رمز الخبر: ۲۱۱۶۳
تأريخ النشر: 08:10 - 10 March 2010
ومن بين الخيارات التي كانت مطروحة ، شن هجوم عسكري على المنشات النووية الايرانية. ان هذا الخيار الذي يصر عليه الكيان الصهيوني لم يكن موضع ترحيب من الادارة الاميركيه بسبب تورطها في مستنقع العراق وافغانستان واستياء الراي العام الامريكي من الوجود العسكري الامريكي في الدول الاخرى.
عصر ايران – مع تطور وتقدم القدرة العلمية والدفاعية والسياسية والدبلوماسية الايرانية خلال الاشهر الاخيرة والذي تناولته وسائل الاعلام الاجنبية بصورة ملفتة ، فان الغرب بقيادة البيت الابيض وضع على جدول اعماله دراسة انواع الخيارات لوقف التقدم الايراني المتواصل.

الحرب الناعمة
....................
ان الدول الغربية المتغطرسة واضافة الى الادوات الدبلوماسية ، بدات بشن الحرب الاعلامية الناعمية بهدف التاثير على فكر الشعب الايراني واخافة المسؤولين الايرانيين من المضي قدما في الطرق الذي بداوه الا انه وبعد فشل المخططات الامريكية في الحرب الناعمة ضد ايران فان واشنطن وحلفاءها اصبحوا بصدد اتباع الطرق الاخرى لوقف البرنامج النووي الايراني.

سياسة التهديد بشن هجوم عسكري
............................................
ومن بين الخيارات التي كانت مطروحة ، شن هجوم عسكري على المنشات النووية الايرانية. ان هذا الخيار الذي يصر عليه الكيان الصهيوني لم يكن موضع ترحيب من الادارة الاميركيه بسبب تورطها في مستنقع العراق وافغانستان واستياء الراي العام الامريكي من الوجود العسكري الامريكي في الدول الاخرى.
وفي هذا السياق حذر الجنرال ديفيد بترايوس بان اطلاق حتى صاروخ واحد على ايران سيؤدي الى ان ينهض الشعب الايراني بصورة موحدة لحماية الجمهورية الاسلامية.

سياسة فرض العقوبات
..............................
اما الخيار الاخر الذي طرح في الاوساط الخبرية والاعلامية الغربية كوسيلة لمواجهة ايران ، هو زيادة العقوبات على الجمهورية الاسلامية الايرانية بهدف اضعافها. وعلى الرغم من ان هذا الخيار كان قد اتبع خلال السنوات الماضية ومن خلال ثلاثة قرارات ضد الموضوع النووي الايراني ، لكنه فشل في تحقيق الغايات الامريكية.
ان الجمهورية الاسلامية الايرانية وخلال سنوات الحظر استطاعت تحقيق تقدم ملفت في المجال النووي وكذلك تصميم وتصنيع وتجهيز المنظومات الدفاعية وانتاج الوقود بنسبة 20 بالمائة والتقدم في مجال الليزر واطلاق الاقمار الصناعية الى الفضاء واستنساخ الحيوانات و... وان هذا الامر كان بمثابة التاكيد على عدم فاعلية الحظر في وقف التقدم الايراني.
فاضافة الى الخبراء والسياسيين الامريكيين والغربيين ، فان "زاجي هنغبي" رئيس اللجنة الخارجية والامن في الكنيست الصهيوني اقر بان العقوبات وزيادتها لا تفيد في مواجهة البرنامج النووي الايراني.

سياسة رفع مستوى الاتصال مع الدول العربية لاضعاف ايران
...............................................................................
مع اتضاح عدم جدوى الحرب الناعمة ، والهجوم العسكري وكذلك فرض العقوبات على الجمهورية الاسلامية الايرانية ، فان الغرب وضع على جدول اعماله موضوع تعزيز حلفاء اميركا وزيادة مستوى الاتصال بالدول العربية.
ان الاستعانة بالسعودية وقطر وتركيا في اطار كسب موافقة الصين للانضمام الى اميركا لفرض عقوبات جديدة ضد ايران بسبب برنامجها النووي وكذلك الاقتراح القاضي بايجاد مظلة امنية في الشرق الاوسط تعد من المحاولات الامريكية الاخرى في الشرق الاوسط.
ان الولايات المتحدة الامريكية بصدد تعزيز صادرات النفط من الدول العربية الى الصين لكي تكون في غنى عن النفط الايراني من اجل كسب موافقة الصين على تكثيف العقوبات ضد ايران ، لكن الملفت ان الصين اكدت مرة اخرى بانها تعارض فرض اي عقوبات جديدة ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية.
وفي هذا السياق قال الكاتب السعودي مضاوي الرشيد في مقال نشرته صحيفة "القدس العربي" ان اي مظلة امنية في المنطقة لا تشمل ايران سيكون مآلها الفشل مؤكدا ان ايران يجب ان تكون جزء من اي مظلة امنية في المنطقة لان امن الخليج الفارسي لن يستتب من دون ايران. واكد ان هذه المظلة يجب ان تكون من دون اميركا.
واضاف مضاوي الرشيد ان موضوع الامن في الخليج الفارسي اصبح اكثر تعقيدا بعد احتلال اميركا للعراق عام 2003 لكن وعلى اي حال يجب على الجميع ان يعلم بان امن المنطقة يعود بالدرجة الاولى على دولها ولا علاقة له باعداء هذه الدول.

سياسة هجوم قوات الكوماندوس
.........................................
لم تنحصر المحاولات الامريكية لمواجهة ايران على الحالات المذكورة اعلاه ، بحيث ان ديفيد البرايت خبير البرامج النووية ومدير مؤسسة العلوم والامن الدولي الامريكية زعم حديثا بان موقع "فردو" لا يدمر من خلال القصف بل ان ثمة حاجة لهجوم قوات الكوماندوس عليه.
واشار البرايت وهو من مستشاري ادارة اوباما في الشؤون الخارجية الى كون موقع فردو مقاوما امام القصف الجوي قائلا انه يمكن فقط تصور هجوم لقوات الكوماندوس لتدميره.
وفي نفس السياق ، كتبت صحيفة "لو كانارد انشن" الفرنسية قبل ذلك نقلا عن مصادر فرنسية مطلعة بان هجوم الكيان الصهيوني على المنشات النووية الايرانية قد لا يكون جويا كما يظن البعض بل سيكون بريا او من خلال استخدام قوات الكوماندوس الخاصة ومن اجل التخريب في المنشات النووية الايرانية!
ويرى الخبراء ان تناقض تصريحات المسؤولين الامريكيين بخصوص امكانية او عدم امكانية شن هجوم وقائي على المراكز النووية الايرانية ، ياتي من اجل استخدام لغة التهديد لاثارة الحرب النفسية والتاثير على مواقف طهران وجعلها اكثر مرونة من جهة ، ووضع عقبات امام تقدم ايران الشامل في المجالات العلمية والتكنولوجية من جهة اخرى.