رمز الخبر: ۲۱۴۳۱
تأريخ النشر: 14:13 - 24 March 2010

محمد الأمين- إذاعة هولندا الهولندية

يعتبر معرض "تيفاف" للأعمال والمقتنيات الفنية أحد أكبر المعارض التجارية للأعمال والمقتنيات الفنية في العالم. وتيفاف هو مختصر للتسمية الإنجليزية للمعرض The European Fine Art Fair. وقد تضاعفت أهمية المزاد بعد انفتاحه في السنوات الأخيرة على الفن الحديث.
 
منذ الثاني عشر ولغاية الحادي والعشرين من مارس- آذار شهدت مدينة ماستريخت، الواقعة على ضفاف نهر الماس، في الجنوب الهولندي، الدورة الثالثة والعشرين للمعرض. وتم عرض 3000 عمل فني للبيع شكلت تنوعا لا مثيل له من الآثار الكلاسيكية، والتحف الفنية، والأثاث، والمخطوطات المزخرفة واللوحات والرسومات والصور الفوتوغرافية والأعمال الفنية المعاصرة في النحت والتصميم والفن الشرقي، والتكوينات الاثنوغرافية، والخزف والزجاج والفضة والمجوهرات.
 
وشاركت في هذا المعرض 17 دولة منها الأرجنتين وألمانيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وسويسرا وكندا وكوريا وموناكو والاورغواي والصين والبرتغال والنمسا إضافة إلى البلد المضيف هولندا. وشكل 260 من الخبراء الفنيين لجنة تفتيش صارمة على الجودة والاصالة.
 

 
"مرحباً بالأزمات"

كانت نسبة المبيعات عالية، وغير متوقعة حسب مديرة قسم التسويق والعلاقات العامة في المهرجان تيسيا فيلينغا Titia Vellenga التي قالت لإذاعة هولندا العالمية: "أصبح المعرض ظاهرة لا يمكن لأي مهتم بتجارة الأعمال الفنية تجاهلها. إنه أهم تجمع سنوي في هذا المجال، ولا يستطيع أي عاشق للفنون، أو صاحب مقتنيات، سواء كان هاوياً أو تاجراً محترفاً، أن يستغني عن زيارة المعرض. نلاحظ هذا بوضوح من خلال تزايد أعداد الزوار سنوياً.
 
وبلغت الزيادة في عدد الزوار نسبة 50% بالمئة قياساً بالعام الماضي. كما لاحظنا مجيء زوار لمعرض تيفاف 2010 من بلدان بعيدة جداً، من المكسيك والبرازيل والصين والشرق الأوسط."
 
وحسب مديرة التسويق والعلاقات العامة لمعرض تيفاف 2010، فإن الأزمة المالية لم تمنع عشاق الفن من اقتناء ما يرغبونه من أعمال فنية، ونقلت السيدة فيلينغا عن أحد التجار قوله " إذا كانت هذه هي الأزمة فمرحبا بالأزمات." وتضيف مديرة التسويق: "لقد كان حجم المبيعات عالياً جداً.
 
وهذه السنة لاحظنا ازدياداً واضحا في عدد المشترين الأمريكيين، ولكن مع ذلك ظل النسبة الأكبر للزبائن من الأوربيين."

  
 

بيكاسو وماتيس

وقد شارك في هذه الدورة العديد من مالكي المجموعات الفنية، إلى جانب أشهر الغاليريهات، منها 40 غاليري ذات شهرة عالمية مثل غاليري هوبكينز كوستوس، Hopkins Custos من لندن الذي قدم لوحات لبابلو بيكاسو.
ويجذب" تيفاف" للغاليريهات الأمريكية المشاركة زوارا أكثر بالمقارنة مع المزادات الفنية الأمريكية، كما أنه يوفر فرصة جيدة لاقتناء مجاميع وأعمال فنية قادمة من حضارات شعوب متعددة.
 
الأعمال الفنية والمنحوتات القادمة من جنوب شرق أسيا حظيت بالاهتمام الأكبر في هذه الدورة خصوصا مع المشاركة القوية والمؤثرة للصين، ومع المشاركة الواسعة لبلدان شرق آسيا في قسم الفن والورق المستحدث جديدا في هذه الدورة. وربما كان لانتشار الاهتمام بالبوذية بين طبقة الأثرياء دور أساس في ذلك، ففي اليوم الأول من مزاد دورة سابقة ابتاع زبون سويسري 25 قطعة فنية من التراث البوذي بمبلغ مقداره 250 ألف يورو.
 
البندقية
ولابد من الإشارة لمساهمة غاليري دافيد تونيك David Tunick الذي عرض لوحات للفنان التشكيلي الفرنسي الشهير هنري ماتيس ( 1869 - 1964)

أما غاليري سيساتي Cesatie من ميلانو فقد قدم تشكيلة من الخزانات الخشبية البديعة، يقول صاحب الغاليري "أليساندرو سيزاتي": "هذه خزانة هامة من مدينة البندقية وهي قطعة أثاث مهمة ومألوفة في تلك المنطقة ما بين القرنين الخامس عشر والسادس عشر. أحدى الصفات المميزة لهذه الخزانة هو القفل الجميل الموجود خارجها بزخارف قوطية مميزة وكذلك مقبضا الخزانة. هنالك أربعة مفاتيح للخزانة في حالة جيدة جدا. وهذه الخزانة قطعة نادرة الوجود في هذا الوقت ونحن فخورون بعرضها هنا".
 
بانتظار الفنون الإسلامية

وتأمل السيدة تيسيا فيلينغا، مسؤولة قسم التسويق والعلاقات العامة في تيفاف 2010 أن يخصص المعرض مساحة واسعة في الدورة القادمة للفن الإسلامي ومنطقة الشرق الأوسط، نظرا للإقبال الكبير الذي حظيت به الأعمال الفنية غير الأوربية من الشرق الأدنى:
"إن البلد الوحيد المشارك، والذي يمكن أن تأتي منه أعمال إسلامية، هو الصين، ومع ذلك فإن كل المقتنيات الصينية الموجودة، هي من طراز آخر".