رمز الخبر: ۲۴۰۸۷
تأريخ النشر: 12:14 - 05 July 2010
عصر ايران – اورد وزير الصحة الايراني الاسبق الدكتور علي رضا مرندي للمرة الاولى مذكراته عن لقائه صدام وتسليمه له رسالة.

وقد نقل الدكتور مرندي في الايام الاخيرة من توليه حقيبة الصحة وبايعاز من مسؤولي الدولة رسالة من رئيس الجمهورية آنذاك الى صدام حسين، الرسالة التي تضمنت دعوة لصدام للمشاركة في مؤتمر قمة الدول الاسلامية في ايران. الا ان الرئيس العراقي المقبور لم تطأ قدماه قط طهران، لكن مذكرات ذلك اللقاء لم تفارق ذهن الدكتور مرندي. مذكرات اليوم الذي اضطر فيه الى مصافحة صدام الملطخة يداه بدماء الابرياء. ان هذه المذكرات نشرت للمرة الاولى خلال مقابلة اجراها موقع "بنجرة" مع الدكتور مرندي.

الزيارات الحافلة بالذكريات للعتبات المقدسة :

"خلال توليي لحقيبة الصحة في حكومة السيد هاشمي رفسنجاني ، سافرت مرة الى جنيف. في تلك الزيارة قلت لاحد مرافقيي لقد سئمت من الرحلات الخارجية . لا اريد بعد الان السفر الى الخارج". وتريثت قليلا وقلت طبعا ما عدا العتبات المقدسة.

وبعد ثمانية ايام تلقيت تلكسا، وكان رسالة من وزير الصحة العراقي تدعوني الى زيارة العراق. لم اكن اعرف سبب توجيههم هذه الدعوة لي، قلت انه لطف من الامام الحسين (ع) لكي ازور ضريحه، لقد أستجيب دعائي. ابلغت مدير العلاقات العامة بالوزارة : "لماذا لا ترد؟ اكتب بان مرندي قد قبل الدعوة!". لقد كنت متشوقا لزيارة العتبات المقدسة لدرجة اني نسبت انه يجب ان احصل على اذن من الحكومة، وقبل كل سفرة كان يجب ان نحصل على اذن. والسفر الى العراق كان بحاجة الى اذن بطبيعة الحال. وغداة ذلك اليوم انتبهت الى الخطأ الذي وقعت فيه. ذهبت الى الدكتور ولايتي (وزير الخارجية الايراني آنذاك) وقلت ، اني تلقيت هكذا دعوة، لكني لم اقل باني قبلتها. فقال ولايتي انها فرصة جيدة، لكن يجب استشارة السيد هاشمي رفسنجاني (رئيس الجمهورية آنذاك) حتما. ذهبت الى السيد هاشمي رفسنجاني الذي قال ايضا انها فرصة جيدة، لكن من الافضل ان تستشير حسن روحاني، اتصلت هاتفيا بالسيد حسن روحاني الذي كان آنذاك امينا للمجلس الاعلى للامن القومي، وقال هو الاخر انها فرصة جيدة، لكن الافضل ان تستشير سماحة القائد. وقبل ان اتحدث الى سماحة القائد، قال السيد هاشمي رفسنجاني انه لو وافق سماحة القائد وسافرت، تحدث حتما عن مصير 52 من قوات الحرس الثوري الذين اسروا في منطقة هويزه. والاصدقاء الاخرون قدموا اقتراحات اخرى، وكأنه كان مقررا ان اقوم بتسوية جميع قضايا ما بعد الحرب خلال هذه الزيارة!. ذهبت للقاء اية الله الخامنئي ووضعت سماحته في صورة ما حدث. فقال سماحته "انظر ايها السيد مرندي، ان ايا من هذا الكلام الذي قاله السيد هاشمي رفسنجاني لا يمكن تنفيذه. لكن ان لم تكن في هذه الزياره فائدة للجمهورية الاسلامية الايرانية، فان ثمة فائدة لك فيها، سافر لزيارة العتبات المقدسة. واصطحب معك زوجتك". لقد قال لي السيد محمدي كلبايكاني (مدير مكتب قائد الثورة الاسلامية) ان سماحة القائد يحبك كثيرا ، لان سماحته يعارض بشدة ان يسافر الوزراء الى الخارج بصحبة عوائلهم. والان سماحته يقول لك سافر مع زوجتك.
توجهت الى العراق بصحبة زوجتي والتقيت في اليوم نفسه بوزير الصحة العراقي. وسألني الوزير العراقي في ذلك اللقاء "أتدري لماذا دعوتك لزيارة العراق؟". قلت : كلا ، قال "هل تتذكر ذلك الاجتماع الذي شاركنا فيه في مصر، كان فيه جميع وزراء دول المنطقة. في ذلك اليوم تقدمت بطلب الى المجتمع الدولي لتقديم المساعدة. وبعدها قال رئيس الاجتماع، انه يجب ان نرى ماهي وجهة نظر اميركا؟ عندها اعلنت انت احتجاجك على ذلك ودعمتنا رفضا لاميركا".

