رمز الخبر: ۲۲۶۰۱
تأريخ النشر: 10:17 - 06 May 2010
محمد الأمين- إذاعة هولندا العالمية / قدمت جمعية البيت العراقي في لاهاي، وبالتعاون مع رابطة بابل للكتاب والأدباء والفنانين العراقيين في هولندا ومؤسسة معهد الثقافات المتعددة في لاهاي (MCI) مسرحية "الهولندي الجديد" على خشبة مسرح THEATER PIEROT في مدينة لاهاي.

قضايا الوافدين الجدد ومحاولاتهم للتأقلم في المجتمع الهولندي إن لم نقل الاندماج، هي محور مسرحية الهولندي الجديد التي قدمتها فرقة "مسرح بلا حدود" المكونة من ممثلين هولنديين وهولنديين جدد يتنمون إلى بلدان عديدة.



ويقدم المخرج الهولندي (العراقي الأصل) باكو سوراني رؤيته عن المشاكل والتحديات الأساسية التي تواجه اللاجئين وهي رؤية تعد أكثر نضجا بالمقارنة مع أعمال مسرحية تناولت ذات المحور في المهجر الهولندي قدمها مسرحيون عراقيون، إذ أن الامتياز في مسرحية "الهولندي الجديد" يعود إلى اللغة الهولندية السليمة التي ينطق بها الممثلون ، والى الفنية وتوظيف غير متكلف للوسائل التقنية كشاشة فيديو كبيرة الحجم تتحول في بعض المشاهد من خلفية مساعدة إلى عنصر سينوغرافي أساسي. وتصوير الحالات النفسية للوافد الجديد، وأخيرا النقد الجريء للأحزاب السياسية التي توظف موضوع اللاجئين والوافدين الجدد باعتبارهم الشريحة الأضعف في المجتمع لأهداف سياسية صرف.

يقول سوراني في حديث لإذاعة هولندا العالمية: "نسعى في مسرحية الهولندي الجديد لإقامة جسور بين ثقافات مختلفة، وباعتباري ومساهمين آخرين في هذا العمل المسرحي من أصول عراقية، فقد حاولنا أن نؤكد وجودنا في هولندا كجالية تضم فنانين ومبدعين، ولديها رؤية ووجهات نظر نسعى الى طرحها ومناقشتها مع الهولنديين والجاليات الأخرى المقيمة في الأراضي المنخفضة".
يدور المحور الرئيس في هذه المسرحية حول شخصية عبدول وهو يمثل مجموعة شخصيات مجتمعة في شخصية واحدة، إذ يدخل عالما لا يفهم فيه إلا القليل، و (عبدول) لا يحاول الاختباء من المجتمع الذي يعيش فيه، قدر سعيه إلى إيجاد طريقة و أسلوب جديد للمعايشة و البحث عن إثبات الذات و النظر للحياة بطريقة واقعية ولكن ضمن حسابات شرقية مبنية على منظومة قيم مختلفة، ومن هذا الأساس يمكن فهم معاناة عبدول، فالتواصل مع الآخر لا يتأسس على الوعي فقط، وإنما على منظومة القيم والأخلاق كركيزة مرادفة، وقد لا يخلو من المفارقة المرة والساخرة مشهد عبدول وهو يتلوى من الألم حينما يجيب على رفض أبناء البلد الأصليين له، بأنه أنجز رسم لوحة تجريدية من أجل الاندماج.
 
بقول آخر، تسعى الشخصية المحورية في مسرحية"الهولندي الجديد" التي [يجسدها بمهارة الممثل العراقي "فيصل فائق صبري"]، في بذل كل مساعيها لتغيير موقعها من "موضوع" خاضع لاختبارات مهينة وخطيرة من قبل المؤسسات، وورقة جاهزة لمزايدات الأحزاب السياسية، إلى "ذات" فاعلة ومؤثرة ومستقلة.
 
بعامة، يقع عبدول في متاهة بعدما يتعرض لحادث مميت من خلال الكاميرا التي يحملها، وينبين في نهاية المطاف أنه تعرض لتخدير مؤقت من خلال حقنه بمادة مخدرة بتكليف من مؤسسة تنجز اختبارات على الوافدين الجدد لغرض دراسات تعتمد في الدوائر الرسمية، يعيش عبدول أجواء يظنها العالم الآخر ، ولكنه في حقيقة الأمر عالم يقوم على استدراجه للكشف عن خفايا شخصيته من قبل أشخاص يؤدون أدوارهم وفقا لبيانات مؤسسة "" المعنية بدراسة شخصية الوافدين الجدد .

تتضمن المشاهد المتعلقة بهذا الفصل من المسرحية، عروضا فنية راقصة تكشف عن رؤية فنية عالية للمخرج باكو سوراني ،لكنها تختتم بحدث درامي يبدو مقحما وغير واقعي، فعبدول الذي يعود إلى الواقع بعد انتهاء مفعول مادة التخدير التي تسربت إلى جسمه ، يعيش صدمة كبيرة بفعل مساهمة أقرب زميل له (آدريان) الذي ساهم في الحيلة المدبرة له ، وهو ما يدفعه لارتكاب جريمة قتل آدريان انتقاما لخدعة يعتقد عبدول أنها تستحق انتقاما عنيفا .

تجدر الإشارة إلى أن مسرحية "الهولندي الجديد"عرضت في مدينة أرنهم الهولندية بيوم المسرح العالمي في السابع والعشرين من مارس المنصرم على مسرح هاوس بان بوك، كذلك عرضت المسرحية في الأسبوع قبل الماضي في مدينة أبلدورن الهولندية. ومن المقرر أن تشارك قريبا في مهرجان أربعة أيام مسرحية في روتردام.

المسرحية من تأليف المغربي الهولندي أحمد عينان وشارك في التمثيل فيصل فائق صبري و ستيفان هيدما و آناكاترين كلومب و هاوزين بكر و كو فان رامسدوكو ليا فيسي و ياب ليونارد/ هينك بين و هناكا فونيك و نيتي هارمسا و زاكروس جبار وايفيا فان دير سخوته ولندا ياكوبسن.