رمز الخبر: ۲۲۵۷۹
تأريخ النشر: 11:07 - 05 May 2010
مصيب نعيمي
عصرایران - المواقف المبدئية لا تتغير بفعل المزاعم المختلقة، والقرار السيادي ليس محل مساومة عبر الضغوط أو ترويج الاشاعات.

ان ايران لديها موقف مبدئي حول ازمة الشرق الاوسط، فهي ترى ان الكيان الصهيوني غير مشروع واحتلاله للاراضي الفلسطينية يخالف جميع الاعراف والمواثيق الدولية، وان الولايات المتحدة الامريكية وحلفاءها الغربيين يحاولون فرض سياساتهم على البلدان الاسلامية والعربية وغزو هذه البلدان كغزو فلسطين من قبل الصهاينة الذي يعد انتهاكاً صارخا لميثاق الامم المتحدة.

ومن الطبيعي ان تضمر امريكا والصهاينة العداء لايران ولمواقفها المنطقية، لكن الغريب في الامر هو ان بعض الاعلام في العالم العربي وبعض ادعياء الحق الفلسطيني يمارسون دوراً مشبوها لقلب الحقائق عبر توجيه تهم واهية الى ايران ، وكأنهم حريصون على مصالح الولايات المتحدة أكثر من مصالح بلادهم. هذه الاساليب الاستفزازية الرامية لاثارة الفتن بين الشعوب وبلدان المنطقة، لا تخرج عن حالتين، الاولى هي ان مروجي التحريض ضد ايران مأجورون من قبل المخابرات الغربية لصرف الانظار عن المشروع الغربي الذي يستهدف ضرب القضية الفلسطينية وتحقيق أمنية الصهاينة ببناء دولة يهودية على أرض فلسطين ومن ثم التوسع من النيل الى الفرات كما يزعمون. والثانية هي انهم يحملون احقادا دفينة موروثة من الاستعمار البريطاني ولا يثقون بالانسان المسلم اذا تحرر من قيود الغرباء. وللحالتين نتيجة واحدة وهي انهم يخونون القضايا الاسلامية والعربية.

والدليل على ذلك هو ان هذه الابواق لم تكن تعارض سياسات الشاه عندما كان حليفاً لاسرائيل ولم تحرك ساكنا امام جرائم الصهاينة بحق الفلسطينيين واللبنانيين طوال ستة عقود مضت والاستخفاف الاسرائيلي بالدم العربي وتدنيس المقدسات الاسلامية.

ان الذي قرر مواجهة الهيمنة الامريكية لا يخيفه بعض الابواق المأجورة أو العقول المندسة في الوسط الاسلامي. ونعتقد بأن الشعوب العربية والاسلامية الحريصة على كرامة الامة تميز بين العدو والصديق، لكن الانزعاج يأتي من باب الغيرة ، لان من المعيب ان نشاهد اعلاميين وساسة يعتبرون انفسهم مدافعين عن القضايا الامة ويعملون لمصلحة الاعداء.