رمز الخبر: ۲۱۲۶۵
تأريخ النشر: 10:19 - 14 March 2010
Photo

عصرایران - (رويترز) - تأزمت بشدة العلاقات الاسرائيلية الامريكية المهمة بالنسبة للشرق الاوسط المضطرب بينما سعى دبلوماسيون يوم السبت لانقاذ محادثات سلام مع الفلسطينيين تتوسط فيها واشنطن.

وتوقع مسؤول أمريكي كبير "فترة من عدم اليقين هنا في الايام والاسابيع المقبلة" حيث يطالب الفلسطينيون بالتراجع عن خطة استيطانية اسرائيلية جديدة ويرد ائتلاف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والذي يشمل أحزابا موالية للمستوطنين على انتقادات واشنطن الحادة على نحو غير معتاد.

ووصفت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون تصرف اسرائيل بأنه "مهين" بعدما وافقت اسرائيل على بناء 1600 منزل جديد الاسبوع الماضي في منطقة بالضفة الغربية ضمتها الى القدس بينما كان جو بايدن نائب الرئيس الامريكي في المنطقة للتوصل الى اتفاق على مفاوضات مع الجانب الفلسطيني بوساطة امريكية.

وقال بايدن لرويترز يوم السبت انه يعتقد أن نتنياهو صادق في التوصل لاتفاق يمنح الفلسطينيين دولة وان رئيس الوزراء الاسرائيلي يدرك أن اسرائيل "ليس امامها بديل."

وعلى الرغم من تأكيد كلينتون أن علاقات واشنطن باسرائيل "دائمة وقوية" فقد قالت لنتنياهو في مكالمة هاتفية يوم السبت انه ينبغي أن يعمل على اصلاح العلاقات مع واشنطن وابداء التزامه بتحالف مهم لامن اسرائيل في منطقة معادية.

وقال مسؤول اسرائيلي طلب عدم نشر اسمه لرويترز ان نتنياهو "يجري مشاورات مع اعضاء كبار في الحكومة." وامتنع عن ذكر تفصيلات.

وسئل المسؤول عن خطوة نتنياهو التالية لمحاولة اصلاح علاقات اسرائيل مع حليفتها الرئيسية فقال "لن نعرف الا بعد انتهاء المشاورات."

وقبلت كلينتون أن نتنياهو فوجيء بقرار الموافقة على البناء الاستيطاني الذي أصدرته يوم الثلاثاء وزارة الداخلية الاسرائيلية التي يسيطر عليها حزب شاس الديني الموالي للمستوطنين لكنها قالت ان رئيس الوزراء مازال مسؤولا عنه.

وقال متحدث باسمها انها ابلغت نتنياهو بأن القرار "اشارة سلبية للغاية بشأن نهج اسرائيل تجاه العلاقات الثنائية ... وقوضت الثقة في عملية السلام".

وصرح مسؤول امريكي كبير بان وزارة الخارجية الامريكية استدعت السفير الاسرائيلي لدى واشنطن مايكل اورين للوزراة يوم السبت للاجتماع مع جيم ستينبرج نائب وزيرة الخارجية في علامة اخرى على استياء الولايات المتحدة من الاعلان الاستيطاني اثناء وجود بايدن في اسرائيل.

وفي واشنطن وصفت رابطة مكافحة تشويه السمعة في واشنطن والتي تسعى لحشد الدعم لاسرائيل بين اعضاء الكونجرس الامريكي تصريحات كلينتون بأنها "رد فعل مبالغ فيه بشكل كبير."

وقال أبراهام فوكسمان أحد أعضاء الرابطة "نحن مصدومون ومندهشون من نبرة الادارة وتعرية اسرائيل في العلن.

وأضاف "لا يمكننا تذكر حالة فيها استخدام لغة بهذه الحدة مع دولة صديقة وحليفة للولايات المتحدة. لا يمكن للمرء سوى ان يتساءل عن المدى الذي يمكن ان تذهب اليه الولايات المتحدة في الابتعاد عن اسرائيل حتى ترضي الفلسطينيين."

ويسعى الرئيس الامريكي باراك أوباما لتحسين علاقات الولايات المتحدة مع العالم العربي الذي يدعم الفلسطينيين كما يسعى لتعزيز التحالفات في المنطقة المنتجة للنفط وخاصة ضد ايران التي تطور تكنولوجيا نووية وضد اعداء اسلاميين مثل تنظيم القاعدة.

ويعتقد بعض المحللين ان كسر الجمود بشأن اقامة دولة فلسطينية بعد 20 عاما من المحادثات ربما يساعد على تحدي المفاهيم العربية بأن واشنطن عبد لاسرائيل وان كان الدعم القوي لاسرائيل في الكونجرس يعمل على الحد من الضغوط الامريكية.

وقال مساعدون للرئيس الفلسطيني محمود عباس انه ينتظر لقاء جورج ميتشل مبعوث أوباما عندما يعود الى المنطقة خلال الايام المقبلة قبل أن يتخذ قرارا حول التزام قطعه قبل أسبوع ببدء محادثات مع نتنياهو عبر وسطاء أمريكيين.

وقضى ميتشل وادارة أوباما أول عام لهما في السلطة في الضغط على الفلسطينيين للتراجع عن مقاطعتهم المحادثات منذ الحرب التي شنتها اسرائيل على قطاع غزة في ديسمبر كانون الاول 2008 .

وعلى الرغم من عدم رضائه عن قرار تجميد جزئي للبناء في المستوطنات يستمر عشرة شهور اتخذته اسرائيل في نوفمبر تشرين الثاني فان واشنطن مارست ضغطا أكبر على عباس للعودة الى طاولة المفاوضات. ووافق الرئيس الفلسطيني قبل أسبوع على محادثات غير مباشرة مع اسرائيل تستمر أربعة أشهر بعد موافقة جامعة الدول العربية على الامر مما أعطى لعباس غطاء سياسيا أمام انتقادات من حركة المقاومة الاسلامية (حماس).

وقال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين "الرئيس عباس قال للامريكيين انه سيكون من الصعب جدا التوجه لاي محادثات دون الغاء القرار الاسرائيلي ببناء 1600 وحدة استيطانية في القدس الشرقية والتعهد بعدم القيام بأي عطاءات أو نشاطات استيطانية في المستقبل وان الجانب الفلسطيني ينتظر الرد مع قدوم المبعوث الامريكي ميتشل."

وقال مسؤول أمريكي كبير ان واشنطن قد تركز على التقليل من أهمية موافقة اسرائيل على بناء وحدات استيطانية جديدة بالقول ان ذلك لن يحدث قبل عام على الاقل وان واشنطن تتفهم الصعوبات التي تواجه نتنياهو.

ووصف المسؤول موقف رئيس الوزراء الاسرائيلي بأنه شائك بسبب اعتماد ائتلافه على جماعات موالية للمستوطنين.

لكنه قال ان واشنطن تتوقع أيضا أن يتجنب نتنياهو أي تكرار لنزاعات حول المستوطنات وقال "يعلم الاسرائيليون أن الطريقة الوحيدة للبقاء في الجانب الايجابي من المعادلة معنا وعلى الصعيد الدولي هي ألا تتكرر هذه النزاعات."

وحتى مجال المحادثات المحتملة بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني محل شك ولا يرى كثيرون احتمالا سريعا للتوصل الى حل للصراع.

وترفض اسرائيل حتى الان مطالب فلسطينية بأن تشمل المحادثات غير المباشرة "قضايا الوضع النهائي" ومن بينها الحدود واللاجئين ووضع مدينة القدس.