"وبعد ذلك الاجتماع عدت الى العراق وابلغت زملائي بان الوزير الايراني وقف بوجه اميركا وقدم الدعم لنا. لقد كان غريبا للجميع. فقد دعوتك اليوم لتقديم الشكر على الجرأة التي تحليت بها في ذلك اليوم. ان الرئيس (صدام) وافق بالكامل على توجيه الدعوة لك".

مكثت عدة ايام في العراق وقمت بزيارة العتبات المقدسة ومن ثم عدت الى البلاد. وبعد مدة قال لي الدكتور ولايتي "من المقرر ان تستضيف طهران قمة الدول الاسلامية، لقد دعوت جميع القادة ماعدا اثنين، احدهم ملك الاردن والاخر الرئيس العراقي". ان سماحة القائد قال لي بالا اذهب شخصيا لتسليم الدعوة لهذين الشخصين". واضاف "من المقرر ان ينقل رسالة الدعوة الى ملك الاردن، السيد نعمت زادة (وزير الصناعة آنذاك) ومن المقرر ان تنقل انت الرسالة الى العراق، لانك سافرت مرة الى العراق ولك معرفة بهم".

لقد سررت كثيرا وقبلت على الفور. عندما ذهبت ليلا الى المنزل، قلت لزوجتي بان تكون جاهزة، لاننا من المقرر ان نسافر مجددا الى العراق. قالت كيف يحدث وان نسافر مجددا الى العراق؟ فشرحت لها القصة. قالت زوجتي "انك تريد لقاء صدام وان تصافحه"؟ وعندها زال كل فرحي وسروري.

لقد كنت متشوقا لزيارة العتبات المقدسة لدرجة اني لم اكن افكر بموضوع اللقاء مع صدام. وغداة ذلك اليوم ابلغت الدكتور ولايتي "لن اسافر. لم افكر امس بموضوع اللقاء مع صدام". فقال ولايتي "لا يمكن ذلك، لقد وافقت امس وان لم تسافر قد تحدث بعض التعقيدات". قلت "لا علاقة لي بالامر، تصرف انت، انا لن انقل رسالة الى صدام". وبعد مدة دعاني السيد هاشمي رفسنجاني وقال لي ان اذهب الى العراق، لكني اصريت على عدم الذهاب.

وبعد عدة ايام، اتصلوا بي من مكتب اية الله الخامنئي وحددوا موعدا للقاء. وفي اللقاء ، قال لي سماحة القائد، لقد اطلعت على ما حدث ، قلت "نعم لكني لم اقبل"، وتحدث سماحته الي لعدة دقائق وقال في الختام "من المصلحة ان تذهب انت". لم يكن امامي خيار اخر سوى الامتثال. ورغم ذلك قال سماحته "اذهب هذه المرة ايضا بصحبة زوجتك، ونجلك ايضا".

