رمز الخبر: ۲۲۶۵۲
تأريخ النشر: 11:20 - 08 May 2010
عصرایران - وکالات - احيا وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي عرض المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرداعي الذي قدمه في تشرين الاول (اوكتوبر) الماضي، وانطوى على صفقة تخصيب اليورانيوم بنسبة ٢٠ في المئة في روسيا او فرنسا واعادته الى طهران. و ذلك اثناء استضافته ليل الخميس عشاء في منزل السفير الايراني لدى الامم المتحدة لاعضاء مجلس الامن، وحضره نائب المندوبة الاميركية الدائمة السفير اليخاندرو وولف في سابقة ديبلوماسية اتت بمبادرة ايرانية.

واثنت الوفود الغربية على جانب «اللياقة» في هذه المبادرة وتحفظت عن جانب «البدعة» فيها. واكدت مصادر ديبلوماسية غربية «اننا لم نخرج من الاجتماع باستنتاج بان هناك تحسنا قد طرأ على المواقف الايرانية». وقالت: «ليس هناك خطة لتكرار مثل هذا اللقاء بهذه الصيغة»، انما «قبولنا الدعوة هو دليل على استعدادنا الدائم للانخراط في الحوار مع ايران طبقا لاستراتجية المسارين المزدوجين» القائمين على سكة ترغيب طهران بالتفاوض والتجاوب مع مطالب مجلس الامن وسكة تعزيز العقوبات اذا رفضت طهران التجاوب.

وتعمدت الديبلوماسية الايرانية ترتيب مقاعد العشاء، بحيث جلس الديبلوماسي الاميركي الى يسار الوزير الايراني، ما شكل سابقة في التحاور الديبلوماسي الايراني - الاميركي، منذ انقطاع العلاقة بين البلدين.

وجلس الى يمين متقي المندوب الصيني الدائم الذي حضر وحده، من بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن، على هذا المستوى، بعضهم لاسباب عملية و برامج مسبقة. و نقلت المصادر ان السفير وولف ابلغ متقي اعتذار المندوبة الدائمة سوزان رايس عن غيابها لاسباب ذات علاقة بالتزامات مسبقة.

وتحدث مندوب لبنان، رئيس مجلس الامن للشهر الجاري، السفير نواف سلام، معربا عن سروره لتلبية جميع اعضاء المجلس للدعوة، ومشددا على اهمية اللقاء والديبلوماسية.

ووصفت المصادر التي حضرت الاجتماع الاجواء بانها عكست «استعداد» الجميع للانخراط في مباحثات و حوار «انما لا يبدو ان هناك من ناحية الجوهر ما هو كاف» لتحريك الامور. وقالت ان الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا شددت على مواقفها و ضرورة تنفيذ ايران مطالب المجلس بشفافية، فيما اكدت روسيا و الصين الى ضرورة بناء الثقة وعلى الحاجة الى وقت اكثر للجهود الديبلوماسية وشددت تركيا والبرازيل على الحاجة الى المزيد من الوقت للجهود التي تبذلها مع ايران.

وافادت مصادر مجلس الامن ان تكتيك الديبلوماسية الايرانية كان واضحا في السعي وراء سحب ورقة الضغوط عليها، عبر اعادة طرح «صفقة البرادعي» وابلاغ متقي الى اعضاء مجلس الامن ان ايران هي التي تتوقع من مجلس الامن ان يلعب دورا لتنفيذ تلك الصفقة. ومعروف ان «صفقة البرادعي» تناولت كمية اليورانيوم للتخصيب ومكان تبادله وتوقيته.

وقالت المصادر ان «الوقت مضى منذ ان قدمت الوكالة الذرية الدولية اقتراحها في تشرين الاول (اوكتوبر)، وان لا بد من تكييفه ليتعاطى مع واقع اليوم». واضافت انه حتى و ان تم «تكييف»الاقتراح فان «صفقة البرداعي كانت عبارة عن اجراء واحد لبناء الثقة ولم تتناول لب المسألة».

ولفتت الى زيارة الرئيس البرازيلي المقررة لطهران منتصف الشهر، والتي باتت لدى الدول الغربية بمثابة الموعد الحاسم للجهود الديبلوماسية، قبل العقوبات.

وفي واشنطن (ا ف ب، اب، رويترز)، اعتبرت مسؤولة رفيعة في الخارجية الاميركية ان العشاء الذي نظمته ايران في نيويورك لاعضاء مجلس الامن يظهر خشيتها من العزلة على الساحة الدولية.

وقالت مسؤولة الاستراتيجية السياسية في وزارة الخارجية آن ماري سلوتر، وهي من اقرب المعاونين لوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون: «ارى في ذلك مؤشرا على مستوى قلق ايران». واضافت امام حشد من موظفي الوزارة «انهم يتحركون بشكل نشط... لمحاولة وقف كل ما قد يضاعف عزلتهم، وارى في ذلك مؤشرا الى نجاحنا».

وفي طهران، اعتبر خطيب الجمعة رجل الدين المحافظ أحمد خاتمي أن «تهديد الشعب الإيراني بالحظر، تصرف أخرق وطائش»، مؤكداً أن «امتلاك إيران قدرة نووية أصبح حقيقة مفروغاً منها. بفضل الله، دخلت إيران نادي الدول النووية في العالم». وأضاف أن «على الدول الغربية التعامل باحترام مع إيران والاعتراف بها بوصفها دولة عضواً في النادي النووي، إذا أرادت إجراء محادثات حول تعامل إيران ونزع السلاح النووي»، محذراً من أن «الشعب الإيراني سيصفعكم بقوة، إذا أردتم التعامل بلغة الغطرسة والتهديد».