رمز الخبر: ۲۴۷۰۳
تأريخ النشر: 12:36 - 04 August 2010
السيد نصر الله اكد أن المقاومة هي التي فرضت على العدو الصهيوني إيقاف الحرب في تموز 2006، وأشار السيد نصر الله إلى أن العدو الصهيوني راهن على أن الشعب سييأس من المقاومة وفشل، وأعلن الأمين العام أن المقاومة ستعتمد سياسة الغموض البناء بما خص معادلة الجو في أي حرب مقبلة.
عصرایران - أكد الامين العام لحزب السيد حسن نصر الله ان المقاومة ستقطع اليد الاسرائيلية التي ستمتد الى الجيش اللبناني مجدداً. وخلال الاحتفال الذي اقامه حزب الله لمناسبة الذكرى الرابعة لانتصار تموز بضاحية بيروت الجنوبية، لفت السيد نصر الله الى ان المقاومة كانت على اعلى جهوزية لمواجهة العدو الصهيوني ، واذ اثنى الامين العام لحزب الله على التصدي البطولي للجيش في مواجهة العدو ، اشار الى اتصالات جرت مع قيادة الجيش لابلاغها ان امكانيات المقاومة في تصرفها . كما تطرق السيد نصر الله الى كشف شبكات التجسس ، داعياً الى الاسراع بنتفيذ احكام الاعدام التي صدرت بحق بعض هؤلاء .
 
الأمين العام لحزب الله إتهم اسرائيل باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري إستناداً الى معطيات ومؤشرات . ووعد السيد نصر الله بتقديم معطيات تفتح بالوثائق والأرقام آفاقا مهمة في التحقيق بجريمة اغتيال الرئيس الحريري وذلك خلال مؤتمر صحفي سيعقده مطلع الأسبوع القادم سيكشف خلاله أيضاً عن سر مهم جداً لعملية للمقاومة في لبنان لإثبات المعطيات التي سيعرضها. وإذ رحب بالجهد السوري السعودي للحفاظ على الاستقرار في لبنان أعلن السيد نصر الله التزام حزب الله بالتهدئة مؤجلاً الكشف عن معطيات حسية حول التحقيق الدولي والمحكمة الدولية حتى اشعار آخر.
 
السيد نصر الله اكد أن المقاومة هي التي فرضت على العدو الصهيوني إيقاف الحرب في تموز 2006، وأشار السيد نصر الله إلى أن العدو الصهيوني راهن على أن الشعب سييأس من المقاومة وفشل، وأعلن الأمين العام أن المقاومة ستعتمد سياسة الغموض البناء بما خص معادلة الجو في أي حرب مقبلة.

  وهنا نص كلمة السيد نصرالله كاملة:


 
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

الأخوة والأخوات, السيدات والسادة السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته
أرحب بكم جميعا  وأنتم المقاومة وأنتم أهل المقاومة وأنتم أهل الدار

يهمني في البداية أن أرحب بضيوف كرام من خارج البلد، وفد شباب المؤتمر العام للأحزاب العربية المكوّن من 200 شاب وشابة من ستين حزباً عربياً و13 دولة عربية, أهلاً وسهلاً بكم في أرض المقاومة والانتصار والعزة والكرامة.

نحتفل اليوم بالذكرى الرابعة للانتصار الكبير الذي حققه لبنان بمقاومته وجيشه وشعبه على أقوى جيش إرهابي عدواني في منطقة الشرق الأوسط فيما عُرف بعدوان تموز أو حرب الوعد الصادق أو حرب لبنان الثانية على اختلاف الجهات.

أنا كنت أود أن أبدأ بكلمتي هذه الليلة ابتداءً من الحرب, حرب تموز وما جرى فيها, ولكن ما حصل اليوم في أرض البطولة والصمود والفداء والوفاء والتضحية على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة على حدود بلدة العديسة, المواجهة البطولية التي خاضها ضباط وجنود جيشنا الوطني اللبناني تفرض صياغة مختلفة للخطاب، وتفرض نفسها علينا كبداية, لذلك كما عوّدتكم لدي ثلاثة عناوين, العنوان الأول هو عنوان العدوان المستمر, مصاديق هذا العدوان المستمر والمسؤولية تجاهه, المسؤولية الوطنية, مسؤولية الدولة ، المقاومة, الشعب.

العنوان الثاني الذي هو على درجة عالية من الحساسية هو موضوع ملف اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والمحكمة الدولية وفي هذا السياق الزيارات العربية والقمم التي عقدت في لبنان.

العنوان الثالث هو عنوان حرب تموز والمعادلات القائمة ومسؤوليتنا في المرحلة الحاضرة والمقبلة.


