رمز الخبر: ۲۲۴۳۵
تأريخ النشر: 10:40 - 01 May 2010
عصرایران - قال الرئيس السوري، بشار الاسد، ان غالبية الدول العربية والاسلامية في المنطقة ترفض وضعها في مواجهة مع ايران.

الاسد وخلال تسلمه رسالة من نظيره الايراني محمود احمدي نجاد، من نائبه الاول محمد رضا رحيمي، اشار الى سعي القوى الاستكبارية العالمية لجعل هذه الدول في صراع مع ايران، مؤكداً ان اغلبها تتمتع بعلاقات جيدة مع طهران.

واشار الى تحركات القوى الاستكبارية الرامية لاثارة الخوف من ايران في المنطقة، وقال: إن بعض القوى تسعى لجعل ايران في المنطقة في مواجهة الدول العربية والاسلامية، الا ان اغلب دول المنطقة لا تشعر بمثل هذا الامر، وان هناك علاقات جيدة قائمة بين ايران وهذه الدول.

وشدد الاسد على أهمية اقامة تكتل اقتصادي اقليمي يجمع دول المنطقة ويسهم في تعزيز الامن والاستقرار.

وقال الاسد: رغم مضي 30 عاما على انتصار الثورة الاسلامية لا زلنا لم نتمكن من ايجاد علاقات اقتصادية قوية بين طهران ودمشق، ومن الضروري ان يبذل القطاع الخاص والتجاري في البلدين المزيد من الجهد لرفع مستوى هذه العلاقات الى المستوى الذي يليق بالشعبين.

وتركز لقاء الاسد مع النائب الاول للرئيس الايراني، محمد رضا رحيمي، في دمشق، حول التطور الذي تشهده العلاقات السورية الايرانية على كافة المستويات، وخاصة على الصعيدين السياسي والاقتصادي، وجدول اعمال الدورة الثانية عشرة للجنة العليا المشتركة السورية الايرانية، وسبل توسيع افاق التعاون بين البلدين الصديقين والارتقاء بحجم التبادل التجاري وازالة المعوقات التي تحد من ذلك.

وبحث الاسد ورحيمي، في اللقاء الذي حضره رئيس الحكومة السورية محمد ناجي عطري، آخر التطورات على الساحتين الاقليمية والدولية، وخاصة ما يجري في الاراضي الفلسطينية المحتلة والعراق. واعرب رحيمي، الذي التقى نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، عن تقدير بلاده لمواقف سوريا الداعمة لحق ايران في امتلاك الطاقة النووية للاغراض السلمية.

وقال رحيمي: إن الرئيس الايراني كلفني بمهمة البحث في السبل الممهدة لتطوير العلاقات بين البلدين، ولهذا السبب اقوم بهذه المهمة بكل شوق ورغبة. واضاف: إننا صامدون على مواقفنا ونعتبر الحصول على الطاقة النووية حقا مشروعا لنا، ولا زلنا مستعدين لمبادلة الوقود النووي بصورة عادلة.

واوضح ان تحركات القوى الاستكبارية لفرض العقوبات على ايران لن تثني عزم وارادة الحكومة والشعب الايرانيين عن الحصول على حقوق البلاد المشروعة. واشار الى العلاقات الجيدة بين سوريا وتركيا وايران والعراق، مؤكداً انه يمكن للاتفاقيات بين هذه الدول ان تحبط الكثير من مؤامرات الاعداء ضد شعوب المنطقة.

وحضر اللقاء رئيس الوزراء السوري، محمد ناجي عطري، ووزير الإسكان وبناء المدن في الجمهورية الاسلامية الايرانية، علي نيكزاد، والوفد المرافق للنائب الاول لرئيس الجمهورية والسفير الإيراني في دمشق مستشار الرئيس الايراني حجة الاسلام والمسلمين السيد احمد موسوي، وحامد حسن، سفير سورية في إيران.

وقد وصل النائب الأول لرئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية، محمد رضا رحيمي، صباح الخميس الى دمشق في زيارة رسمية التقى خلالها كبار المسؤولين السوريين. وكان في استقبال رحيمي، في مطار دمشق الدولي رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري. ومن ضمن الوفد المرافق للنائب الاول لرئيس الجمهورية في زيارته التي استمرت يومين، المستشار الإعلامي للرئيس الايراني، المدير العام لوكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء، علي اكبر جوانفكر.

كما رافق رحيمي في زيارته وفد وزاري رفيع المستوى وعدد من اعضاء مجلس الشورى الاسلامي اضافة الى عدد من رجال الاعمال ومندوبين عن القطاع الاقتصادي الخاص.

وترأس النائب الاول لرئيس الجمهورية الاسلامية خلال الزيارة الجانب الايراني في اجتماعات اللجنة العليا الإيرانية - السورية المشتركة في دورتها الـ12 فيما ترأس محمد ناجي عطري، الجانب السوري.

وانطلقت يوم الثلاثاء، اجتماعات اللجنة الوزارية الإيرانية السورية برئاسة علي نيكزاد، وزير الإسكان وإنشاء المدن رئيس الجانب الإيراني في اللجنة، ووزيرة الاقتصاد والتجارة السورية، لمياء عاصي، تمهيداً لعقد اللجنة العليا المشتركة.

واعتبر نيكزاد لدى وصوله إلى دمشق أن الاجتماعات تشكل مناسبة مهمة لتقييم مسيرة التعاون القائمة وتعزيز العلاقات الثنائية التي ترتكز على قاعدة المصالح المتبادلة والصلات المتينة بين البلدين والشعبين.

