل مكان.

فلا يرى الفريق الأول في المتحدثين عن الرق سوى متاجرين بسمعة البلد وباحثين عن أقوات وأرزاق من معاناة إنسانية لم يعد لها وجود على أرض الواقع، في حين لا يرى الثاني في الأول إلا شيطانا أخرس صامتا عن الحق جاحدا للحقيقة، يستغل ويسترق إخوة في الدين والوطن ويكابر من بعدُ في الاعتراف بمعاناتهم.

هذه الأيام عاد الجدل من جديد ولكن على خلفية تصريحات أطلقها الناشط في مجال محاربة الرق بيرام ولد اعبيدي، طالب فيها الأرقاء السابقين العاملين في الجيش بالعصيان والإعلان عن استقالة جماعية من الجيش بوصفه "جيشا فئويا بعيدا عن قيم الجمهورية"، متعهدا بوضع حد لهذا "النظام الفئوي".

وذهب ولد اعبيدي إلى أكثر من ذلك، فطالب الأرقاء السابقين (لحراطين) بتشكيل مليشيا مسلحة للدفاع عن أنفسهم، ورد الاعتبار إليهم في ظل إصرار الطرف الآخر على استمرار انتهاك حقوقهم وتكريس عبوديتهم، على حد قوله.

وفي نفس التصريحات أيضا هاجم ولد اعبيدي من وصفهم بالأئمة المغلبين لمصالح فئاتهم والمنحازين للعرق على حساب قضايا المظلومين، قائلا إنهم يرفعون شعار التفسيق والتكفير ضد المناهضين للرق، وطالب "لحراطين" بعدم الصلاة خلفهم لأنهم "يقبلون منا بلالا مؤذنا، ثم يحتكرون لأنفسهم صفة الإمام والقائد والرسول".

ثم عاد أيضا في مقال يوم أمس لمهاجمة التيار الإسلامي وزعيمه الروحي الشيخ محمد الحسن ولد الددو بعدما هاجم الأنظمة المتعاقبة بما فيها نظام ولد الطايع الذي كان أحد المدافعين عنه.