رمز الخبر: ۲۲۵۱۵
تأريخ النشر: 08:38 - 04 May 2010
وقال الرئيس احمدي نجاد في کلمة له يوم الاثنين امام مؤتمر مراجعة معاهدة حظر الانتشار النووي "ان بي تي" المنعقد في نيويورک، ان من الهواجس الاساسية للبشرية على مر التاريخ، توفير الامن المستدام لانه دون الامن لن تتحقق اي من الاهداف والطموحات المادية والمعنوية للبشرية.
عصرایران - ارنا- اعتبر رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية محمود احمدي نجاد، القنبلة النووية بانها خطر کبير يهدد البشرية وليست سلاحا للدفاع.
   
وقال الرئيس احمدي نجاد في کلمة له يوم الاثنين امام مؤتمر مراجعة معاهدة حظر الانتشار النووي "ان بي تي" المنعقد في نيويورک، ان من الهواجس الاساسية للبشرية على مر التاريخ، توفير الامن المستدام لانه دون الامن لن تتحقق اي من الاهداف والطموحات المادية والمعنوية للبشرية.

واکد بان البحث عن الامن وازالة العقبات من امامها امر ذاتي وفطري واضاف: انه لا توجد دولة او شعب او حکومة تکون في غنى عن توفير الامن المطمئن والمستدام.

وتابع: ان الانبياء والمفکرين المتفانين والصالحين کانوا على الدوام يسعون لهداية الشرية في ظل الايمان بالله والمعارف والتعاليم التي يضمن تنفيذها حياة هادئة وآمنة في العالمين.

وقال رئيس الجمهورية: ان المجتمع الرسالي من منظار الانبياء هو مجتمع عالمي مبني على التوحيد والعدالة والمفعم بالامن والاستقرار والمحبة والاخوة ويقوده افضل عباد الله بمعية السيد المسيح عليه السلام وسائر الصالحين.

واکد بانه دون الامن المستدام والشعور بالامن لا امکانية للتخطيط الشامل لتحقيق التطور والرخاء، وقال: اليوم وعلى الرغم من ان قسما واسعا من مصادر الشعوب تستخدم لتوفير الامن القومي بدلا عن زيادة الرخاء، فلا مؤشر لتحسين الاوضاع وخفض اجواء التهديد.

وقال رئيس الجمهورية: للاسف، على الرغم من هذه الحاجة الملحة والحيوية وبسبب ابتعاد بعض الحکومات عن تعاليم الانبياء فان تهديد القنابل النووية قد القى بظلاله على العالم اجمع، ولا احد يشعر بالامن. مضيفا: ان بعض الحکومات تعتبر القنبلة النووية في استراتيجياتها بانها عامل استقرار وامن، وهذا مما يعد من اخطائهم الکبرى.

واکد رئيس الجمهورية بان القنبلة النووية حتى لو کان انتاجها وامتلاکها يجري من اجل الردع فانه اجراء خطير جدا ومناهض للامن، واضاف: اولا، ان هذا السلاح، يهدد الدولة المنتجة والمحتفظة بها، وتتذکرون مدى الخطر الذي اوجده نقل صاروخ مزود براس نووي بالطائرة من احدى القواعد داخل الاراضي الاميرکية الى قاعدة اخرى فيها، والذي ادى الى اثارة القلق لدى الشعب الاميرکي.

واضاف: ثانيا، ان السلاح النووي يعد سلاحا مدمرا يقضي في مکان الانفجار على جميع الاحياء سواء الانسان او الحيوانات او النباتات، وان الاشعة الصادرة منها تؤثر على الاجيال البشرية التالية، وتلوث البيئة تماما وتبقى آثارها مئات الاعوام.

وقال: ان القنبلة النووية تعتبر نارا على البشرية وليست سلاحا للدفاع والهجوم، فاستخدام القنبلة النووية ليس فخرا بل هو امر مستهجن وباعث على الخزي، وان الاکثر خزيا من ذلک هو التهديد باستخدامه، حيث ان التداعيات الناجمة عن استخدامه لا يمکن مقارنتها مع اي من الجرائم التاريخية.

واضاف: ان الذين استخدموا القنبلة النووية وقتلوا مئات الالاف وجعلوا مدينتين انقاضا ورکاما، هم اليوم الاناس الاکثر کراهية في التاريخ.

وقال الرئيس احمدي نجاد: ان مجلس الامن والامم المتحدة وعلى مدى اکثر من ستين عاما لم يتمکنا من اقرار الامن المستديم والشعور بالامن في العلاقات الدولية وان ظروف اليوم غير ملائمة اضعاف ما کانت عليه في العقود الماضية.

وتابع رئيس الجمهورية: ان الحروب والعدوان والاحتلال وفوق کل ذلک؛ ظلال التهديد، والاهم منها؛ تکديس الاسلحة النووية واسلحة الدمار الشامل، والاسوأ منها؛ السياسات التي تمارسها عدد من الحکومات السلطوية، قد جعلت آفاق الامن على الاصعدة الوطنية والاقليمية والدولية غامضة لجميع الدول والشعوب.

واضاف: ان الاجواء الذهنية لمجتمعات اليوم متاثرة بشدة بشعور التهديد وانعدام الامن، فشعار نزع السلاح النووي وعدم الانتشار لم يتحقق، ولم تنجح الوکالة الدولية للطاقة الذرية في انجاز مسؤوليتها.

وقال الرئيس احمدي نجاد: على مدى الاربعين عاما الماضية تزودت بعض الحکومات ومن ضمنها الکيان الصهيوني بالسلاح النووي، فما هو السبب في الحقيقة؟

واضاف: باعتقادي انه ينبغي البحث عن السبب في سياسات واجراءات عدد من الحکومات السلطوية والمستکبرة وکذلک عدم الفاعلية وعدم التوازن في بنود معاهدة "ان بي تي" حيث اشير الى البعض منها:

1- نزعة التفوق:

من منظار الانبياء والصالحين وعلى اساس جميع الافکار الانسانية فان التفوق يعود للاخلاق والطهر والتواضع والخدمة للاخرين وليس لقوة قمع الاخرين. فالسعادة والکمال الانساني رهن للطهر وليس للقوة العسکرية، ولکن للاسف فانه اعتمادا على النظرية الباطلة؛ النزاع من البقاء، تعتبر بعض الحکومات تفوقها بانه يکمن في قوتها العسکرية وقمع الاخرين والتي تقوم بزرع بذور الحقد والعداء وسباق التسلح في العلاقات العالمية. فاکبر اخطائهم هو انهم يعتبرون القوة مصدرا للحق.
2- سياسة انتاج واستخدام السلاح النووي:

ان اول سلاح نووي صنع واستخدم من قبل الحکومة الاميرکية. هذا الاجراء المعادي للانسانية اوجد على الظاهر يد التفوق لاميرکا وحلفائها في الحرب العالمية الثانية، الا انه کان بحد ذاته العامل والمشجع الاساس لتطوير السلاح النووي من قبل الاخرين، وتصاعدت بعد الحرب حدة سباق التسلح. فالانتاج والتکديس والتطوير النوعي للسلاح النووي في دولة ما هي افضل ذريعة وعامل لتطويرها من قبل الاخرين وبما يتناقض مع معاهدة "ان بي تي"، وللاسف فقد استمر الامر على هذا المنوال على مدى الاربعين عاما الاخيرة.