رمز الخبر: ۲۲۸۰۲
تأريخ النشر: 11:51 - 11 May 2010
عصر ايران – كتب يد الله جواني رئيس الدائرة السياسية بالحرس الثوري الاسلامي مقالا نشر في الصحيفة الرسمية الناطقة باسم هذه الدائرة يقول ، ان وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي اي اية) ليس تعد اكبر واعقد منظمة جاسوسية في اميركا فحسب بل في العالم. ان هذه الوكالة وفي ضوء امتلاكها لميزانيات ضخمة وكوادر هائلة وتكنولوجيا متطورة تعمل باتجاه تحقيق الاهداف الاستكبارية لاميركا.

ان الادارات الامريكية توظف عادة افضل واكثر الاشخاص خبرة لترؤس هذه المؤسسة التجسسية.

وكتبت صحيفة "واشنطن بوست" الامريكية في احد اعدادها الاخيرة "ان ايران تحولت اليوم الى اكبر معاناة بالنسبة لرئيس ال سي اي اية. ان هذه المنظمة تسعى الان لاستقطاب المزيد من الكوادر الايرانية من معارضي الحكومة وهي تعمل باتجاه الاخلال فى حصول ايران على القدرات النووية".

ويرى محللو ال سي اي اية بان الهجوم العسكري الامريكي او الاسرائيلي على ايران سيعود بالفائدة على الحكومة الايرانية. ان جميع القرائن تشير الى ان "واشنطن بوست" لم تخطئ في تحليلها هذا وهذه حقيقة بان ايران تشكل اكبر معاناة بالنسبة لرئيس ال سي اي اية.

ان ال سي اي اية تتولى مهمة ازالة العقبات التي تعترض طريق الولايات المتحدة للهيمنة على العالم. وخلال السنين من عمرها اتخذت هذه المنظمة خطوات كبيرة على طريق تنفيذ مهمتها هذه ، الا انها ليس لم تنجح خلال الاعوام ال 13 الماضية في تجاوز حاجز الثورة الاسلامية والجمهورية الاسلامية فحسب بل انها ترى ان هذا الحاجز يصبح يوما بعد يوم اكثر عصوبة على الازالة والسيطرة عليه.

ان الامريكيين ومن خلال القاء نظرة على الاعوام ال13 الماضية يتوصلون الى هذه النتيجة بانه كلما زادوا من الضغوطات والتهديدات ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية لهزمها ودفعها الى العزلة وتغيير سلوكها ، كلما اسفر ذلك عن تزايد وتنامي قوة الجمهورية الاسلامية وتقدمها ونفوذها في منطقة الشرق الاوسط الاستراتيجية والعالم وان مسيرة تعزز القوة الايرانية ماضية على قدم وساق.

والحقيقة ان الامريكيين وكلما لجأوا الى اي وسيلة لاحتواء ايران ليس لم يحصلوا على مبتغاهم فحسب بل ان النتيجة العكسية التي يحصلون عليها تجعلهم اكثر غضبا . وفي ظل الاخفاقات الامريكية السابقة تجاه الجمهورية الاسلامية ، بدأت اخيرا لجنة خاصة مؤلفة من السياسيين الديمقراطيين والجمهورييين بصياغة تفاصيل فرض عقوبات جديدة على ايران. وقد اعلن رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الامريكي هاوارد برمن بان الكونغرس لا يمكن له ان ينتظر التصويت على قرار من قبل مجلس الامن الدولي لفرض عقوبات على ايران.

وقال ان سبب اجراء الكونغرس وعدم انتظار ما سيفعله الاخرون يعود الى ان "ايران واجهزة الطرد المركزي التي تعمل لديها ، لم تنتظر احدا".

ان الامريكيين يرون ان الكثير من هزائمهم واخفاقاتهم في العالم لاسيما في الشرق الاوسط تعود الى هزيمتهم قبال ايران ويعتقدون بان سياسات واجراءات الجمهورية الاسلامية الايرانية تعد في الكثير من الحالات السبب الرئيسي في اخفاق الولايات المتحدة.

وعكست صحيفة "الشرق الاوسط" في تقرير لها هذه القناعة الامريكية على لسان وزير الدفاع الامريكي من ان "روبرت غيتس وزير الدفاع الامريكي ربط التقدم في عملية السلام بالشرق الاوسط بالنجاح في ممارسة الضغط على ايران".
وفي الظروف الحالية فان اعداء ومعارضي الجمهورية الاسلامية يعقدون الامال على فرض المزيد من العقوبات على ايران ويمارسون بطرق مختلفة الضغط على ادارة اوباما بهذا الاتجاه. فيما ذكرت قناة "بي بي سي" ان ادارة اوباما قلقة من ان تؤثر العقوبات الاحادية التي يفرضها الكونغرس على الشركات الاجنبية المتعاقدة مع ايران ، سلبا على علاقات الولايات المتحدة مع الدول التي تسعى واشنطن لنيل دعمها ضد ايران. ان تجربة العقود الثلاثة الاخيرة تقول بان الحق مع اوباما بان يكون قلقا من هذه الناحية.

ان هذه الهواجس تمتد جذورها في حقائق الاقتصاد الامريكي والاقتصاد العالمي. ويجب القول بان اميركا هي قوة تسير نحو الافول وان العديد من الدول ووفقا لمصالحها بصدد التعامل مع الجمهورية الاسلامية الايرانية.

لذلك وفي ضوء الحقائق تعتبر "واشنطن بوست" ان ايران تشكل اكبر معاناة بالنسبة لرئيس ال سي اي اية ، المعاناة التي ليس يعاني منها رئيس ال سي اي اي فحسب بل معاناة تطال جميع الساسة المتغطرسين في نظام الهيمنة في العالم.