رمز الخبر: ۲۴۲۵۸
تأريخ النشر: 10:43 - 14 July 2010
عصرایران - انتقد رجل الدين الإيراني المحافظ آية الله أحمد خاتمي الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لأنه دافع عن ارتداء ربطة العنق على الرغم من أنه من أقوى مؤيديه في القضايا السياسية والموضوع النووي.

وتأتي الانتقادات وسط خلافات أصبحت متصاعدة بين الرئيس الإيراني والجناح المحافظ في السلطة حول حدود الحريات الاجتماعية. ويريد الرئيس الإيراني أن يوسع مساحات الحرية الاجتماعية والشخصية، وذلك من أجل جذب تأييد الشباب الذين كانوا القوة الاجتماعية الأساسية لحركة المعارضة الإيرانية بزعامة مير حسين موسوي.

وقال آية الله المحافظ أحمد خاتمي في تصريحات نقلتها وكالة «إيسنا» أمس: «قلت له إن الكثير من رجال الدين يرون أنه لا ينبغي وضع ربطة العنق. المرشد الأعلى، آية الله علي خامنئي نفسه أكد في فتوى أن ارتداء الكرافت وربطة العنق الرسمية الصغيرة غير جائز». وكان الرئيس أحمدي نجاد قال قبل أيام: «أن لا أحد من كبار رجال الدين حرم ارتداء ربطة العنق».

وبعد الثورة الإيرانية عام 1979، منع تقريبا ارتداء ربطة العنق التي ينظر إليها على أنها رمز للثقافة الغربية. لكن في السنوات الأخيرة، أصبح ارتداء ربطة العنق أكثر شيوعا وخاصة في الحفلات والأعراس، لكن هذه الحفلات تكون في الأغلب خاصة، وما زال من غير المعتاد أن يرتدي الرجال رابطات العنق في أعمالهم اليومية، كما أن الدبلوماسيين الإيرانيين في الخارج لا يرتدون رابطات العنق.

كما انتقد آية الله أحمد خاتمي الرئيس الإيراني لكونه صرح مؤخرا بأن بعض رجال الدين يقولون إن حلق اللحية «ليس مشكلة»، وذلك في دعم علني من الرئيس لحلق اللحية. ولا تنتشر اللحية في إيران إلا بين رجال الدين. وقال خاتمي إن «معظم رجال الدين وخاصة المرشد الأعلى أكدوا أن حلق اللحية حرام»، مضيفا «أطلب من أحمدي نجاد أن لا يخوض في الأمور الدينية المعقدة، لأن ذلك ضعف الحكومة».

وكان أحمدي نجاد قد دعا في الآونة الأخيرة إلى أسلوب أكثر «انفتاحا» في ممارسة الدين حتى لا يشعر الناس بأنهم منعزلون. وانتقد الكثير من رجال الدين المحافظين في الأسابيع الأخيرة أحمدي نجاد لاعتراضه في حديث تلفزيوني على حملة الشرطة ضد النساء غير الملتزمات جيدا بالحجاب.

وكان الرئيس الإيراني قد انتقد حملة في مدينة قم أدت إلى تحذير نحو 60 ألف سيدة بدعوى عدم الالتزام بالزي المحتشم. كما انتقد أحمدي نجاد توقيف الشابات والشباب في الشارع وسؤالهم عن العلاقة التي تربط بينهم، موضحا أن تلك الممارسة مهينة للإيرانيين.

إلى ذلك، قال الرئيس الإيراني إن الحرس الثوري والجيش الإيراني «سيقطع أيدي القوى الجائرة والمستكبرة» في إشارة إلى الغرب. وأضاف أثناء تجمع لمقاتلي الحرس الثوري «إن عالم الاستكبار أصبح أضعف ولا يمكنه الإساءة للأمة الإيرانية»، بحسب ما أورد موقع «سيفانيوز» الموقع الإلكتروني للحرس الثوري الذي وصفه أحمدي نجاد برمز المقاومة في مواجهة الغرب. وأكد الرئيس الإيراني أن إيران «لا يمكن تدميرها» بالقوة.

واختبار القوة مستمر بين إيران والقوى الغربية بشأن البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل الذي يشتبه الغرب وعلى رأسه واشنطن في أن إيران تسعى من خلاله لحيازة سلاح نووي، الأمر الذي تنفيه طهران. وفي 9 يونيو (حزيران) أصدر مجلس الأمن الدولي حزمة رابعة من العقوبات المالية والعسكرية بحق إيران التي ترفض تعليق أنشطتها النووية الحساسة وخاصة تخصيب اليورانيوم. وتلت هذه العقوبات جملة من العقوبات الأخرى الأحادية الجانب قررها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

وعلى صعيد آخر، أرجئت الانتخابات البلدية الإيرانية التي كانت مقررة أصلا في فبراير (شباط) 2010 إلى عام 2013 لتتزامن مع الانتخابات الرئاسية، وذلك عملا بقانون جديد أقره مجلس الشورى، كما أوردت الصحف الإيرانية أمس. وتم بموجب القانون تمديد الولاية الحالية للمجالس البلدية والمحلية لمدة سنتين للسماح بإجراء الانتخابات الرئاسية والبلدية في الوقت نفسه.

وبات القانون ساريا بعد موافقة مجلس صيانة الدستور عليه. وعلى المجلس أن يصادق أيضا على بند آخر من القانون ينص على إجراء الانتخابات التشريعية (المقررة في 2012) ومجلس الخبراء في الوقت نفسه. ويهدف القانون من خلال حصر عدد الانتخابات إلى الحد من التكاليف المالية المترتبة عليها، إذ كانت إيران تشهد انتخابات كل عام.