رمز الخبر: ۲۳۰۹۹
تأريخ النشر: 08:36 - 25 May 2010
عصر ايران – اقترح استاذ جامعي كويتي اخيرا تاسيس اتحاد فدرالي يضم في عضويته الدول الاعضاء في مجلس التعاون لدول الخليج الفارسي.

واقترح الدكتور عبد الله النفيسي استاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت والنائب السابق في مجلس الامة الكويتي ان من الافضل ان تتحد الدول الاعضاء في مجلس التعاون في اطار دولة واحدة او على شكل اتحاد فدرالي او صيغة اخرى لان الكثير من هذه الدول ستزول في المستقبل.

وتوقع ان تبقى السعودية وسلطنة عمان من بين الدول الاعضاء في مجلس التعاون في المستقبل كما يرى ان اليمن سيكون قادرا على البقاء ايضا.

واضاف : انه مع القاء نظرة على التاريخ نلاحظ ان موضوع زوال الدول وتغيير الخريطة السياسية وعدم اتضاح مصير الشعوب ، موضوع يمكن ان يطبق على ارض الواقع.

وقال النفيسي ان وضع الكويت خطير للغاية ونحن نعاني من فكرة ان نكون محاصرين لاننا نقع في قلب مثلث مؤلف من ايران والسعودية والعراق. ان الكويت وقطر والبحرين والامارات ليس بامكانها توفير امنها القومي بالحد الادنى منه الا اذا كانت تخضع للحماية الجغرافية لاحدى القوى في المنطقة.

واضاف انه في ظل الوحدة وتاسيس دولة موحدة فحسب يمكن الحفاظ على الحد الادنى من الامن القومي.

وحول اقتراح هذه الشخصية الكويتية لابد من الاشارة الى عدة نقاط:

1- ان هذا الموضوع قوبل ببعض ردود فعل معارضة في ايران ، وفي وقت نعتبر من وجهة نظرنا ان موضوع تاسيس اتحاد فدرالي عربي موضوع يخص الشعوب العربية في المنطقة وان كل ما يقررونه ويطبقونه هم يجب احترامه كارادة الشعوب لذلك فان معارضة هذه الظاهرة لا يمكن ان تكون منطقية.

اننا دعونا الجميع على الدوام الى تحاشي التدخل في الشؤون الداخلية لايران ونعتبر ان ذلك ينطبق علينا ايضا بالا نتدخل في الشؤون الداخلية للاخرين لاسيما الجيران وان نعتمد حسن الجوار.

2- اما بمناى عن كون هذا الطرح جيدا او سيئا ، فان ثمة بعض النقد ووجهات النظر حول رؤية هذا الاستاذ الجامعي الموقر. بما في ذلك قوله ان الدول الصغيرة في المنطقة اي الكويت والبحرين والامارات وقطر ستزول مع الزمن بسبب صغر مساحتها الجغرافية.

ان هذه الرؤية لا تتطابق مع الواقع. لان كلا من هذه الدول تعتبر الان عضوا فاعلا ورسميا في المجتمع الدولي ولا مبرر ان نعتبر انها ستؤول الى الزوال مستقبلا.
والان يوجد العديد من الدول الصغيرة في العالم تحظى بكيان كامل واستقلال سياسي ولا يقول احد بانها ستؤول الى الزوال لكونها دولا صغيرة.

لذلك ، فان فكرة ان هذه الدول صغيرة المساحة وسيكون مصيرها الزوال وعليها ان تندمج مع بعضها ، هي رؤية غير علمية ولا تستند الى دليل دامغ.



3- وقال الدكتور النفيسي : ان وضع الكويت خطير للغاية ونحن نعاني من فكرة ان نكون محاصرين لاننا نقع في قلب مثلث مؤلف من ايران والسعودية والعراق. ان الكويت وقطر والبحرين والامارات ليس بامكانها توفير امنها القومي بالحد الادنى منه الا اذا كانت تخضع للحماية الجغرافية لاحدى القوى في المنطقة.

ان هذا الكلام نابع من فكرة استصغار الذات. والحقيقة انه طالما لا يوجد تقارب اقليمي في الشرق الاوسط وبالتحديد في منطقة الخليج الفارسي ، فان ايا من دول المنطقة لن تشعر بالامن الكامل سواء دولها الكبير ايران والسعودية والعراق او الصغيرة منها.

وان ما قيل بان الدول الصغيرة يجب ان تخضع لحماية الدول الاكبر منها ، لا يشكل دواء لهذا الداء لانه كما قلنا فان الدول الكبيرة تشعر ايضا بعدم الامن في ظل غياب التقارب.

لذلك يبقى خياران : الاول ان تطلب بعض الدول ، من قوى من خارج المنطقة ان تمن عليها لحمايتها بعد ان تحصل منها على امتيازات كبيرة، مثلما نلاحظ الان بان هذه الدول اتاحت السبيل لاميركا للتواجد في المنطقة .

والخيار الثاني يتمثل في تعزيز التقارب الاقليمي بين الدول المطلة على الخليج الفارسي. ان ايجاد اليات التقارب مثل القوة الدفاعية المشتركة ، والسوق المشتركة وتبادل الخبرات الدفاعية والمناورات المشتركة والمنظمات السياسية المتقاربة و... بامكانها كلها تحويل دول الخليج الفارسي بمناى عن قلة مساحتها ومدى قدمها ، الى قوة متحدة وان تمنحها الشعور بالامن التام. وفي ظل تعزيز التقارب اللازم ، فان الدول ستحافظ على استقلالها وكيانها اضافة الى تحقيقها القدرات اللازمة "الوحدة هي التعددية ذاتها ، والتعددية هي الوحدة ذاتها".

فاذا وجدت هذه الارادة الحكيمة ، فان منطقة الخليج الفارسي ستبلغ المكانة المرموقة التي تستحقها وفيما عدا ذلك فانها وحتى على افتراض تشكيل دول عربية موحدة ، ستكون غير حصينة امام الاعداء المشتركين للعالم الاسلامي. فعلى سبيل المثال ، الا تعتبر مصر بكل ما لديها من طاقات والسعودية كونها مترامية الاطراف غير حصينة امام اسرائيل والم يخسر السعوديون جزيرتيهما اي تيران والصنافير لاسرائيل؟

وفي الجهة الاخر ، الم تستطع مجموعة صغيرة مثل حزب الله تحرير قسم كبير من الاراضي المحتلة والم يستطع اهالي غزة الصغيرة بمساحتها الدفاع عن انفسهم امام الجيش الصهيوني؟

4- وفي الختام ، لو ارادت شعوب هذه الدول تحقيق الوحدة وتاسيس دولة موحدة ، وان تكون مدينة الرسول (ص) عاصمتها فهذا اقتراح جيد واننا سنهنئ بتاسيس هذه الدولة الجديدة وسنتمنى ان تسهم بوصفها جزء من العالم الاسلامي وفي ظل المزيد من التقارب مع الدول الاسلامية الاخرى ، في تعزيز قوة العالم الاسلامي في مواجهة عدو مشترك الا وهو اسرائيل.