وتأتي زيارة رضا رحيمي لدمشق تلبية لدعوة من رئيس مجلس الوزراء السوري.
وتعقد اللجنة العليا المشتركة للبلدين سنويا بالتناوب بين طهران ودمشق، لبحث الاتفاقيات الاقتصادية الموقعة وتفعيلها وتوقيع اتفاقيات أخرى.

وترتبط الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسورية بعدد من اتفاقيات التعاون، فقد وقع البلدان عام 2009 على 5 مذكرات تفاهم في ختام اجتماعات الدورة الحادية عشرة للجنة في طهران.

كما يرتبط البلدان بعلاقات اقتصادية متميزة إذ يصل حجم التبادل التجاري بينهما إلى نحو 240 مليون دولار سنويا، فيما تصل الاستثمارات الإيرانية في سورية إلى أكثر من مليار ونصف المليار دولار أميركي.

وشهد عام 2009 زيارات متبادلة لعدد من المسؤولين الإيرانيين والسوريين في إطار تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين.

وشهدت العلاقات السورية الإيرانية تطورا ملحوظا في كافة المجالات خاصة منذ تولي الرئيس محمود احمدي نجاد، سدة الرئاسة عام 2005 ميلادية. ويعود عمر العلاقات الإيرانية الى أكثر من 30 عاما.

هذا وقد وصف النائب الاول لرئيس الجمهورية، محمد رضا رحيمي، علاقات الاخوة بين ايران وسوريا بانها تعد نعمة كبرى تصب في مصلحة شعبي البلدين والمنطقة.

ووصف رحيمي، في تصريحات أدلى بها خلال اجتماع اللجنة العليا المشتركة للتعاون بين ايران وسوريا، العلاقات بين البلدين بانها لا مثيل ولا نظير لها على صعيد المنطقة والعالم.

واكد وقوف طهران ودمشق الى جانب بعضهما البعض في مواجهة المتغطرسين والظالمين في العالم.

واعتبر ايران وسوريا بانهما توليان اهمية خاصة كل للاخرى، واضاف: ان سوريا ليست بالبلد الذي يهتز امام رياح التهديدات الجوفاء، مشدداً على وقوف الجمهورية الاسلامية الايرانية الى جانب شقيقتها سوريا.

وقال: إن الكيان الصهيوني الغاصب يسمي نفسه باليهودي كذباً وانه قد خسر في مواجهة مقاومة المنطقة وان الشعوب الحرة في العالم تقف الى جانب الشعب الفلسطيني في مواجهة المجرمين.

واعتبر الهدف من زيارته لسوريا هو تعزيز العلاقات الشاملة وعلى كافة الصعد وبحث السبل الكفيلة برفع حجم التبادل التجاري بين البلدين الى خمسة مليارات دولار.

في غضون ذلك انهت اعمال اللجنة العليا المشتركة الثانية عشرة للتعاون بين ايران وسوريا اجتماعاتها في دمشق الجمعة.

وتم في ختام الاجتماع التوقيع على (17) مذكرة تفاهم للتعاون المشترك بين البلدين اشملت التعاون الجمركي والبرمجة والتخطيط للتعاون الصناعي، بالاضافة الى مذكرتي تفاهم في مجال التعاون التجاري والاقتصادي والمصرفي والاستثمارات المشتركة، كما تم التوقيع على مذكرة تفاهم في مجال الطاقة الكهربائية والنقل والشحن البري والحديدي والبحري والجوي، بالاضافة الى التوقيع على مذكرة تفاهم في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات من خلال انتاج كابلات الالياف الضوئية والخلايا الشمسية واجهزة الاتصالات السلكية واللاسلكية.

كما تم التوقيع على مذكرة تفاهم للتعاون الصحي والعقاقير الطبية بالاضافة الى التعاون الثقافي والتعليمي وفي مجالات الزراعة وصيد الاسماك. وأخيراً تم الاتفاق في مجال التعاون السياحي والبيئي وفي مجال بناء المدن والاسكان أيضاً.

من ناحية أخرى اعتبر النائب الاول لرئيس الجمهورية في لقاءين مع قادة حركتي حماس والجهاد الاسلامي في دمشق ان المقاومة منتصرة امام الحرب غير المتكافئة مع الاستكبار.

وجرى في اللقاءين اللذين عقدا في مقر السفارة الايرانية، الخميس في دمشق، تناول مستجدات الاوضاع في الاراضي المحتلة وتمادي الكيان الصهيوني في جرائمه.

واعتبر رحيمي غلبة الحق على الباطل بانها وعد الهي، وقال: إن نتائج المقاومة في السنوات الماضية امام المحتلين لاسيما حربي لبنان وغزة اثبتت بان العدو الصهيوني المدجج بالسلاح لا يمكنه الصمود امام قوة الايمان والتوكل على الله.

دورهما استعرض كل من رمضان عبدالله شلح، امين عام حركة الجهاد الاسلامي وخالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في اللقاءين الاوضاع في فلسطين المحتلة واعتبرا المقاومة الطريق الوحيد لاستعادة الاراضي المغتصبة مؤكدين ان على الدول التي تخطو في طريق المساومة الاعتبار من تجارب الماضي وان تحافظ على ماء وجهها اكثر امام الشعب الفلسطيني.