نبدأ من العنوان الأول: العدوان المستمر، في الحقيقة العدوان الإسرائيلي على لبنان لم يتوقف، توقفت الحرب العسكرية والعمليات العسكرية الهجومية العامة,  لكن هناك أشكال متعددة للحرب الإسرائيلية على لبنان, على سيادته وأرضه وشعبه وأمنه واستقراره ودمائه وأهله وأطفاله ما زالت قائمة. المصداق الأول: الخروقات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية , في إحصاء منذ 14 آب 2006 إلى اليوم ما يزيد على 7 آلاف خرق إسرائيلي للقرار 1701.

طبعاً، العالم لم يحرّك ساكناً ومجلس الأمن الدولي لا يقوم بشيء لكي يحترم قراره، دائما عندما كان الناس يطالبوننا باحترام القرارات الدولية كنا نقول لهم حسناً فلتنزل في البيان الوزاري لكن ليحترموا أولا قراراتهم , فليحترم مجلس الأمن القرارات التي يتخذها, لم يحرّك أحد ساكناً تجاه الخروقات الجوية في السماء في البحر وفي الأرض, اجتياز الحدود والدخول إلى الأرض اللبنانية واعتقال مواطنين لبنانيين، هذا قائم.

الذي شهدناه اليوم هو أحد مصاديق وأشكال هذا العدوان والتجاوز، طبعاً قامت قوة من الجيش اللبناني المتواجدة هناك بواجبها ورغم تواضع إمكانياتها المادية واجهت الاعتداء وقدّمت شهداء وجرحى من جنودها ومقاتليها، كما سقط شهيد من الصحافة اللبنانية، وليس غريباً على الصحافة اللبنانية أن يسقط منها شهداء وجرحى مدنيون، وتصرفت قيادة الجيش وضباطه وجنوده بشجاعة وثبات.

من جهة المقاومة، أتكلم قليلاً عن جهة المقاومة اليوم, لأنه بطبيعة الحال لم يكن الحدث صغيراً وأعتقد أن ناسنا وأحباءنا وحتى نحن لا بد من أن نسأل أنفسنا كيف تصرفنا اليوم, وكيف سنتصرف فيما بعد.

منذ اللحظة الأولى لحصول مواجهة في منطقة المواجهة استنفرت المقاومة، وكانت في أعلى جهوزية لها وبدرجة عالية جداً من الانضباط ومواكبة تفصيلية لكل الأحداث. كنا على تواصل مع أخواننا ومع قيادة المقاومة في الجنوب وقلنا لهم أن يمسكوا أنفسهم وأن لا يفعلوا شيئاً وأن ينتظروا الأوامر. كانت الحكمة والمصلحة والوفاء أن تضع المقاومة نفسها في تصرّف الجيش الذي كان يتولى المواجهة المباشرة. قام الحزب بالاتصال بقائد الجيش اللبناني وأبلغه بأننا جاهزون ومستنفرون ونحن موجودون وعلى السمع وأننا معكم وقربهم وسند لكم وظهير لكم وفي تصرفهم، كل ما تطلبه قيادة الجيش مركزياً أو القوة الميدانية في الجنوب فشبابنا ومقاومونا وإمكاناتنا كانت في التصرف. وكذلك اتصلنا بفخامة رئيس الجمهورية, بدولة رئيس مجلس النواب, بدولة رئيس مجلس الوزراء ووضعناهم بنفس الجو وأبلغناهم أننا لن نبادر إلى أي تحرك، إلى أي عمل، رغم الألم مما كنا نشاهد, المقاومة ستتصرف بانضباط ولكن هي جاهزة وبتصرف قيادة الجيش.

لا شك أن الساعات الماضية كانت حساسة جداً وكانت تتطلب تصرفاً هادئاً ومتأنّياً ومسؤولاً من الجميع، في كل الأحوال كانت الرسالة اللبنانية المضمّخة بالدماء واضحة جداً للعدو الإسرائيلي.