سافرنا الى العراق، ومعي عدد من مساعديي في الوزارة. كان وزير الصحة العراقي في استقبالنا وذهبوا بنا الى قصر كبير. القصر الذي كان مخصصا لاستقبال رؤساء الجمهورية. كان استقبالا جيدا. وقالوا يجب ان تمكثوا هناك حتى يحدد صدام موعد اللقاء. اعترضنا على الامر ، فقالوا "ان صدام لا يحدد موعدا مسبقا لاحد ومتى ما أراد فانه يدعو الضيوف للقائه". وتذكرت ان الدكتور ولايتي كان قد التقى بصدام قبل سنوات ، وكان شرح لي في ايران بان شيئا مماثلا حدث له. وعندها ابلغت المسؤولين العراقيين بان يسمحوا لنا خلال هذه المدة بزيارة العتبات المقدسة، صادف ذلك يومي الخميس والجمعة وكان يجب علينا ان نغتنم الفرصة.

لقد قبل المسؤولون العراقيون بان نزور العتبات المقدسة خلال هذه الفترة. لقد قمنا بزيارة كربلاء المقدسة والنجف الاشرف والكاظمية وسامراء بصحبة افراد الاسرة. ومن ثم عدنا. وعندما عدنا كان وزير الصحة العراقي ثانية في استقبالنا وقال لي على الفور انه "يجب ان نذهب الان للقاء الرئيس". قلت للفريق الذي كان يرافقني "استعدوا للقاء" لكن المسؤولين العراقيين قالوا "كلا! لا يلتقي احد مع صدام ومعه مرافقوه، يجب ان تذهب انت بمفردك للقاء!". عارضت ذلك ، فقال القائم بالاعمال الايراني بان هذا هو التقليد المتبع هنا.

قلت يجب ان اصطحب معي شخصا واحدا على الاقل، قالوا يجب ان تذهب بمفردك انت. قلت هذا غير ممكن! يجب ان يكون هناك شخص واحد على الاقل لكي يسجل محادثاتنا. قال الوزير العراقي يجب ان نحصل على اذن من صدام، وبعد مدة قالوا ان صدام قبل بذلك. استقليت انا ومعي المدير العام بوزارة الخارجية سيارة خاصة وانطلقنا. وصلنا الى المنطقة الخضراء حيث كان فيها قصر صدام، كان مكانا جميلا". فكل عدة امتار ، كانت هناك دوريات خاصة تعترض طريق السيارة وكانوا يقومون بتفتيش بسيط ، ومن ثم يسمحوا لنا بالذهاب. وبعد دقائق نزلنا من السيارة، شاهدنا امامنا جدارا ضخما من الباطون. كان بمثابة حاجز لكي لا تصيب الصواريخ الايرانية ، قصر صدام. وكان ممرا طويلا يفصل بين الجدار والقصر، كان ينتشر فيه جنود عراقيون وضعوا اسلحتهم على احداها الاخرى على شكل علامة "في" وعندما وصلنا سحبوا الاسلحة جانبا وبعد ان مررنا اعادوا الاسلحة الى حالتها السابقة.

ذهبنا ودخلنا الى غرفة. قلت لمرافقي ان يجهز الرسالة، ففتح الحقيبة الخاصة واعطاني الرسالة.
نظرت فوجدت انها مستنسخة عن الرسالة الاصلية. انتبهت الى انه عندما سلمنا الحقيبة للعراقيين لتفتيشها، اخذوا الرسالة الاصلية ووضعوا مستنسخا عنها محلها. ابلغت احد المسؤولين العراقيين الذي كان هناك، فقال ان هذا التقليد الذي نتبعه. قلت انه قلة احترام ان نسلم مستنسخ عن الرسالة الاصلية الى رئيسكم، فقال انه امر منه. فقد اعددنا نسخة اكبر من الرسالة الاصلية لكي يتمكن من قرائتها.

