رمز الخبر: ۲۲۷۹۵
تأريخ النشر: 11:26 - 11 May 2010
عصرایران - استضافت محافظة واسط العراقية مهرجان المتنبي الثامن تحت عنوان (بالقصيدة تسمو الحياة) بمشاركة 25 شاعرا تم ترشيحهم من قبل الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين.

وحلت مائة شخصية تمثل الأوساط الأدبية والثقافية من مختلف المحافظات العراقية ضيوفا على المهرجان الذي خلا من المشاركة العربية.

وبجوار ضريح شاعر العربية الأشهر الذي يزين مدخل مدينة النعمانية (45 كلم شمال محافظة واسط) بدأ المهرجان بقراءات شعرية حاكت إرث المتنبي وما عرف عنه من شجاعة وإبداع، ورفرفت الصور اليومية لحياة العراقيين بكل ما تحتوي من آلام كثيرة وآمال غائمة بين القصائد التي ألقاها الشعراء.

وشهد المهرجان العديد من الحوارات والجلسات بين المشاركين من شعراء وأدباء ومثقفين. وعرضت مسرحية تحمل عنوان (القلعة) من قبل الفرقة المسرحية في النعمانية استحضرت المتنبي برمزيته الإبداعية وسط أجواء الحياة اليومية في العراق.

وعقدت جلسة خاصة تحت عنوان (المتنبي شاعرا) قدمت دراسات وأبحاثا عن الإبداع الشعري لهذه القامة الشعرية، وطالبت أوساط ثقافية بإقامة بانوراما للمتنبي بجوار ضريحه تجسد حياته وتكرم إبداعه إضافة إلى متحف ومكتبة تضم أشعار المتنبي والدراسات والأبحاث التي تناولت مختلف جوانب حياته وشعره.

ووصف رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين فاضل ثامر المهرجان بالناجح، وقال إنه يكتسب أهمية خاصة، فهو (لمجرد انعقاده في هذا الظرف دليل على تواصل نبض الإبداع العراقي وتحديه للكثير من المعوقات التي وقفت عائقا أمام النتاج الشعري والثقافي خلال السنوات الصعبة الماضية).

وانتقد ثامر وزارة الثقافة العراقية لأنها لم تقدم الدعم المطلوب لمهرجان المتنبي في دورته الماضية والذي أقيم عام 2008.

وعبر أدباء وكتاب عراقيون عن تفاؤلهم بانفتاح أكبر في الميدان الإبداعي الثقافي العراقي، وقال الشاعر العراقي علي حبش إن نهوض الإبداع العراقي يتمثل بالعودة إلى المهرجانات والملتقيات الثقافية والأدبية. وأضاف أن انعقاد مهرجان المتنبي دليل على أن الهجمة الشرسة على إرث العراق الإبداعي منذ سبع سنوات قد وصلت إلى طريق مسدود حسب تعبيره.

وقالت الروائية والكاتبة العراقية ذكرى محمد نادر إنه لا يمكن أن يستمر تأثير المسيئين لتاريخ الإبداع في العراق. وأضافت أن المتنبي (رمز الشجاعة وهو الذي رفض الهروب أمام التحدي حتى لو وصل إلى التهديد بالقتل). وأوضحت أن رمزية المهرجان (تتمثل بنسق الإبداع العراقي، وهو ما يفتح الأبواب على نوافذ جديدة للمبدع).

وكانت الدورة الأولى لمهرجان المتنبي قد ابتدأت قبل أربعة عقود وتحديدا عام 1963، وشهد المهرجان انقطاعات طويلة خلال هذه السنوات. وأقامت وزارة الثقافة تمثالا كبيرا للمتنبي في باحة المكتبة الوطنية بباب المعظم وسط بغداد عام 1978. وتم طبع ديوان المتنبي من قبل الشؤون الثقافية التابعة لوزارة الثقافة عام 1981، ووزع على نطاق واسع في العراق والعالم العربي.

يُذكر أن المتنبي واسمه أحمد بن الحسين بن عبد الصمد الكندي الكوفي ولد عام 301 للهجرة في محلة كندة التابعة للكوفة جنوب غربي العراق، ولقي مصرعه على يد فاتك بن أبي جهل الأسدي قرب موقع (دير العاقول) بقضاء النعمانية في محافظة واسط التي تقيم هذا المهرجان تخليدا لذكرى الشاعر الكبير.