رمز الخبر: ۲۴۴۹۹
تأريخ النشر: 11:10 - 24 July 2010
عصرایران - وکالات - أخذت محاكمة الرجلين المتهمين بالتخطيط للهجوم على مطار كينيدي الدولي عام 2006 منعطفا جديدا غير متوقع ليل أول من أمس عندما أشار المدعون إلى أن أحد الرجلين، وهو مسؤول سابق بحكومة غويانا، كان يتجسس لحساب الحكومة الإيرانية.

واعترف المسؤول الحكومي السابق، عبد القدير، خلال التحقيق معه بأنه في منتصف الثمانينات من القرن الماضي قام بكتابة تقارير عن الاقتصاد والسياسة الخارجية وجيش بلاده وأرسلها إلى السفير الإيراني في فنزويلا. وقد تضمنت هذه التقارير، التي كتبت بخط اليد، تفاصيل مثل تدني معنويات الجيش، وخطة تطوير لخمس سنوات تتحدث عن اختراق الجيش والشرطة والهيئات الحكومية الأخرى. عبد القدير، الذي كان يدلي بشهادته أمام محكمة في بروكلين لليوم الثاني على التوالي، بدا مندهشا بالمنحى الذي اتخذه التحقيق.

وفي البداية نفى أن يكون قد قام بأي اتصال مع المسؤولين الإيرانيين، لكنه عاد واعترف بحدوث الاتصال بعدما تمت مواجهته بالتقارير التي كتبها بخط يديه. إلا أنه أكد أنه ليس جاسوسا بل كان يقوم بالدعوة إلى الإسلام وأن الخطابات التي أرسلها لم تتضمن أي أسرار حكومية بل معلومات متاحة مجانا في الصحف.

وقد وجه رئيس فريق الادعاء مارشال إل ميلر السؤال إلى عبد القدير قائلا: «أليس من الإنصاف الاعتراف بأنك كنت جاسوسا للحكومة الإيرانية؟». لكن عبد القدير، الذي اعتنق الإسلام وكان يشغل منصب عمدة ثاني أكبر مدينة في غويانا كما كان عضوا في البرلمان، رد بحسم قائلا: «لا يا سيدي».

وعلى الرغم من أنه أصر على أنه لم يكن يعمل لحساب الحكومة الإيرانية، فإن علاقاته بإيران عميقة، وقد اعترف بأنه ظل يراسل المسؤولين الإيرانيين.

وسافر إلى إيران مرتين وأرسل بعض أبنائه إلى هناك لتلقي التعليم الديني. وأشار فريق الادعاء أنه اتصل مرارا وتكرارا بمحسن رباني، وهو دبلوماسي إيراني متهم بالإشراف على الهجوم الإرهابي على مركز يهودي في الأرجنتين.

وقد تم توقيف عبد القدير منذ ثلاث سنوات عام 2007 عندما كان متوجها إلى إيران ومعه ملف على الكومبيوتر به صور له هو وأولاده وهم يحملون مسدسات. ويشير المدعون إلى أن هذه الصورة كان الهدف منها إظهار قدرته على القيام بهجوم.

إلا أن عبد القدير قال إنه كان يحتفل بذكرى وفاة آية الله الخميني وأن المسدسات التي يمسكون بها في الصور ليست سوى مجرد لعب. وأضاف قائلا: «علاقتي بإيران أن إيران مركز للتعليم الديني».

 الكشف عن هذه الصلات العميقة مع إيران أثارت كثيرا من الأسئلة حول قرار السماح له بالإدلاء بشهادته. فحتى أول من أمس، كان يبدو شخصية ثانوية في القضية، حيث ينصب أغلب التركيز على شريكه روسيل ديفريتاس المتهم بالتخطيط لتفجير مخازن الوقود بمطار كينيدي حيث كان يعمل حاملا للبضائع. وقد حدد يوم الاثنين المقبل للمرافعات النهائية.

وتقول كارين جي غرينبيرغ، المديرة التنفيذية لمركز القانون والأمن بجامعة نيويورك: «الآن أصبح ديفريتاس على هامش القضية. وهذه هي النقطة التي يحاول فريق الادعاء الإشارة إليها منذ سنوات». وينفي عبد القدير بشدة سعيه للمشاركة في مخطط إرهابي، مؤكدا أنه فوجئ بطرح ديفريتاس هذه الفكرة.

وبالضغط عليه عدة مرات لمعرفة لماذا لم يعلن رفضه للمخطط، قدم عدة أسباب كان من بينها أنه كان يأمل في أن يقدموا إليه دعما لبناء مسجد خاص به وتوقعه بأنه يمكن إعادة تأهيلهم وكذلك لإيمانه بكرم الضيافة. وهو ما أكده قائلا: «بما أننا مسلمون، فإنني أعتقد أنه من المنافي لتعاليم الإسلام أن أطرد أحدا من بيتي لمجرد أن لديه فكرة لا أوافق عليها».