رمز الخبر: ۲۲۰۵۹
تأريخ النشر: 11:15 - 17 April 2010
عصرایران - وکالات -  قبل تطبيق خطة فك الارتباط بعدة أشهر، أُبعد موشيه يعلون عن منصب رئيس الاركان في 2005، لعدة أسباب من بينها المناكفة المستمرة في وسائل الاعلام بينه وبين المسؤولين عنه رئيس الحكومة اريئيل شارون ووزير الدفاع شاؤول موفاز. لكن السبب الرئيس لقرار عدم تمديد ولايته لسنة رابعة كما جرت العادة، نبع من تحفظه على اخلاء مستوطنات غوش قطيف.

 فقد عرف شارون وموفاز ان يعلون، وهو ضابط يُحتذى بسلوكه في كل ما يتعلق بإطاعة الأوامر، سيمتثل لتوجيهات المستوى السياسي كاملة. وعلى الرغم من ذلك تم استبداله بدان حالوتس الذي كان أكثر التزاما لهما ولتنفيذ الخطة.

ان حالة رئيس الاركان الحالي غابي اشكنازي مختلفة. فقد وُعد منذ البداية بولاية عمرها أربع أربع سنوات في رئاسة هيئة الأركان، بموجب قرار صدر عن لحكومة عند تعيينه والذي يتيح أيضا "في ظروف طوارىء" تمديدها لسنة خامسة.

هل تصريح وزير الدفاع ايهود باراك بأن اشكنازي لن يحظى بسنة خامسة متعلق بالسؤال المركزي المطروح وهو هجوم اسرائيلي ممكن على المواقع النووية في ايران؟ يدعي باراك ورجاله أن لا صلة بين الأمرين. ويعتقد باراك أنه يجب على اشكنازي، الذي يصفه بأنه رئيس أركان ممتاز، أن ينقل الصولجان الى خليفته في الوقت المحدد سلفا.

حتى لو لم تكن هناك خلفية تآمرية لقرار باراك، فانه ستكون له تأثيرات مهمة على القضية الايرانية.

 ذلك أن ولاية أشكنازي تنتهي في شباط 2011. قبل ذلك بنحو من شهرين ستنتهي ولاية رئيس الموساد مئير دغان. في معادلة القوى في القيادة الاسرائيلية، يقع اشكنازي ودغان في القطب المعتدل. ففي حين يطلق بعضهم في المستوى السياسي تصريحات مسيحانية، عرض رؤساء أذرع الأمن موقفا أكثر حذرا.

 اشكنازي، بصفته رجل الاتصال المركزي بالمؤسسة الأمنية في الولايات المتحدة وبرئيس الاركان الاميركي الادميرال مايكل مالن في الاساس، مطلع بصورة خاصة على قوة المعارضة في واشنطن لهجوم اسرائيلي. وعليه فإن تغيير رئيس الاركان ورئيس الموساد سيفضي أيضا الى تغير أساسي في نظام التوازنات والكوابح في القيادة الاسرائيلية من مسألة السياسة التي ينبغي انتهاجها حيال ايران.

التغييرات الشخصية ستتم في موازاة تأخير ما على الوتيرة الزمنية للنشاط النووي. فالولايات المتحدة، ستنجح في أحسن الأحوال بإقرار العقوبات على ايران في حزيران فقط.

 ستنقضي شهور أخرى الى ان يتبين مدى تأثيرها. بحسب التوقعات الحديثة للاستخبارات، تبعد إيران مسافة زمنية تتراوح بين سنة الى ثلاث عن امتلاك القنبلة. وايقاع تقدمها متعلق أساسا بقرار النظام وفق تقديره لقوة المعارضة العالمية.

عند تحليل السياسة الاسرائيلية المتوقعة ينبغي أن نأخذ في الاعتبار أيضا تأثير الأزمة التي تزداد حدة مع واشنطن والجهود المبذولة على المسار السياسي مع الفلسطينيين. في سيناريو متطرف، قد تدفع القطيعة مع الادارة، حكومة نتنياهو الى مهاجمة ايران ايضا.

 في هذه الاثناء يُخرج نتنياهو وباراك ضباط الجيش عن توازنهم، اما المنتدى السباعي الوزاري، الذي يتباهى رئيس الحكومة كثيرا بمباحثاته العميقة والسرية، فيقلل من دعوة قادة المؤسسة الأمنية لحضور اجتماعاته.

هذا الأسبوع وضع اللواء (احتياط) موشيه كبلنسكي حدا نهائيا لإمكانية ترشحه لمنصب رئيس الاركان القادم. بقي في الصورة اثنان مقابل اثنين: اللواء يوآف غلنت واللواء بني غينتس، كمرشحين متقدمين، واللواءان غادي ايزنكوت وآفي مزرحاي كمن قد يوافقان أيضا على تعين آخر (نائب رئيس الاركان ورئيس آمان)، تحت قيادة واحد من اللوائين المتقدمين المذكورين.

في هذه الظروف، سيكون لهوية رئيس الاركان العشرين تأثير كبير في قرار الهجوم. وعليه ثمة تأثير محتمل أيضا لموقف المرشحين من قضية ايران في الاختيار بينهم. لا يمكن مهاجمة ايران في ظل معارضة رئيس الاركان.