رمز الخبر: ۲۲۱۹۹
تأريخ النشر: 17:28 - 22 April 2010
عصر ايران – على الرغم من ان تصريحات وزير الخارجية الاماراتي في البرلمان حول الجزر الايرانية الثلاث ، مكررة الا ان عدم الرد عليها قد يصيب الطرف الاماراتي بمزيد من الوهم.

ونورد فيما يلي عدة نقاط فيما يخص تصريحات الشيخ الشاب عبد الله بن زايد ال نهيان الذي يزعم ان ايران تحتل الجزر الثلاث :

1- لقد ادلى الوزير الاماراتي بهذه التصريحات في البرلمان الاماراتي وردا على سؤال احد النواب ، لذلك يمكن اعتبار هذه التصريحات بانها جاءت للاستهلاك المحلي ، لانه في جميع انحاء العالم يسعى الوزراء في البرلمان الى ارضاء النواب وهذا الشئ ينطبق ايضا على الشيخ عبد الله. ورغم ذلك فان "الشيخ الشاب" لم يجد استخدام فن الدبلوماسية ولم يتمكن من عرض ما هو للاستهلاك المحلي بحيث لا يؤدي الى ردود فعل خارجية.

ويمكن مشاهدة هذا الارتباك في كلامه برمته ، اذ قارن الوجود الايراني في الجزر الثلاث باحتلال جنوب لبنان وغزة لكنه استدرك الامر وحاول اصلاح كلامه فقال "طبعا لم يكن يقصدي عقد مقارنة بين ايران واسرائيل"!

ففي حين ان القسم الاكبر من ارض فلسطين يرزح تحت الاحتلال الاسرائيلي لكنه اشار فقط الى احتلال غزة في حين ان غزة قد انسحب منها الجيش الاسرائيلي.

2- واذا ما اعلنت ايران ابتداء من يوم غد بان دبي هي "ارض محتلة" وتطلب من الامارات ان تنسحب منها ، فان المواطن الاماراتي سيقول حتما بان : دبي هي مدينتنا وان تواجدنا في مدينتنا لا يعتبر احتلالا. وهذا رد منطقي نعتمده نحن ايضا مع الاماراتيين ازاء الجزر الثلاث تنب الصغرى وتنب الكبرى وابوموسى.

3- لقد اكد وزير الخارجية الاماراتي على ادانة "الاحتلال" في الاعراف العربية والاسلامية والدولية.
لكن عندما احتل جيش صدام اجزاء من ايران ، فان هذا الاحتلال لم يكن مذموما ومدانا من قبل حكام الامارات من ناحية الاعراف العربية والاسلامية والدولية ، بل كان من المستحبات ولهذا السبب فان الحكومة الاماراتية وضعت مليارات الدولارات بتصرف صدام لكي لا يهزم في هذا الاحتلال.
اذن كيف تبرر وتفسر حكومة الامارات هذه الازدواجية في السلوكيات؟

4- وطالب الشيخ عبد الله في تصريحاته وبمناى عن الاعراف الدولية ، المواطنين الاماراتيين "ان يفكروا بمساعدة اخوانهم الاماراتيين في جزيرة ابوموسى لان الاتصال مع هؤلاء قد انقطع في ظل الاحتلال الايراني. وان ايران تحول في الظروف الحالية دون وصول المساعدات ومواد البناء او الخدمات الاخرى الى المواطنين الاماراتيين في جزيرة ابوموسى".

فاذا كان الاماراتيون يعيشون في جزيرة ابوموسى وقد رضت ايران بهذا الامر فان ذلك يدل على كرم الضيافة الايرانية واذا كان وجودهم غير شرعي فهذا مؤشر على الاحتلال الاماراتي ويجب طرد هؤلاء الاشخاص من ابوموسى على وجه السرعة كما تفعل الامارات وتقوم بين الفينة والفينة باخراج عدد من الايرانيين من دبي.

5- ان عقد مقارنة بين ايران واسرائيل هو مشروع طلبت اميركا منذ خمس سنوات من بعض الدول العربية استخدامه في ادبياتها تدريجيا وطبعا فان بعض الساسة ووسائل الاعلام العربية ومن خلال تجاهل الحقائق لم تبد سوى الطاعة لذلك.

وبطبيعة الحال كلما تحولت نظرة العرب من اسرائيل المحتلة الى مكان اخر كلما اقيم احتفال سياسي في تل ابيب والمؤسف ان بعض العرب ومن خلال الوقوع بوعي او من دون وعي في هذا الفخ ، فانهم يكونون قد سلكوا الطريق الذي يريد لهم الصهاينة ان يسلكوه في حين ان القسم الاكبر من ارض عربية – اسلامية ترزح تحت الاحتلال الصهيوني.

