رمز الخبر: ۲۱۸۱۹
تأريخ النشر: 11:59 - 10 April 2010
عصرایران - صدر لأول مرة باللغة الفرنسية قاموس كامل عن القرآن الكريم والذي يعد حدثا فكريا مهما لا يستهان به على الإطلاق. وقد حيّاه العديد من الباحثين والمختصين لحظة صدوره واعتبروه مكسبا للدراسات العربية والإسلامية.

ويحتوي هذا القاموس الذي ساهم فيه ما لا يقل عن سبعة وعشرين باحثا مسلما وأجنبيا، ويشتمل على أكثر من خمسمائة مادة تشمل معظم الموضوعات الأساسية الوارد ذكرها في القرآن الكريم أو التي تدور حوله.

بمعنى آخر فإن القاموس يشكل أول تفسير تاريخي شمولي للقرآن الكريم باللغة الفرنسية. كما يحتوي القاموس على مواد تتحدث عن الأخلاق في القرآن، وعن فضائل القرآن، وعن مكانة غير المسلمين في القرآن، وعن مخطوطات القرآن، وعن تاريخ العلوم القرآنية، وعن قصص الأنبياء، الخ.. وهو يقدم عن كل موضوع من هذه المواضيع دراسة تاريخية عقلانية دقيقة نحن بأمس الحاجة إليها.

إن هذا القاموس ضروري لفهم القرآن الكريم وعلاقته بالكتب الدينية السابقة له والمحيط الذي ظهر فيه والزمن الذي نزل فيه: أي شبه الجزيرة العربية في القرن السابع الميلادي. كما انه ضروري لفهم الإيمان الإسلامي والفكر الإسلامي والعقلية الإسلامية التي تشكلت لاحقا والمجبولة بالقرآن. هذا بالإضافة إلى فهم التاريخ الإسلامي والأخلاق الإسلامية.

ويقدم صورة موضوعية عن الكتاب المقدس للإسلام لكي يزيل هالة الرعب وسوء التفاهم والكليشيهات الخاطئة التي تشكلت عنه وعن المسلمين في الغرب نتيجة الأحداث المأساوية والعنيفة التي ارتكبت مؤخرا باسم الإسلام والإسلام الصحيح الوسطي المعتدل منها براء.

 القرآن بريء من هؤلاء الجهلة المتطرفين ولا يحق لهم أن ينتسبوا إليه. القرآن ليس كتاب عنف مجاني على عكس ما أشيع مؤخرا وإنما هو مليء بالرحمة على الناس والعباد إذا ما فهمناه على حقيقته وبشكل عميق لا سطحي سريع.

 انه مليء بمعاني الصفح والتسامح والغفران. القرآن شكل حضارة عظيمة أشعت على العالم طيلة قرون عديدة كما يبين لنا القاموس الكبير وذلك قبل أن تذبل وتموت نتيجة الدخول في عصر الانحطاط. ولكن المتطرفين يجهلون الفكر الإسلامي والقرآن الكريم كما يبين لنا القاموس ولولا ذلك لما ارتكبوا كل هذه الجرائم والتفجيرات باسم الدين الحنيف.

لو أنهم فهموا الإسلام على حقيقته وسماحته وجوهره لما فعلوا ما فعلوه. وبالتالي فالقاموس يساعد على تصحيح الصورة عن الإسلام والمسلمين من خلال تقديم تفسير صحيح وموضوعي عن القرآن الكريم. ولكنه لا يتحاشى المسائل الصعبة والمحرجة التي قد تصدم الوعي الإسلامي التقليدي.

فالتحرير الفكري يمر من هنا ولا بد من دفع ثمنه. وثمنه سوف يكون انهيار العديد من اليقينيات الراسخة في الوعي الجماعي منذ مئات السنين والتي ينقضها البحث التاريخي الرصين الذي يقدمه لنا هذا القاموس العتيد.