رمز الخبر: ۲۳۹۴۸
تأريخ النشر: 09:15 - 30 June 2010
Photo

عصرایران - (رويترز) - رفضت موسكو بغضب اتهامات الولايات المتحدة يوم الثلاثاء بأن واشنطن كشفت شبكة تجسس روسية وقالت ان روايات شبكات التجسس التي تعود الى فترة الحرب الباردة جاءت فيما يبدو في توقيت يهدف الى تقويض التحسن الاخير في العلاقات.

وقال رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين ان الشرطة الامريكية "خرجت عن السيطرة" بعد ان القي القبض على عشرة جواسيس مشتبه بهم في الولايات المتحدة في أكبر قضية تجسس في عدة سنوات.

وقال بوتين للرئيس الامريكي الاسبق بيل كلينتون الذي يقوم بزيارة لروسيا "في بلادكم خرجت الشرطة عن السيطرة وزجت بأناس في السجن.. امل ألا تتضرر كل المكاسب الايجابية التي تحققت في علاقتنا جراء هذا الحدث الاخير."

وأعلنت شرطة قبرص القبض على شخص يشتبه بأنه العضو الحادي عشر في شبكة التجسس لكنها قالت أنها أفرجت عنه بكفالة.

ووجه الاتهام الى المشتبه بهم الذين عاش بعضهم حياة هادئة في بلدات امريكية لسنوات عديدة بجمع معلومات تتراوح بين بيانات بشأن برامج ابحاث رؤوس نووية لها قدرة عالية على اختراق الاهداف وخلفيات بشأن المتقدمين لوظائف في وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي.اي.ايه).

وجاءت هذه الاعتقالات بعد ايام من قمة ودية في واشنطن بين الرئيس باراك اوباما والرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف وسط محاولات خصمي الحرب الباردة السابقين "اعادة ضبط" العلاقات بينهما.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف للصحفيين متهكما اثناء زيارة للقدس "اختيار التوقيت كان رائعا بشكل خاص."

وقالت وزارة الخارجية وهي تصف الاتهامات بأنها ليس لها اساس من الصحة " اننا لا نفهم ما الذي دفع وزارة العدل الامريكية الى الادلاء ببيان علني بنفس روح التجسس اثناء الحرب الباردة."

وقالت انه يجب ان يسمح لمحامين ودبلوماسيين بلقاء المشتبه بهم.

وقالت الوزارة في بيان "نأسف بشدة لان كل هذا حدث على خلفية اعادة ضبط العلاقات الذي اعلنت عنه الادارة الامريكية نفسها."

ومع اوراق نقدية مدفونة واتصالات مشفرة وتفاصيل سينمائية اخرى فان هذه الاتهامات تعكس فضائح تجسس للقرن العشرين والفتور الاحدث في العلاقات مع الكرملين أثناء تولي بوتين رجل المخابرات السوفيتية السابق رئاسة روسيا في الفترة بين عامي 2000 و2008 . وكثيرا ما اتهم بوتين الغرب بمحاولة اضعاف روسيا.

وقالت بريطانيا وايرلندا انهما تتحريان عن تقارير بأن المشتبه بهم سافروا بجوازات سفر مزورة من بلادهم.

واتهمت موسكو مرارا القوى الغربية بالابقاء على عمليات التجسس ضد روسيا رغم نهاية الحرب الباردة. وتشكو القوى الغربية ايضا بشأن النشاط الروسي وخاصة في المجالات التجارية والعلمية.

وقال محللون روس ان التوقيت يوحي بأنه محاولة لتقويض اعادة ضبط العلاقات التي أشادت بها ادارة اوباما باعتبارها انجازا رئيسيا في السياسة الخارجية واشاروا الى تأييد موسكو للعقوبات ضد ايران والتعاون بشأن أفغانستان.

وقال اناتولي تسايجانوك المحلل السياسي بمعهد موسكو للتحليل السياسي والعسكري "انها صفعة على وجه باراك اوباما." وتوقع ان تطبق روسيا التقاليد المرعية ابان الحرب الباردة وان تكشف عن عدد مماثل من الجواسيس الامريكيين المزعومين.

وقال المحلل العسكري الكسندر جولتس ان الفضيحة لن تتسبب على الارجح في انتكاسة كبيرة للعلاقات. وأضاف ان ادارة اوباما ستهدف الى تهدئة الموقف لتجنب الحاق ضرر بالعلاقات التي تحسنت وتنظر اليها على انها نجاح في السياسة الخارجية.

وقالت تاتيانا ستانوفايا المحللة السياسية بمركز موسكو للتكنولوجيات السياسية ان الاتهامات ستوسع خلافا في النخبة الروسية بين دعاة وخصوم علاقات أفضل مع الولايات المتحدة.

وقالت ستانوفايا انها يمكن ان تؤثر على سلطة ميدفيديف الذي يكافح للخروج من جلباب بوتين وجعل الاتصال مع واشنطن العلامة البارزة لرئاسته.

واتهمت وزارة العدل الامريكية 11 شخصا بأنهم "خارجون على القانون" وهو تعبير ينطبق في عالم الجواسيس على العملاء الذين يتسللون باستخدام أوراق هوية مزورة وليسوا ضباطا يستخدمون غطاء دبلوماسيا أو أي غطاء مشروع اخر.

واتهموا بجمع معلومات تتراوح بين برامج أبحاث ورؤوس حربية نووية لها قدرة عالية على اختراق الاهداف وسوق الذهب العالمية ومعرفة خلفية الاشخاص الذين يقدمون طلبات للحصول على وظائف في وكالة المخابرات المركزية (سي.اي.ايه) وفقا لشكاوي جنائية قدمت الى المحكمة الامريكية.

وقالت السلطات انه ألقي القبض على العشرة يوم الاحد في بوسطن ونيوجيرزي وفرجينيا ونيويورك بتهم منها التآمر للقيام بدور وكلاء غير شرعيين للاتحاد الروسي وغسل الاموال.

وأضافت السلطات انهم سعوا الى ان يصبحوا أمريكيين "متسترين" حتى يتمكنوا من جمع معلومات بشأن الولايات المتحدة لحساب روسيا وان يتمكنوا من النجاح في تجنيد مصادر لديهم القدرة على اختراق دوائر صنع السياسة في الولايات المتحدة.

وقالت وزارة العدل الامريكية انهم تلقوا تدريبا مكثفا على الاتصالات المشفرة وكيفية التهرب من رصدهم وكيفية ارسال رسائل الى عملاء اخرين.