كان يكذب الرجل ، لقد كانت النسخة بحجم الرسالة الاصلية. قلت ارفقوا الرسالة الاصلية ، مع النسخة، لكي يتسلم الرسالة الاصلية ويقرأ مستنسخها. لم يوافقوا. وفهمت في النهاية انهم اخذوا الرسالة الاصلية خوفا من ان تحتوي على مواد سامة او مواد خطرة اخرى! وبعد دقائق دخلت فتاة وشاب الى الغرفة، قالا نحن مترجمون، يترجم احدنا كلام صدام والاخر كلامك. قلت كيف تعلمتما الفارسية؟ قالا : درسنا في العراق. وبعد فترة وجيزة ابلغونا بان ندخل الى غرفة صدام. كان هناك باب كبير يقف بجانبه جنديان عراقيان، وضعا سلاحهما بحالة "في" كما كان الوضع عند مدخل القصر. سحبا السلاح جانبا ودخلنا الغرفة. رأينا صداما وهو يقف بزيه العسكري المعتاد وسط الغرفة وينظر الينا. القينا التحية ورد عليها.

وتصافحنا وجلسنا على مقاعدنا لاجراء محادثات. وقبل الزيارة، كنت قد سالت الدكتور ولايتي حول التقاليد الدبلوماسية المتبعة في تسليم الرسائل فابلغني ولايتي "تجلس انت وصدام الى جانب احدكم الاخر وتقول باني احمل رسالة اليك من الرئيس الايراني. وينهض صدام وتنهض انت وتسلمه الرسالة، وتتصافحون وثم تجلسون، هذا كل شئ!". وعندما جلست الى جانب صدام، تصرفت وفق ما كان قد قاله لي ولايتي لكن صدام لم يتحرك من مكانه. قلت في نفسي ان هذا الرجل حمار! لم ينتبه حتما وكررت ثانية باني احمل رسالة لك، لكن لم يتحرك من مكانه ايضا. ونهضت قليلا وسلمته الرسالة. ولم يكن السيد هاشمي رفسنجاني وجه تحية الى صدام في الرسالة، وعندما تسلم صدام الرسالة وقرأها، توجه الي وقال "قبل عدة سنوات بعث لي احد الرؤساء رسالة لم يوجه فيها التحية لي، فكنت ان اعدت الرسالة وقلت اذهب واضف التحية وعد مرة ثانية!".

شاهدت ان البداية كانت بداية سيئة، تظاهرت باني لم افهم شيئا من هذا الكلام وقلت ماذا قال الرئيس؟ فقام المترجم ثانية بترجمة الكلام. قلت مجددا ان لم افهم شيئا. وواصلنا المحادثات، قلت اننا مسرورون بان نقيم علاقات جيدة مع البلدان الاسلامية، ولم اكن اكمل الجملة هذه، حتى قاطعني صدام وقال بتحكم "هنا العراق أم الدول الاسلامية؟ اننا نتحدث عن العراق". وتظاهرت مرة اخرى باني لم افهم شيئا من هذا الكلام وقلت ماذا يقول الرئيس! وقام المترجمون ثانية بترجمة كلام صدام، قلت لا اعرف ماذا يقصد! كان صدام يظن ان المترجمين لا يجيدون الترجمة، فتوجه اليهم بغضب وقال ترجموا كل ما اقوله كلمة بكلمة.

وعندها انتاب هذين المترجمين الشابين خوف شديد وكانا يرتجفان خوفا، وارتبكا وفقدا تركيزهما الذهني ، وكان صدام يتكلم والمترجمان يترجمان بينما كان يتكلم، فما كان من صدام الا ان اشار بيده بغضب بالا يترجما حتى يكمل كلامه. لقد انخدع صدام بشكل ما. وفي تلك اللحظة قام وزير الخارجية العراقي آنذاك محمد سعيد الصحاف بترجمة جملة صدام الى الانجليزية لي.

