رمز الخبر: ۲۲۵۲۶
تأريخ النشر: 10:16 - 04 May 2010
عصرایران - وکالات - اتخذت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، في المؤتمر المنعقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك أمس، موقفاً متشدداً من الملف النووي الإيراني، مطالبة المجتمع الدولي بمساءلة طهران التي تضع العالم بسبب طموحاتها "في خطر نووي" حسب تعبير الوزيرة الأميركية التي قالت إن الولايات المتحدة على استعداد لدعم "اجراءات ملموسة" ليصبح الشرق الاوسط منطقة خالية من الاسلحة النووية.

الوزيرة الأميركية وفي كلمتها أمام الوفود الدولية، أضافت أن "إيران ستفعل كل ما بوسعها لتشتيت الأنظار عن سجلها في محاولة لتجنب مسؤوليتها".

أما الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد فهاجم في كلمته أمام المؤتمرين من 189 دولة، الولايات المتحدة، مطالباً في خطابه بتعليق عضوية واشنطن في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وباعتبار "أيّ تهديد باستخدام الأسلحة النووية أو مهاجمة المنشآت النووية السلمية خرقاً للسلام والأمن الدوليين"، في إشارة إلى الولايات المتحدة الأميركية وتهديدها أخيراً كلاً من إيران وكوريا الشمالية.

وفي أثناء إلقاء الرئيس الإيراني كلمته، التي طالب في أثنائها بأن تقابل التهديدات النووية للدول الكبرى "بتحرك سريع من الامم المتحدة وبإنهاء جميع اشكال التعاون من قبل الدول الاعضاء في معاهدة حظر الانتشار النووي مع الدولة المهددة المعتدية"، انسحبت وفود غربية عدة في إشارة احتجاجية، على رأسها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.

وفي كلمته قبل الرئيس الإيراني، أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو أن الوكالة غير قادرة على تأكيد الطابع السلمي للأنشطة النووية الإيرانية، وقال "في حالة ايران، تواصل الوكالة التحقق من عدم استخدام المواد (النووية) المعلنة في أغراض أخرى" غير سلمية، وشدد أمانو على أن الوكالة "لا تزال غير قادرة على تأكيد ما اذا كانت كل المواد النووية (لدى طهران) تستخدم في أنشطة سلمية، لأن ايران لم تقدم التعاون اللازم".

وفي تعليق عقب انسحاب الوفد الأميركي اثناء كلمة الرئيس الايراني أمام مندوبي 189 دولة موقعة على اتفاقية حظر الانتشار النووي لعام 1970، قال الرئيس الاميركي باراك اوباما أمس، إن "الدول التي تتجاهل التزاماتها تجد نفسها أقل أمناً وأقل ازدهاراً وأكثر عزلة".

وقال المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس "كان من المتوقع ان تتجنب ايران الكلام عن واجبات لم تفِ بها"، معتبراً الخطاب الذي ألقاه الرئيس الايراني أمس امام الامم المتحدة "متوقعاً" وجاء عبارة عن سلسلة من "الاتهامات العشوائية" التي تدل على عزلة ايران.

ووصف المتحدث كلام احمدي نجاد بأنه عبارة عن "هجمات عشوائية" تكشف عزلة ايران على الساحة الدولية.

وفي كلمته الافتتاحية قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون "أحث الدول التي تملك اسلحة نووية على ان تؤكد من جديد تصميمها على إزالتها.

وحول الملف النووي الايراني قال بان "أدعو طهران إلى الالتزام الكامل بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة والتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، كما دعاها الى قبول العرض المقدم من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، واصفاً قبولها ذلك العرض بأنه سيكون "اجراء مهماً لبناء الثقة".

وتوجه بان بالكلام إلى الرئيس الايراني الذي كان من بين الحضور "إنني أحث الرئيس الايراني على الانخراط بصورة بناءة في المفاوضات. على ايران أن تبدد الشكوك والمخاوف المحيطة ببرنامجها النووي".

الرئيس الإيراني دعا في كلمته إلى معاقبة الدول التي تهدد باستخدام الأسلحة النووية في إشارة واضحة لاستراتيجية اميركية جديدة أعلنها الرئيس الأميركي باراك أوباما الشهر الماضي.

ودعا نجاد في اجتماع أمام ممثلين من 189 دولة موقعة على معاهدة حظر الانتشار النووي، إلى "اعتبار أي تهديد باستخدام الأسلحة النووية أو مهاجمة المنشآت النووية السلمية خرقا للسلام والأمن الدوليين." وأضاف ان مثل هذه التهديدات يجب ان تقابل "بتحرك سريع من الامم المتحدة وبإنهاء جميع اشكال التعاون من قبل الدول الاعضاء في معاهدة حظر الانتشار النووي مع الدولة المهددة المعتدية".

وأضاف الرئيس الايراني ان من بين العقوبات التي يجب أن تفرض على الدول التي تستخدم او تهدد باستخدام الاسلحة الذرية ضد دول أخرى تعليق العضوية في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية المعنية بمراقبة الانتشار النووي ومقرها فيينا.

وتساءل الرئيس الايراني في خطاب استغرق 35 دقيقة "كيف يمكن للولايات المتحدة ان تكون عضوا في مجلس الحكام في حين انها استخدمت السلاح الذري ضد اليابان؟"، متهماً واشنطن باستخدام اسلحة تحتوي على اليورانيوم المنخفض التخصيب في حرب العراق.

وقال "من المؤسف ان حكومة الولايات المتحدة لم تستخدم اسلحة نووية فحسب، لكنها ايضا تواصل التهديد باستخدام مثل هذه الاسلحة ضد دول اخرى ولا سيما ايران".

وأكد نجاد أن إسرائيل مستمرة بتهديد بلدان الشرق الأوسط بامتلاكها ترسانة نووية تتضمن المئات من الأسلحة النووية وعبر أعمال الإرهاب والغزو، وهي تتلقى مساعدة ودعما كاملين وغير مشروطين من بعض الأطراف الدولية لتطوير برامج أسلحتها النووية.

وفي خطوة غير معتادة، اعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس ان الترسانة النووية الاميركية اشتملت حتى نهاية ايلول (سبتمبر) 2009 على 5113 رأساً نووياً، كاشفة معلومات كانت حتى الآن سرية.