رمز الخبر: ۲۴۱۷۰
تأريخ النشر: 08:49 - 10 July 2010
عصر ايران – اقدم شخص او اشخاص في مدينة الكويت على تبديل لوحة تحمل اسم "الخليج العربي" بلوحة تحمل اسم الخليج الفارسي.

وقد وقع هذا الحادث في الكويت وقع الصاعقة، وتدخلت وزارة الداخلية على مستوى نائب الوزير، وهرعت قوات الامن بسرعة الى مكان الحادث، وضربت طوقا امنيا كما يضرب حول مسرح الجريمة ، حول لوحة الخليج الفارسي وفتحت تحقيقا في الحادث.

كما بدات وحدة تحديد الهوية واخذ البصمات عملها علها تحدد هوية منفذ او منفذي هذه "الجريمة الكبرى والمصدمة (!)".

كما دخل السياسيون والنواب الكويتون على الخط وادلى كل منهم بدلوه، واخذوا ينحبون في هذا المأتم الكبير وقالوا حذارى من ان ندع بان يتحول الخليج العربي الى الخليج الفارسي وان تقوم ايران بضم الكويت اليها! و... .

ونلفت اهتمام قرائنا الاعزاء الى عدة نقاط في هذا الخصوص :

1- ان يبادر اشخاص بشكل سري الى تغيير لوحة شارع ما، فان ذلك لا يشكل حلا لمشكلة المتشدقين باسم الخليج العربي. ومبدئيا وفي اطار الحوار المنطقي ، فانه ليس ثمة حاجة الى اعمال كهذه ولن تترتب عليها اي فائدة. ومع ذلك، فانه عندما يلح احد اطراف القضية بانانية ولجاجة على تحريف اسم تاريخي ويتنكر للشمس في وضح النهار، فان وقوع اي سلوك غير منطقي لن يكون بعيدا عن الانتظار.

واذا ما خرج حوار منطقي عن مساره العقلاني والمنطقي ويدخل مرحلة العناد واللجاجة والجهل، فان اي حادث قد يحدث.

ورغم ذلك، فان الكثير يرون بان هذا الشئ حدث على يد تيارات تهدف الى المساس بالعلاقات بين ايران والكويت، وهذا الامر ليس غير متوقع، لان الايرانيين ليسوا بحاجة اصلا الى اجراءات غير ذات جدوى مثل تبديل لوحة.

ان هذه اللوحة تدل على اسم شارع في الكويت ليس الا، وبما انه ليس هناك خليج اسمه "الخليج العربي" في العالم، فان اسم هذا الشارع سيكون بطبيعة الحال اسم وهمي وخيالي (وقد يكون اقتبس من بعض الاساطير او قصص الاطفال) ، وطبعا لا دخل للايرانيين بالتسميات الوهمية والخيالية التي تطلقها بلدية الكويت حتى يريدون ان يغيروها؟!

ان ما يهم ايران وجميع الباحثين المستقلين والمؤرخين وعلماء الجغرافيا، هو ان اسم الممر المائي بجنوب ايران، هو الخليج الفارسي وانه لا يحق لاي احد، ان يزوره ، الا اذا كان قد فقد قواه العقلية والذهنية، وطبعا لا على هكذا اشخاص حرج.

وخلاصة القول ان تغيير اسم شارع في الكويت حتى وان كان اسم الشارع هو مفردة وهمية وخيالية، يقع ضمن صلاحيات سلطات بلدية الكويت فحسب وانه لا يجب على احد ان يتدخل بشكل غير شرعي في هكذا قضايا قليلة الاهمية.

2- ان السلطات الكويتية، التي تبدي كل هذه الحساسية تجاه تغيير اسم شارع، وحتى انها تتدخل على مستوى نائب وزير لتظهر انها تركز بشكل خاص على مقولة العربية، لا باس ان تعرف بان الصهاينة قد غيروا لسنوات ليس فقط اسم شارع واحد فحسب بل اسم دولة عربية باكملها وحولوا اسمها من فلسطين الى اسرائيل تزويرا وتلفيقا ولم يكتفوا بتغيير هذا الاسم فحسب بل قاموا بقتل وذبح سكانها العرب وتشريدهم.

ولا باس، ان يوجه الاخوة العرب الكويتيون نصف الحساسية التي يبدونها تجاه اسم خيالي لشارع ما، الى جزء من العالم العربي الذي يرزح لاحتلال العدو المشترك للعرب.

3- وقال النائب الكويتي فيصل الدويسان في هذا الخصوص : انه اذا كانت لاي شخص وجهة نظر تجاه هذا الاسم فان بامكانه الاتيان بادلة علمية لوجهة نظره هذه شريطة ان تكون في اطار القانون والاساليب القانونية.