قلت هكذا افضل. لقد فهمت قصدك بشكل افضل. وعندها سكت المترجمان اللذان كانا يشعران بخوف شديد. وقلت في الختام، اظن انه كان لقاء جيدا، رغم اني لم افهم الكثير من كلامك! تصافحنا وخرجت من اللقاء. لم نبتعد عدة خطوات ، حتى شاهدنا العراقيين وهم يخرجون من القصر وقالوا ان الصحاف يريد تحديد موعد لعقد لقاء معك". وغداة ذلك اليوم التقيت الصحاف وقال "ان كل ما قيل لك يوم امس ترجم خطأ" فمثلا اعطى توضيحا حول تلك الرسالة وقال اننا (اي العراق) اعدنا الرسالة التي لم تتضمن التحية. وخلاصة القول ان صدام قد سحب الكلام الذي كان قد اطلقه بعنجهية وندم على ما قاله. لقد استطعنا بفضل الله ورعايته ان نخرج مرفوعي الراس واحياء من ذلك اللقاء. وعندما رجعت الى ايران، ابلغت السيد هاشمي رفسنجاني ان صدام قال بداية هذا الكلام لكنه سحبه في النهاية.

وفي الايام الاخيرة التي كنا فيها في العراق ، مرضت بشدة ولم اكن استطيع النهوض من مكاني. وفي هذه الفترة جاء وزير الصحة العراقي ترافقه زوجته لوداعنا، وفي ذلك اللقاء قدمت زوجة وزير الصحة العراقي هدية الى زوجتي. وعندما عبرنا الحدود العراقية ودخلنا الى ايران، قالت انهم اعطوني هدية لم افتحها بعد.

قلت افتحيها لنرى ما بداخليها، ففتحتها وراينا ان الهدية كانت سوارا من ذهب وبطاقة كتب عليها "هدية من جانب الرئيس صدام حسين". ان زوجتي لم تكن تتصور بان هذه الهدية قدمها صدام، فغضبت وارادت ان ترميها من نافذة السيارة. قلت انها اموال الدولة، لا تفعلي ذلك. وعندما رجعنا الى ايران ابلغت السيد حبيبي النائب الاول لرئيس الجمهورية آنذاك والسيد هاشمي رفسنجاني بالموضوع وتقرر بيع السوار وايداع مبلغه في حساب الوزارة.

وبعد مدة من عودتنا من العراق، كنت مع زوجتي في طريقنا ليلا الى المنزل ، فجاءت امراة ترتدي التشادور ووقفت امامنا وسالت "باي حق ذهبت الى العراق". قلت "كان يجب ان انقل رسالة، لقد امر السيد هاشمي رفسنجاني بذلك". فقالت تلك السيدة "كان حري ان ينقل الرسالة شخص اخر، لماذا انت؟" فقلت : ماذا يفرق بالنسبة لك؟ قالت "اني لا اعرف الوزراء الاخرين، اعرفك انت فقط! وقد انزعجت كثيرا عندما شاهدت صورة لك وانت تجلس بجانب صدام". عرفت انها زوجة شهيد. لم يكن لدي خيار سوى الاعتذار منها.

وغداة ذلك اليوم، اخبرت مدير مكتبي بهذه القصة ، فقال "اني خجلت بان اقول ان عدة اشخاص من اسر الشهداء اتصلوا خلال هذه الفترة ولاموك". على اي حال لم اكن انا شخصيا راضيا عن هذا الشئ، لكن بما انه كان امر الدولة فكان علي الطاعة كجندي. بقيت عندي عدة صور من ذلك اللقاء فاخذها ابني وشطب صورة صدام منها باقلام الماجيك.