رمز الخبر: ۲۳۰۴۴
تأريخ النشر: 08:41 - 23 May 2010
عصر ايران ، علي قادري – تبث قناة "العربية" برنامجا بعنوان "صناعة الموت" . ويتطرق البرنامج الذي يبث اسبوعيا الى ارهاب السلفية في العراق وباكستان وافغانستان ويتعاطف مع ضحايا هذا الارهاب ، الارهاب الاعمى الذي قضى لحد الان على عشرات الالوف من الاناس الابرياء في ارجاء العالم.

ان الجذور الفكرية لهذا الارهاب واضحة تماما ولا حاجة لايراد مزيد من التوضيح : الفتاوى التكفيرية التي يصدرها علماء الوهابية في ظل دولة تعتبر نفسها الزعيم العربي المعتدل في الشرق الاوسط "العربية السعودية"! وطبعا لم تشر قناة العربية اطلاقا الى وجود هكذا علاقة مباشرة.

ان احدى السياسات الخبرية لقناة "العربية" بعد احتلال العراق عام 2003 ولحد الان ، تمثلت في الدعاية حول التدخل الايراني في تفجيرات العراق واتهام طهران بتحريض الشيعة ضد السنة في هذا البلد.

ان جانبا من التهم التي توجهها "العربية" لايران يتمثل في دخول الارهابيين من ايران الى العراق وتهريب السلاح والمتفجرات الى هذا البلد.

ان هذه القناة التابعة للسعودية لم تجد لحد الان اي ارهابي يمكن لها ان تربطه بايران لكن في المقابل يوجد المئات من الارهابيين الوهابيين السعوديين قاموا بعد دخولهم الى العراق بقتل وابادة الالوف من المواطنين العراقيين.

واذا ما قمنا ببحث بسيط على الانترنت سنجد اسماء المئات ممن يحملون الجنسية السعودية والذين دخلوا العراق وقاموا من خلال انتمائهم للقاعدة بعمليات ارهابية عمياء ضد الشعب العراقي.

ولم تقدم العربية لحد الان اي توضيح حول انه لماذا وكيف وصل المئات من السعوديين الى العراق خلال هذه السنوات وانتموا الى القاعدة؟

ولم تعط العربية لحد الان كذلك اي توضيح حول انه لماذا يحمل معظم الارهابيين الذين يدخلون الى العراق الجنسية السعودية؟

وقد حاولت العربية السعودية في ظل زعمها بان الجهاز الديني في السعودية هو مستقل عن نفوذ الحكومة المركزية وان فتاوى رجال الدين هي اصلا غير حكومية ، التنصل من مسؤولية الجرائم التي يرتكبها مواطنوها في بلد اخر.

لكن ، هل ان تصدير الارهاب من السعودية الى العراق قائم فقط على اساس الفتاوى التكفيرية لعلماء الوهابية وان الجهاز الامني السعودي غير مكترث تماما تجاه هذا الموضوع؟

وهل يتابع ضباط جهاز الاستخبارات السعودي مسابقات الدوري الممتاز في بلدهم فحسب ولا يعيرون اهتماما لوصول الارهاب السعودي الى داخل العراق؟
ان انتشار خبر اعتقال ضابط بجهاز الاستخبارات السعودي على يد قوات الامن العراقية اظهر بان العربية السعودية لها ضلع بشكل منظم في تفجيرات العراق.

ان الضابط القحطاني بوصفه احد المسؤولين الامنيين ل "الامارة الاسلامية في العراق" (فرع القاعدة في العراق) متهم بانه كان له ضلع في تفجيرات النجف الاشرف وكربلاء المقدسة.

ويقال طبعا بان هذا الضابط بجهاز الاستخبارات السعودي كان يتعاون مع ايمن الظواهري (الرجل الثاني في تنظيم القاعدة) للتخطيط لتنفيذ عمليات ارهابية تزامنا مع بدء كاس العالم لكرة القدم في جنوب افريقيا ، لكن يبدو ان هذا الخبر جاء لحرف الراي العام عن جوهر الحقيقة وهذه الحقيقة هي ليست الا تدخل جهاز الاستخبارات السعودي بشكل منتظم في تفجيرات العراق.

وطبعا فان العربية السعودية لم تبد لحد الان اي ردة فعل رسمية ازاء اعتقال احد ضباطها الامنيين في العراق.

كما ان قناة "العربية" لم تعط اي توضيح حول انه كيف يمكن لضابط في جهاز الاستخبارات السعودي ان يدخل الى العراق من دون علم السلطات الامنية السعودية وان ينشط كمسؤول امني كبير في الفرع العراقي للقاعدة ، واكتفت فقط ببث خبر بسيط في هذا المجال.

ويبدو ان قوات الامن العراقية قد وضعت يدها على بيدق رئيسي. البيدق الذي بامكانه ان يميط اللثام عن علاقة الجهاز الاستخباراتي السعودي بالقاعدة في العراق.