ان الصهاينة يريدون في الحقيقة تحويل جبهة المواجهة بين العالم الاسلامي واسرائيل الى مواجهة بين ايران والعرب لكي يواصلوا احتلالهم وجرائمهم في الاراضي المحتلة من خلال القاء الكرة في ملعب المسلمين ، والغريب ان بعض السياسيين ووسائل الاعلام ترقص على انغام الموسيقى الغربية والاسرائيلية.

ان هذه المقارنة تظهر كذلك بان وزير الخارجية الاماراتي غير منتبه بعد الى ان احتلال فلسطين لا يشمل "الارض" فقط بل ان القضية تتسم بطابع ديني ايضا وذلك نظرا الى وجود المسجد الاقصى ، لذلك فمن المستغرب ان يجعل في مقارنته هذه ابوموسى وتنب الصغرى وتنب الكبرى رديفا ل "قبلة المسلمين الاولى"!

6- لقد تم توجيه الانتقاد لايران انه لماذا لا تحيل موضوع الجزر على التحكيم الدولي؟!

فاذا كان دبلوماسيا حقا فانه يعرف حتما جواب هذا السؤال ويعرف مبدأ ان اي دولة لا تحيل اتخاذ القرار بشان وحدة اراضيها الى المؤسسات الدولية.
وهذا الخطأ والخيانة ارتكبها نظام الشاه ازاء البحرين.

واذا كان من المقرر ان تطرح اي دولة مزاعم بملكية جزء من اراضي دولة اخرى وان تلجأ هذه الدولة مع الدولة المدعية الى المؤسسات القضائية الدولية ، فعندها لن يبقى حجر على حجر ولن يكون هناك احترام لسيادة وحدود الدول.

وهذا يشبه بالضبط رجل له زوجة جميلة ويبادر صبي الى الزعم بان هذه المراة زوجته ويقول لزوجها "تعال لنذهب الى المحكمة لتثبت انها زوجتك".

فاذا حدث ذلك للسلطات الاماراتية ، هل سيبتسمون بوجه هذا "الصبي الصلف" ويقولون له تمهل! الان سنكون جاهزين للذهاب الى المحكمة أم انهم يلوون ذراعه ويطردونه؟

وللعلم يجب ان نقول ان التراب الايراني ، ذو قيمة بالنسبة للايرانيين كعرضهم وحتى انهم يدافعون عنه وحتى ان كلف الامر التضيحة بارواحهم.

وندعو الاماراتيين الى مراجعة حرب الثماني سنوات التي فرضها صدام على ايران ، اذ هاجم بلدنا بعد ان طرح مزاعم بشان ملكية الاراضي لكن تم طرده بمذلة.

7- ونذكر الجيران الاماراتيين ب "جبر الجغرافيا" و "حدث التاريخ".

ان "جبر الجغرافيا" هو اننا وانتم جيران بحكم الجغرافيا وهذا الوضع سيستمر الى الابد ولا فرار منه. وطالما بقيت الدنيا فان ابناء "ادم وحواء" يعيشون على ضفتي الخليج الفارسي وان هذه الجيرة الجغرافية ستبقى.

واما "حدث التاريخ" هو الظروف الحالية التي تشهدها المنطقة وهي ان ثمة مواجهة بين ايران واميركا وان اميركا ومن اجل الانتصار في هذا الصراع الثنائي تتعامل معكم ضد ايران وتقدم الدعم لكم.

ان هذا "الحدث" وعلى النقيض من ذلك "الجبر" هو ظاهرة مؤقتة وستتغير اوضاع المنطقة عاجلا أم اجلا ومع زوال العقوبات فان رساميل الايرانيين سترحل من دبي عائدة الى ايران وان مصالح اميركا واوروبا ستتطلب التراجع عن الود والصداقة معكم.

الكل يعرف انه اذا كانت بعض الدول العربية تجرؤ على التطاول على ايران ، فان مرد ذلك الدعم الامريكي الذي تحظى به والا فانها لا ترتكب هكذا عمل اطلاقا.

وكما ذكرنا سلفا ، فان هذه هي "احداث التاريخ" تتغير اشكالها على النقيض من "جبر الجغرافيا".

لذلك فالافضل لجيراننا الاماراتيين ان ينظروا قليلا الى المستقبل وان يفكروا بالايام التي تتغير فيها الاوضاع عندما تزول مظلة الدعم الامريكي من على رؤوسهم.

لذلك فانه لمصلحتهم الا ينسفوا تاريخ العلاقة مع بلد اقوى منهم اصلا لكي لا يدفعوا هم وابناؤهم اثمانا في المستقبل.

ان الايرانيين ، اناس يدعون الى السلام ويؤمنون بالحفاظ على حرمة الجيران وان هذا الاحترام يشمل الامارات ايضا ونتوقع ذلك ايضا من الجيران.