رمز الخبر: ۲۲۵۳۰
تأريخ النشر: 11:20 - 04 May 2010
عصرایران - وکالات - رحل أمس الاثنين، المفكر والناقد المغربي د. محمد عابد الجابري، عن عمر يناهز ال75 عاما، وذلك بعد معاناة مع المرض. والمرحوم الجابري من مواليد مدينة فجيج (في 27 ديسمبر 1935م) في الجنوب الشرقي من المغرب، وهو متزوج ولديه 4 أبناء.

ويفقد العالم العربي برحيل د. الجابري، احد إعلام الفكر والثقافة والنقد فيه، حيث إنه صاحب إبداعات ثمينة وآراء مميزة، أثرى من خلالها مخزون الفكر العربي، وقدم عبرها نتاجات نوعية مصوبة، على صعيد الفلسفة والفكر والمجتمع، كانت بمثابة رصيد ذخر مرجعي مهم، أذكى أفق تطور وازدهار مسار الارتقاء في العديد من المجالات الفكرية والثقافية العربية، حيث رفد المكتبة العربية والعالمية بمجموعة من المؤلفات النوعية.

ومنها: «نحن والتراث: قراءات معاصرة في تراثنا الفلسفي» (1980)، «العصبية والدولة: معالم نظرية خلدونية في التاريخ العربي الإسلامي» (1971)، وكتابه الشهير: «نقد العقل العربي»، الذي صدر في ثلاثة أجزاء: 1ـ تكوين العقل العربي، 2ـ بنية العقل العربي، 3ـ العقل السياسي العربي. وهذا طبعا إضافة إلى عدد كبير من المؤلفات الأخرى.

وكان حصل الراحل الجابري على مجموعة من الجوائز العالمية والعربية المرموقة في مجال الفكر والنقد، وفي مقدمها تتويجه بميدالية ابن سينا من اليونسكو، في حفل تكريم شاركت فيه الحكومة المغربية بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة في الرباط عام 2006م، وأيضا فوزه في برلين في العام 2008 م بجائزة ابن رشد للفكر الحر.

كما حاز في العام 1988 م، على جائزة بغداد للثقافة العربية من اليونسكو، ونال بعدها في العام 1999م، الجائزة المغاربية للثقافة من تونس، واستحق عقبها، في العام 2005، جائزة الدراسات الفكرية في العالم العربي من مؤسسة MBI.

ويذكر أن د. الجابري، حصل على دبلوم الدراسات العليا في الفلسفة من كلية الآداب بجامعة محمد الخامس في العاصمة الرباط، في العالم 1967 م، ثم نال بعدها شهادة الدكتوراه في الفلسفة.

وبدأ مسيرته المهنية مدرساً، وناظراً لثانوية، إلى أن تبوأ مسؤولية مراقب وموجه لأساتذة الفلسفة في مرحلة التعليم الثانوي بالمملكة المغربية، وانتقل لاحقا للتدريس في الجامعة، حيث أصبح أستاذاً للفلسفة والفكر الإسلامي في كلية الآداب بجامعة محمد الخامس في الرباط، خلال الفترة 1967م -2002م.

وهو كان من القيادات التاريخية البارزة في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وظل يشغل لفترة طويلة، عضوية مكتبه السياسي، قبل أن يعتزل العمل السياسي ليتفرغ لمشاغله الأكاديمية والفكرية. . كما انه اصدر مجلة شهرية بعنوان «نقد وفكر»، حجزت مكانة مرموقة في ساحة الفكر والأدب بالمغرب والوطن العربي.