رمز الخبر: ۲۲۲۹۹
تأريخ النشر: 10:57 - 26 April 2010
فالسعوديون يعتبرون العدوان على لبنان ، بانه يصب في مصلحتهم بغض النظر عما سيسفر عنه هذا العدوان. وكما يزعم السعوديون فانه لو تمكنت اسرائيل من الحاق ضربات عنيفة بحزب الله فان ذلك سيؤدي الى تعزيز حلفاء السعودية في لبنان.
عصر ايران ، علي قادري – لقد نفت سورية تسليمها حزب الله صواريخ "سكود" ، الا ان مسؤولي وزارة الخارجية الامريكية اعربوا عن شكوكهم في هذا الخصوص لكن يبدو ان قناة "العربية" تريد اقناع الاسرائيليين بان حزب الله قد حصل بالفعل على هذه الصواريخ.

ويجب هنا التفريق بين موضوعين. ان مقاومة حزب الله للصهانية تحظى بالمشروعية التامة وان محاولات الحزب للحصول على اي اداة تمكنه من صد العدوان الاسرائيلي على لبنان ، منطقية تماما.

الا ان المحاولات الرامية الى تحريض اسرائيل على الحرب بسبب حصول حزب الله على صواريخ تغير توازن القوى لغير صالح الكيان الصهيوني هي سياسة تتبعها قناة "العربية" وبعض الصحف العربية.

ان الضجة التي اثيرت حول صواريخ سكود بدأتها صحيفة "الراي العام" الكويتية. فقد اعلنت هذه الصحيفة نقلا عما اسمتها مصادرها الخبرية في واشنطن ولم تكن في الحقيقة سوى حسين عبد الحسين بان السوريين وضعوا صواريخ سكود بتصرف حزب الله وان اثنين من كبار ضباط الجيش السوري منهمكان في تدريب افراد حزب الله على استخدامها.

وقالت "الراي العام" في تقريرها ان اسرائيل وجهت تحذيرا الى سورية عن طريق تركيا وقطر وهددت بانها ستعيد سورية الى العصر الحجري في حال اندلاع الحرب!

ان التهديدات الاسرائيلية ضد سورية وحزب الله وكما قال محمد رعد رئيس كتلة المقاومة في البرلمان اللبناني تحولت الى سيناريو يتكرر لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو انه لماذا تحاول قناة "العربية" التي تعرف ب "العبرية" على نطاق واسع في العالم العربي ، تصعيد هواجس السلطات الاسرائيلية في هذا الخصوص؟

وذكر الموقع الالكتروني لقناة "العربية" في تقرير بعنوان "تهريب صواريخ سكود الى حزب الله صعب لكنه غير مستحيل" نقلا عن مصادر امريكية ان مسؤولا كبيرا بوزارة الدفاع الامريكية قال ان من الممكن تهريب صواريخ سكود الى لبنان ، لكنه من الصعب القيام بذلك.

وختمت العربية تقريرها بالقول انه على الرغم من وضوح التفوق العسكري الاسرائيلي على حزب الله لكن يجب الانتباه الى ان صواريخ سكود بامكانها استهداف اي نقطة في اسرائيل.

وفي هذا السياق ، قارن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري هذا الموضوع بالمزاعم الغربية الكاذبة التي تحدثت عن حصول العراق على الاسلحة النووية ، الا ان "العربية" والقائمين عليها لم ياتوا اطلاقا على ذكر تصريحات رئيس الوزراء اللبناني هذه.

وفيما يخص مواقف "العربية" في تشديد هواجس وقلق اسرائيل وتحريضها على شن العدوان على لبنان يجب القول بان هذه هي السياسة ذاتها التي ينتهجها المسؤولون السعوديون.

فالسعوديون يعتبرون العدوان على لبنان ، بانه يصب في مصلحتهم بغض النظر عما سيسفر عنه هذا العدوان. انهم يعرفون بان اسرائيل عاجزة عن تدمير حزب الله ، لكن وكما يزعم السعوديون فانه لو تمكنت اسرائيل من الحاق ضربات عنيفة بحزب الله فان ذلك سيؤدي الى تعزيز حلفاء السعودية في لبنان.

من جهة اخرى فان الرد الصاروخي لحزب الله على المدن الاسرائيلية ومقتل المئات من اليهود سيؤدي الى دخول الولايات المتحدة اللعبة وهذا على وجه الدقة هو الهدف الذي يتابعه السعوديون الا وهو جر الجيش الامريكي الى لبنان.

وحتى ان لم يتحقق هذا الهدف ، فان السعوديين يريدون من خلال اشعال نار الحرب وانسحابهم منها ، تغيير الموقف الاسرائيلي في محادثات السلام وارغام هذا الكيان على العودة الى حدود 1967 ، لانهم يعرفون تماما بان اسرائيل ان لم تخرج منتصرة من الحرب اللاحقة فيجب عليها تقديم تنازلات واسعة وهذا يعني انتصار مشروع السلام العربي الذي تتابعه السعودية عن طريق الجامعة العربية وحلفائها في المنطقة.

لكن السعوديين لم ياخذوا نقطة واحدة بعين الاعتبار وهي انه في حال فشل اسرائيل في الحرب المقبلة وهو امر محتمل للغاية ، فان محور المقاومة هو الذي سيكون في مقام الحصول على تنازلات اقليمية كبرى من اميركا وحلفائها ، التنازلات التي ستعود حتما بالضرر على السعوديين.