وهذا الكلام، هو الاكثر منطقية، نسمعه من نائب كويتي، ونأمل بان يكون هو اول من يترجم قوله الى افعال ويقدم ادلته العلمية حول الزعم باسم الخليج العربي، كما عليه ان يهتم بالادلة الدامغة التي تقدم حول اسم الخليج الفارسي ، وعندها ان اقتنع بان الخليج الفارسي هو الاسم الحقيقي، فعليه ان يتحلى بالشجاعة الاخلاقية والعلمية في استخدام الاسم الحقيقي بدلا من الاسماء المزورة والمخجلة.

4- وحول ضم الكويت الى ايران، الامر الذي اثاره النائب السلفي في مجلس الامة الكويتي وليد الطبطبائي لابد من الاشارة الى عدة نقاط:

أ – ان وليد الطبطبائي ينحدر من اصول ايرانية وهو اصفهاني الاصل، لذلك قد تكون تحركت في ضميرة الباطني فكرة العودة، لكنه لا يريد ان ينضم هو ، بل الكويت بمجملها الى ايران!

ونقول له، ان اردت العودة الى احضان وطنك العريق، فان ايران الكبيرة ستصفح عنك وتتسع لك، لكن فيما يخص الكويت، فانه يجب القول بانها بلد مستقل تتعلق فقط باهلها وشعبها وليست المحافظة التاسعة عشر لهذا وذاك.

ومع ذلك، فان الذين يحملون الجنسية الكويتية ويصبون دائما الزيت على نار هذه القضية، فان لا التزام يذكر لديهم تجاهها وان عدم الالتزام بالوطن هذا قد اثبتوه خلال هروبهم السريع ابان احتلال العراق للكويت، مثلما حدث لوليد الطبطبائي حينما لجأ آنذاك الى ايران وعاش فيها متذكرا اصوله الايرانية والشيعية.

ب- ان المسؤولين الكويتين الذين يتهجمون على صدام ويكرهونه، كانوا قد زودوه قبل سنوات من احتلاله لبلدهم، بمليارات الدولارات ليشتري بها القنابل والصواريخ ويلقيها على رؤوس ابناء الشعب الايراني. وفي ذلك الوقت، كانت ايران قد حذرت الكويت من مغبة هذه الممارسات العدائية وحتى ان الامام الخميني الراحل (رض) ومن خلال تقييمه الدقيق للمستقبل السياسي للمنطقة، كان قد حذر بان شرور صدام ستطالهم يوما ما، وسينهش اجسادهم بانيابه.

والان فان بعض المسؤولين الكويتيين وبدلا من الاعتذار والتعويض عما فات، يقومون بمقارنة الايرايين الذين حاربوا صدام لسنين ويقولون بانهم يخشون من ان تقوم ايران الصفوية، هذه المرة بدلا من العراق الصدامي، بتحويل الكويت الى محافظة جديدة لها!

ونقول لهؤلاء : اولا : لا الحكومة ولا الشعب في ايران، لا يطمعون ولو بشبر واحد من اراضي الاخرين بمن فيهم الكويت وثانيا، ان الصداميين، هم اولئك الكويتيون الذين يشغلون حاليا مناصب في الحكومة والبرلمان والاعلام في هذا البلد ممن كانت تربطهم صداقات حميمة مع صدام ولقبوه بفارس العرب ولم يتوانوا عن تقديم الدعم له وكانوا في الحقيقة اجراء وعملاء من دون اجر لبلطجي المنطقة والا يمثلون وكأنهم لم يسمعوا باسم صدام اصلا!

ج- وبخصوص ايران الصفوية، لابد ان ننصح الاصدقاء الكويتيين ، انه لا باس ان يطالعوا ولو قليلا التاريخ ومن ثم يتكلموا لكي لا يهدروا ماء وجههم اكثر من هذا.

ان الصفوية، كانت سلالة ملكية انقرضت قبل نحو 300 عام وبعدها جاءت عدة سلالات ملكية ورحلت هي الاخرى واليوم هناك الجمهورية الاسلامية هي التي تحكم في ايران، لذلك فانه يجب القول لاولئك الذين مازالوا يعتبرون ايران بانها صفوية "صح النوم ياجماعة!".

د- اننا نميز بطبيعة الحال بين الاشخاص المتطرفين حتى وان كانوا نوابا في البرلمان الكويتي او يديرون صحيفة عن باقي ابناء الشعب الكويتي وبعض الساسة العقلاء والواقعيين في هذا البلد، وننظر الى الكويت على انها بلد جار نكن له الاحترام.