رمز الخبر: ۲۴۲۴۹
تأريخ النشر: 08:34 - 14 July 2010
وخلال الاعوام الماضية ، حرمت بعض الشركات العالمية الكبرى من مواصلة التعاون مع ايران تحت تاثير التهديدات الامريكية، وذلك بعد ما كانت قد ابرمت عقودا واتفاقيات كبيرة للاستثمار والعمل في المجالات المختلفة بما فيها النفط الغاز في منطقة بارس الجنوبي جنوبي ايران.
عصر ايران – اقرت كبرى الشركات النفطية الفرنسية المعروفة بتوتال بصراحة بان الحظر الذي تمارسه على بيع المشتقات النفطية لايران، هو خطأ، وبرهنت عمليا بان العقوبات ضد ايران، ستكون مصدر ضرر وقلق للشركات الغربية وبالتالي الدول التي تفرض العقوبات، اكثر مما تضر بايران.

واعتبر رئيس شركة توتال كريستوف دومارجري حظر شركته بيع المشتقات النفطية لايران بانه عمل خاطئ معلنا بان توتال ستستانف في اول فرصة ممكنة، نشاطاتها التجارية مع ايران.

ان دومارجري الذي يعرف جيدا حجم الاضرار التي تتكبدها توتال من جراء حظر بيع منتجاتها الى ايران، اكد انه لا يجب اقحام القضايا السياسية بالقضايا العادية والتجارية بين الدول وهذا الامر يعد خطأ فادحا.

ان تصريحات دومارجري تعد مؤشرا على الاهمية الاقتصادية في العلاقات بين الغرب والشركات الغربية مع ايران وتظهر بان الجمهورية الاسلامية الايرانية ورغم العقوبات التي فرضت عليها لاكثر من ثلاثين عاما، مازالت تعتبر احد اكثر اللاعبين تاثيرا على الصعيد الاقتصادي التجاري على المستويين الاقليمي والدولي.

ان توتال ليست الشركة الاوروبية الاولى التي تصبح ضحية المحاولات الامريكية لتكثيف العقوبات ضد ايران. وخلال الاعوام الماضية ، حرمت بعض الشركات العالمية الكبرى من مواصلة التعاون مع ايران تحت تاثير التهديدات الامريكية، وذلك بعد ما كانت قد ابرمت عقودا واتفاقيات كبيرة للاستثمار والعمل في المجالات المختلفة بما فيها النفط الغاز في منطقة بارس الجنوبي جنوبي ايران.

ان الادارة الامريكية وبهدف وقف المشاريع الصناعية الكبرى بما فيها مشاريع ايران الضخمة في قطاع النفظ والغاز والمصافي والبتروكيماويات، حالت دون استمرار نشاطات بعض الشركات الاجنبية في ايران. الا ان هذه العقوبات ادت فقط الى الاضرار بهذه الشركات وحرمانها من الارباح الطائلة التي كانت ستجنيها من العمل في السوق والاستثمارات في ايران لكن لم يمض وقت حتى حل المقاولون الايرانيون محل هذه الشركات الغربية ، بفضل الافادة من خبرات وتخصص المتخصصين الايرانيين وفي ظل ظروف افضل بكثير من الشركات المذكورة.

ويمكن في هذا الخصوص الاشارة الى المساهمة الفاعلة للشركات الايرانية بدلا من الشركات الاجنبية المحظورة اذ وقعت الشركات الايرانية عقودا لاكمال المراحل المتبقية من حقل بارس الجنوبي ، وشملت ستة عقود. وقبل اكثر من اسبوعين تم التوقيع على الاتفاقات المتعلقة بالمراحل المتبقية من منطقة بارس الجنوبي مع الشركات الايرانية وذلك بحضور رئيس الجمهورية في عسلوية بجنوب ايران، ليتبلور بذلك اكبر حدث تاريخي في صناعة النفط في البلاد.

والملفت في مشاركة الشركات الايرانية بدلا من نظيراتها الاجنبية في المشاريع الايرانية العملاقة، هو ان هناك فارقا كبيرا في قيمة العقود الموقعة مع الشركات الايرانية لانجاز المشاريع مقارنة مع عقود الشركات الاجنبية، وان مساهمة الشركات الداخلية ادت الى ان تتقلص كمية العملة الاجنبية اللازمة لتنفيذ هذه المشاريع والمقرر ان ترسل الى خارج البلاد، الى حدها الادنى.

ان المشاركة الفاعلة والواسعة للعلماء والمتخصصين الايرانيين في انجاز المشاريع في قطاع النفط والغاز تجسد فقط جانبا من القدرات والطاقات الايرانية في الوقت الحاضر وان حصول العلماء الشبان الايرانيين على اكثر التكنولوجيا تطورا في العالم مثل التكنولوجيا النانوية والتكنولوجيا النووية السلمية وفتح المدارات البعيدة في الفضاء والعلوم المتعلقة بالخلايا الجذعية، وتصنيع المعدات الدفاعية المتطورة المستخدمة في القوات البرية والجوية والبحرية و... تعد من الانجازات والمكاسب المهمة الاخرى التي تحققت بفعل العقوبات المجحفة التي فرضت على الشعب الايراني غداة انتصار الثورة الاسلامية وقد ازدادت قوتها سنة بعد سنة واخيرا يوما بعد يوما.

ان اتخاذ خطوات جبارة كهذه في ظل العقوبات، يؤكد حقيقة ان العقوبات لم تضع قيودا تذكر امام تقدم البلاد فحسب بل جلبت معها البركة وخلق الفرص والدافع، وان جهد وعمل الشرائح المختلفة من ابناء الشعب الايراني اديا الى ان تتحول العقوبات والتهديدات ضد هذا الشعب الى فرص كبيرة على طريق البناء والاستقلال.

ان الجمهورية الاسلامية الايرانية وعلى الرغم من انها استطاعت بقوة كسر موجة العقوبات، والمضي قدما على طريق التقدم، لكنها اعلنت مرارا بانها لا ترحب بالعقوبات وهي حريصة على المحافظة في ظروف عادلة على علاقاتها السياسية والتجارية والاقتصادية و... مع سائر دول العالم وان يكون لها تعامل بناء مع الدول.

وقد حذر وزير الخارجية الايراني منوجهر متكي في رسالة، اعضاء الاتحاد الاوروبي من ان اي اجراء يتخذ من جانبهم لفرض عقوبات على ايران، سيعود بالتاكيد بضرر على الاتحاد الاوروبي اكبر مما على ايران وان الارقام والاحصاءات السابقة تؤكد هذا الشئ.

واعرب متكي في رسالته عن اسفه واعتبر الاجراء الاوروبي في دعم القرار غير العادل الصادر عن مجلس الامن الدولي ضد ايران بانه مخجل واكد بان اوروبا ومن خلال اجرائها هذا، تحرم نفسها من التعاون الاستراتيجي مع شريك قوي وصاحب نفوذ في منطقة الشرق الاوسط والخليج الفارسي الحساسة.

ورغم ان رئيس شركة توتال حاول من خلال تصريحاته، التظاهر بان حظر بين منتجات هذه الشركة لايران قد يسبب اضرارا للناس العاديين، الا ان المؤكد بان توتال تفكر بمصالحها والمزايا الناتجة عن ابرام اتفاقيات تعاون مع ايران قبل ان تهتم بالاضرار التي قد تصيب الناس العاديين.