رمز الخبر: ۲۳۲۱۵
تأريخ النشر: 09:16 - 29 May 2010
أردوغان ودا سيلفا ينتقدان موقف واشنطن من اتفاق التبادل:
عصرایران - وکالات - تصاعدت حدة السجال بشأن المسألة الايرانية بين كل من البرازيل وتركيا من جهة والولايات المتحدة من جهة اخرى، وانتقد كل من الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، أمس واشنطن على موقفها من اتفاق تبادل اليورانيوم الموقع بين الدولتين وايران، واعتبرا ان سعي الدول النووية الى معاقبة ايران للتخلص من برنامجها النووي أمر يفتقر الى المصداقية.

وتسعى تركيا، التي تشهد علاقاتها مع الولايات المتحدة تأزما عقب تصويت في الكونغرس حول المجزرة الأرمنية، الى رأب الصدع مع واشنطن، وتتردد أنباء عن احتمال توجه وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو إلى العاصمة الأميركية خلال الساعات القليلة المقبلة.

ورأى الرئيس البرازيلي ورئيس الوزراء التركي انه يجب دراسة اتفاق التبادل النووي الذي تم التوصل اليه مع ايران بوساطة بلديهما الاسبوع الماضي بدلا من المساعي الاميركية لفرض عقوبات جديدة على طهران.

وجاءت تصريحات دا سيلفا وأردوغان ردا على تصريحات وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بأن اتفاق التبادل النووي يسمح لايران "بكسب الوقت .. وجعل العالم اكثر تعرضا للخطر".

وقال الرئيس البرازيلي، لدى افتتاحه المنتدى العالمي الثالث لتحالف الحضارات في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، ان "وجود اسلحة دمار شامل هو ما يجعل العالم اكثر خطورة".

أما اردوغان الذي يشارك في المنتدى فقال: "عندما نسمع الناس يتحدثون عن منع ايران من الحصول على اسلحة نووية نقول من هم لكي يتحدثوا ضد فكرة امتلاك اسلحة نووية؟"، مضيفاً "ان على من يقولون ذلك التخلص من الاسلحة النووية في بلادهم .. هذه هي الطريقة الوحيدة لكي يكونوا مقنعين".

ويكشف السجال الحاد بين الجانبين عما وصفته كلينتون بـ"الاختلافات الخطيرة جدا مع سياسة البرازيل حيال ايران"، مؤكدة ان ايران "تستغل" البرازيل.

وتقود الولايات المتحدة مساع لفرض مجموعة جديدة من العقوبات الدولية على طهران بسبب برنامجها النووي الذي تشتبه بأنه يخفي برنامجا لانتاج الاسلحة النووية، وهو ما تنفيه ايران.
الا ان البرازيل وتركيا تؤكدان على ضرورة دراسة الاتفاق الذي توصلتا اليه مع ايران في 17 ايار(مايو) بالطريقة المناسبة.

وقال دا سيلفا انه توجه الى ايران "بحثا عن حل يتم من خلال التفاوض"، وأضاف ان الاتفاق يلبي مطالب الحكومة الاميركية، حيث انه يقضي بأن ترسل ايران معظم مخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب الى تركيا مقابل الحصول على وقود نووي من اليورانيوم العالي التخصيب لاستخدامها في مفاعل نووي لاغراض طبية وليس لاغراض عسكرية.

الا ان واشنطن تعتبر ان الاتفاق لا يكفي حيث ان ايران تؤكد انها ستواصل تخصيب اليورانيوم المتبقي لديها. وتصر واشنطن على ان فرض عقوبات على طهران يعتبر ضروريا لاعادتها الى المفاوضات.

وفي هذا السياق، قال مسؤول اميركي كبير امس ان الولايات المتحدة تعتقد ان الاتفاق الذي صاغته البرازيل وتركيا غير مقبول وان مجلس الامن الدولي يجب ان يمضي قدماً بشأن عقوبات جديدة ضد طهران.

وصرح المسؤول للصحافيين بشرط عدم نشر اسمه "من وجهة نظرنا ان الاعلان المشترك اقل مما هو ضروري. لكن بغض النظر عن ذلك... الاقتراح، فمن المهم ان نمضي قدماً الى نيويورك لتبني القرار."

وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون رأى في افتتاح منتدى تحالف الحضارات اول من امس في ريو دي جانيرو ان ازمة البرنامج النووي الايراني تعود في قسم كبير منها الى "فقدان الثقة" في ايران.

وقال ان "الازمة كما يبدو لي ناجمة عن غياب التفاؤل والثقة حيال ايران"، موضحا ان خطط ايران لتخصيب اليورانيوم "سببت قلقا كبيرا"، واضاف "سيكون من المفيد ان توافق ايران على وقف تخصيب اليورانيوم بنسبة عشرين بالمئة".

وتعارض تركيا والبرازيل ولبنان، الدول الثلاث التي تشغل مقاعد غير دائمة في مجلس الامن فرض عقوبات جديدة على ايران.

وقدمت ايران للوكالة الدولية للطاقة الذرية تفاصيل عن خطتها لتطبيق الاتفاق الموقع مع البرازيل وتركيا.

وقال وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي امس ان بلاده تتوقع ردا ايجابيا من الوكالة على الاتفاق، مؤكداً على ان فرض مجلس الامن الدولي اية عقوبات اضافية على طهران بسبب برنامجها النووي ستكون له نتائج عكسية. وصرح للصحافيين على هامش منتدى تعاون البحر الاسود في صوفيا "دعونا نكون متفائلين"، مضيفا ان "فرض العقوبات هي سياسة فاشلة جربوها في الماضي. اذا جرب احد التحرك بهذا الاتجاه فإنه سيسخر بالتأكيد".

الى ذلك، ترددت أنباء عن احتمال توجه وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو إلى واشنطن خلال الساعات القليلة المقبلة للقاء نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون.

ونقلت وسائل الإعلام التركية عن مصادر ديبلوماسية أمس أن داود أوغلو سيقطع جولته في دول أميركا اللاتينية (البرازيل والأرجنتين وشيلي) التي يرافق خلالها رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، ويتوجه إلى واشنطن لعقد لقاء عاجل مع كلينتون.

وقالت المصادر إن أنقرة طلبت تحديد موعد للقاء بهدف تبادل وجهات النظر مع واشنطن بشأن الاتفاقية وذلك بعد ظهور ردود فعل غير مرحبة من جانب واشنطن.

وتصر أنقرة على عدم وجود خلافات مع واشنطن بشأن اتفاقية مبادلة اليورانيوم الإيراني، وتؤكد أن الجانب الأميركي كان يتابع خطوات توقيع الاتفاقية أولاً بأول .

وأكدت المصادر أن داود أوغلو سيؤكد خلال لقائه مع كلينتون، على أن تركيا لا تتحرك ضد الولايات المتحدة وأنها ملتزمة بالأولويات التي تؤكد عليها دائما وفي مقدمتها رفضها وجود اية أسلحة نووية في منطقة الشرق الأوسط.