رمز الخبر: ۲۲۳۶۹
تأريخ النشر: 10:23 - 28 April 2010
ماجد حاتمي
عصرایران - مرة أخرى يقوم الثنائي الاسرائيلي الامريكي بدور الشاكي والقاضي في محكمة طالما اصدرت احكاما نفذت بالقوة المجردة للثنائي المذكور على متهم او متهمين دون ان تسمع اصواتهم.

اليوم وفي مسرحية جديدة للثنائي العتيد لم تصغ فصولها بعناية، خرج الرئيس الاسرائيلي، شيمون بيريز، على الناس أو بالاحرى على القاضي الامريكي وهو يتهم سوريا بتزويد حزب الله لبنان بصواريخ سكود.

وعلى الفور ودون تريث صدق القاضي الامريكي الرواية الصهيونية واصدر حكما بإدانة سوريا مهدداً باتخاذ اجراءات ضدها لم يحدد طبيعتها.

الملفت ان التصديق الامريكي للرواية الاسرائيلية أثارت استغراب الكثير من المراقبين السياسيين وحتى اولئك الذين يبررون تقليديا مواقف التحالف الصهيوامريكي مهما كانت طبيعتها.

ووفقا لهؤلاء المحليين فان تصريحات بيريز لاتصمد امام المنطق العسكري وطبيعة الصراع الدائر بين الكيان الصهيوني والمقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله.

 فصواريخ سكود يتراوح طولها بين احد عشر واربعة عشر مترا. الامر الذي يجعلها هدفا مكشوفا للاقمار الصناعية والرادارت الامريكية والغربية والاسرائيلية التي ترصد كل شاردة وواردة في جنوب لبنان.

كما انها لا يمكن ان تكون السلاح المناسب لحزب الله الذي يعتمد اسلوب الكر والفر وحرب العصابات في التصدي للاعتداءات الصهيونية والتي تتطلب اسلحة خفيفة وتلك التي يمكن اخفاؤها او التموية عليها الامر الذي لاينطبق على صواريخ سكود.

والمعروف ان صواريخ سكود تعمل بالوقود السائل وهذا يعني انها تحتاج الى وقت طويل لاطلاقها، الامر الذي يجعلها هدفا سهلاً للطيران الصهيوني، ناهيك عن ما تحتاج من منصات اطلاقها ولأرض منبسطة الامر الذي تفتقر اليه طبيعة لبنان الجبلية.

الملفت في المسرحية الصهيونية الجديدة، والذي توقف عندها حتى خبراء في معهد بروكينغز الامريكي، هو لماذا عمد الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز شخصيا الى اتهام سوريا بتزويد حزب الله بصواريخ سكود ولم يترك هذا الامر للجيش أو الاستخبارات الصهيونية لتقديم أدلة على هذا الاتهام.

في المقابل يرى بعض المحللين ان تصريحات بيريز تدخل في اطار التأثير على سياسة الرئيس الامريكي باراك اوباما، التي يرى اولئك المحللون انها تحاول الانفتاح على سوريا بعد ان عين الرئيس الامريكي سفيراً جديداً للولايات المتحدة في دمشق.

الملفت أيضاً، انه رغم هشاشة الاتهامات الاسرائيلية استدعت الخارجية الامريكية مساعد رئيس البعثة الدبلوماسية في السفارة السورية في واشنطن للرد على ما وصفته تصرفات سوريا الاستفزازية، الامر الذي دفع دمشق للاعراب عن اسفها لكون واشنطن صدقت الاتهامات الصهيونية هكذا وببساطة.