رمز الخبر: ۲۱۲۹۴
تأريخ النشر: 10:01 - 15 March 2010
مصیب نعیمي
عصرایران - يبدو ان المنطقة تعيش مرحلة جديدة من الصراع يمكن تسميتها بحرب امنية واعلامية مما يعني أن الخيار العسكري أخفق في تحقيق اهدافه المرجوة.

فمن دبي التي شهدت فضيحة الامن الصهيوني باستغلال جوازات سفر اوروبية لاغتيال الشهيد المبحوح الى لبنان الذي اعتقل عملاء جدد، حتى ايران التي كشفت عن شبكة تجسس امريكية، فضلاً عن باكستان وافغانستان اللتين تحولتا الى ساحة لعمليات (السي.آي.أيه) كلها تؤكد على دور الحروب السرية.

مما يثير القلق عن نتيجة هذا النوع من النزاع نظراً لا نعكاساتها الخطيرة على أمن المجتمعات وانتشار التوتر في البلدان المستهدفة.

ولا شك بأن هذا الاسلوب القديم الجديد سيؤول الى الفشل نظراً لوجود طاقات وقدرات ذات كفاءة عالية في الجانب الآخر وافتقاد امريكا الى معرفة الارض وجدارة الشعوب.

ويرى المراقبون العارفون بخفايا مثل هذه المعركة الامنية التي تعتمد على التجسس واستخدام العملاء بانها سيف ذوحدين وليس هناك الكثير من الخيارات لدى المعتدي لتحقيق مآربه.

إن الهزيمة الاولى لحقت بالغرب عندما تحول كل من يحمل جواز سفر اوروبي أو امريكي الى مشبوه، وعندما يُراقب أي مواطن غربي في البلدان الشرقية مصاديق لهذا القول والتي تندرج في الخطوات الاضافية لمراقبة حملة الجنسية الاوروبية في بلدان مثل الصين وماليزيا واندونيسيا وحتى دول القوقاز. كما أن التحركات الصهيونية والعناصر الموالية لها باتت تحت انظار الامنيين حتى في اوروبا نفسها مما يومي الى استبدال الساحات الآمنة بمعاقل امنية يراقب كل طرف فيها الجانب الآخر حتى وان كان يعتبر حليفا له .

والمعروف أن الصهاينة هم الذين يحاولون الترويج للمعارك الامنية والبوليسية في الغرب حتى لا يبقى امن الدول بعيداً عن الامن الاسرائيلي.

وفي هذا الصراع سوف يخسر الغرب ماتبقى له من فرص للسيطرة على مقدرات الشرق وستكون النتيجة فك الارتباط الاجنبي عن مقدرات الشعوب في زمن ليس ببعيد.