رمز الخبر: ۲۱۲۷۲
تأريخ النشر: 10:57 - 14 March 2010
عصرایران - صدر مؤخرا كتاب ضخم يحمل عنوان (كتابات منسية) لمي زيادة جمعته وحققته الباحثة الألمانية المتخصصة بالدراسات الشرقية المعاصرة أنتيا زيجلر وصدر عن دار نوفل في بيروت.

جاء ذلك نقلاً عن شبكة ‌الإعلام العربية ويتضمن الكتاب أكثر من 170 نصاً لمي لم يسبق أن رأت النور خارج الصحف والمجلات التي نُشرت فيها خلال عشرينات وثلاثينات القرن الماضي، والحقيقة أن (كتابات منسية) يشكل علامة فارقة في جمع تراث مي، وعلى رغم أهمية النصوص المجهولة هذه، إلا أن المقدمة الموسعة التي وضعتها أنتيا للكتاب تحتل مكانة خاصة بوصفها أهم وأنضج ما كتب عن مي خلال العقود الثلاثة الماضية على الأقل.

ولم تكتفِ الباحثة بالحديث عن المطبوعات التي حملت مقالات مي، ولا بالإشارة إلى الكتب والدراسات التي تناولت هذه الأديبة، بل وضعت تحت المجهر بعض القضايا الإشكالية التي نادراً ما كان الباحثون العرب يجرأون على ملامستها خوفاً من حساسيات دينية وإقليمية واجتماعية ما زالت حتى الآن تطبع مواقف كثير من كتابنا وأدبائنا.

إن الباحثة الألمانية أنتيا زيجلر عاكفة الآن على إنجاز أطروحة الدكتوراه في إحدى الجامعات الألمانية عن مي زيادة، ومن العناوين السريعة في الكتاب: انتقال مي زيادة من الرومنطيقية إلى الواقعية ومن الابتعاد عن السياسة إلى محاولة التأثير فيها، أصوات ناقدة في الثلاثينات، الكاتبة المسيحية والعودة إلى الإسلام، الكاتبة اللبنانية والقومية المصرية، تغيرات في الصحافة المصرية خلال الثلاثينات وتأثيراتها على مي زيادة.

وما إن لاحت في الآفاق المصرية بوادر التغيير في أواسط الثلاثينات، خصوصاً على صعيد بروز الدعوة الى الإسلام السياسي وبدء التشديد على الهوية الوطنية المصرية، حتى أخذت مي تعاني في كيفية تحديد تعاملها مع هذه المستجدات، فهي ابنة مصر بالمعنى الثقافي غير أنها في الوقت نفسه ابنة النهضة المتأثرة بالخارج الأوروربي.

 ولعل الجهد الذي بذلته مي للتوفيق بين كل هذه المتناقضات (لبنانية - مصرية، مسيحية - إسلامية، سياسة - الابتعاد عن السياسة) كان السبب في أزمتها الصحية والعقلية والأدبية في النصف الثاني من الثلاثينات وحتى وفاتها عام 1941.

النتيجة الأساسية التي تخرج بها الباحثة الألمانية في ختام مقدمتها أنه (لا بد من إعادة تقييم هذه الكاتبة وأعمالها على ضوء تطورات عصرها).