رمز الخبر: ۲۴۳۶۰
تأريخ النشر: 11:56 - 18 July 2010
مهدي منصوري
عصرایران - على الرغم من تطاول مدة المداولات بين الاطراف والكتل السياسية العراقية حول الاتفاق على تشكيل الحكومة والتي طال انتظارها من قبل ليس فقط الشعب العراقي الذي هو بأمس الحاجة الى تشكيلها بل كل دول المنطقة. لان استقرار الوضع السياسي في العراق سينعكس بصورة ايجابية في توطيد علاقاته مع دول الجوار وكذلك تفتح الابواب نحو المزيد من التعاون الثنائي بين هذه البلدان بما يعود بالنفع على جميع الشعوب.

ومن الطبيعي ان عملية الشد والجذب والاخذ والرد بين الكتل السياسية العراقية والتي اوحت ان تشكيل الحكومة الجديدة باتت عقدة يصعب حلها لعدة اسباب وظروف سواء كانت داخلية او خارجية مما شكل قلقا كبيرا وذلك بان تنتهي المدة الدستورية المحددة ولم يتمكن الفرقاء السياسيين من الوصول الى اتفاق على تشكيل الحكومة مما سيترك فراغا سياسيا ودستوريا قد يسهل للتدخل الاجنبي ان يبرز من جديد ويفرض وصاية من جديد على الشعب العراقي.

لذا فقد جاء القلق هذا وفي كثير من الاحيان على لسان المرجعية الدينية العليا وعلى رأسها المرجع السيستاني الذي حث ويحث وفي كل لقاء له مع المسؤولين العراقيين بان يشمروا عن سواعدهم ويسارعون في الاتفاق لتشكيل الحكومة والخروج من المأزق او على الاصح من الفخ الذي وضعه اعداء العراقيين سواء كان من الاميركيين او يقف معهم ويساندهم خاصة ازلام البعث الصدامي الذي يتحين الفرصة لحدوث هذا الفراغ لينقضوا على الوضع من جديد ويعودوا بالعراق الى المربع الاول. لذا فان المرجعية الدينية وحرصا منها على ان يدير العراقيون شؤونهم ويعالجونها بانفسهم وحدهم وهم القادرون على ذلك وان لايسمحوا للتدخلات ومن أي جهة وطرف كان ان يعرقل مسيرتهم ومن الطبيعي ان هذا الامر يحتاج من بعض الاطراف الى التنازل عن بعض المطالب ليفتح الطريق ويزيل العقبات عن تشكيل الحكومة وما تم اعلانه من الاتفاق بين قوى التحالف الوطني وخاصة دولة القانون والتيار الصدري على صيغة اتفاق بين الطرفين قد يكون خطوة متقدمة وتطورية نحو وضع اللبنات الاولى لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة وان هذا الاتفاق سيفتح الباب مشرعا نحو القوى السياسية الاخرى للالتقاء على جامع مشترك بينهم ويحققوا ما يطمح اليه العراقيون من ان يروا حكومة جديدة قائمة على الاتفاق بين جميع الاطراف وبالصورة التي يمكنها ان تتحرك بقوة من اجل حل كل الملفات العالقة خاصة تنفيذ الاتفاقية الامنية وذلك بخروج القوات المحتلة من العراق وكذلك لتبدأ عملية الاعمار والبناء ليقف العراق في مصاف الدول المجاورة.