لبنان كله لن يتسامح بأي تجاوز أو اعتداء على أي شبر من أرضه المقدسة وسيواجه بكل شجاعة، وأن لبنان لا يخشى منكم انتم الذين تهدّدون وتهوّلون بالحرب، ولا يخاف من مواجهتكم, وأن جيشه يتصدى لكم وهو في العراء، وهذا مما يحزن, فدبابات الجيش اللبناني فوق الأرض ونقاطه فوق الأرض وكذلك مواقعه, حتى فرصة تحصينات لم تحصل, وهذا يلزمه حل ومن مسؤولية الدولة, حتى هم قاعدون في تحصيناتهم ودشمهم وجيشنا كان في العراء, لكن هذا الجيش الموجود في العراء قاتل ببسالة وبشجاعة، والملفت أن من وقاحة العدو أن حمّل الجيش مسؤولية ما حصل وحمّل الحكومة اللبنانية المسؤولية وأكثر من ذلك عبّر عن دهشته لمواجهة الجيش له, وهو ماذا يعتقد؟ هذا الجيش من أين وهذه القيادة من أين، هؤلاء الضباط والرتباء والجنود هل هم مرتزقة جاءوا من الخارج؟ هؤلاء أبناء البلد وأهل البلد ورجال البلد وعمدة البلد. والرسالة أيضاً كانت أن مقاومته جاهزة ومتكاملة مع هذا الجيش والرسالة الهامة جداً أن شعبه وأهله في العديسة وكفركلا وكل البلدات الأمامية ثابت راسخ في أرضه وبلداته لا يخاف ولا يصاب بالهلع كمستوطنيهم الجبناء. اليوم تعمّدت بالدم من جديد معادلة الجيش والشعب والمقاومة، تعمدت بالدم, بالرجولة, بالثبات, كما كرّستها حرب تموز تماماً وكما أكدتها الإنجازات والانتصارات الكبرى في حرب تموز.

نحيي بطولات الجيش ونبارك له في عيده الوطني في الأول من آب، ونحيي قائده الشجاع وضباطه ورتباءه وجنوده الشجعان، لكن نحن في المقاومة لا يكفي أن نتوجه إلى الجيش الذي عمّد اليوم موقعه بالدم بالتحية، أنتم تعرفونني أنني أتكلم بصراحة، الأمور كما هي، وأحياناً قد تكون مناسبة وقد لا تكون مناسبة، اليوم نحن نتابع هناك شهداء وهناك موقع للجيش قُصف وهناك مواقع قُصفت بالدبابات ولم أتأكد من موضوع قصفها بالمروحيات، هناك شهداء للجيش وهناك شهداء من المدنيين وهناك جرحى من المدنيين وشباب المقاومة كانوا موجودين في العديسة وفي كفركلا وفي المحيط، وكان مطلوب منهم الانضباط لأننا وضعنا أنفسنا بالتصرف، هناك كثير من الناس سيقولون: عجيب لماذا حزب الله كان طويل البال اليوم، أنا لا أعرف أننا كنا كذلك بالعادة أم لا، أنا لا أعرف ما هو تقييم الناس لهذا الموضوع، أنا سأتكلم إليكم بصراحة أن ما هي الحسبة، إن الحسبة أولاً أن هناك وطناً وأن الجيش هو الذي يدير المعركة، وليس معلوماً ما هو حدود التطور، وإذا تطورت الأمور كيف سيأخذ الجيش الأمور في هذا الإتجاه، هذا واحد.

إثنين: الحسبة السياسية العامة، وثالثاً: هنا أحب أن أكون صريحاً لأنه للأسف الشديد هناك أُناس سيئو النية، فيمكن أن يخرج أحد غداً ليقول إن المقاومة دخلت لتزايد على الجيش، الجيش لا يحتاج لمن يحميه ولا يحتاج لمن يساعده ولا يحتاج لمن يُعينه، وكأن الجيش الإسرائيلي هو جيش عادي ولا يملك إمكانات ضخمة وأن الجيش والمقاومة والشعب في لبنان إذا شدّوا أنفسهم على بعضهم يستطيعون إسقاط أهداف العدوان لكن ستكون مواجهة قاسية، على كل حال فنحن واقعيون، وهناك أُناس آخرون سييقولون إن حزب الله ينتظر فرصة، لأنهم يفترضون أننا مهزومون، ونحن لسنا مهزومين لكنهم يتخيلون ذلك، أي أن حزب الله يريد أن يدخل على الخط ليفجر الوضع من أجل المحكمة الدولية والقرار الظني، وهناك أُناس يذهبون أبعد من ذلك، الرئيس بشار الأسد يقول إن احتمالات الحرب تزداد والرئيس أحمدي نجاد يتكلم عن احتمالات حرب في المنطقة، طبعاً ما هي المعطيات وما هي التحليلات  فهذا نقاش آخر، حزب الله في محور إيراني سوري، خاضع للإرادة الإيرانية السورية ويريد أن يُترجم أقوال الرؤساء، ويمكن أن يذهب أحد أبعد من ذلك ليقول أن هذا رد إيراني على قرار العقوبات في مجلس الأمن.

طبعاً هناك أُناس من هذه النوعية الذين أُسميهم "سيئو النيّة". طبعاً هذا فكر تافه، ومع ذلك للأسف الشديد أنا أعترف لكم أنني واحد من الناس اليوم كنت مضغوطاً أيضاً بهذا الاعتبار، لذلك لم نقف لنتفرج، فنحن جاهزون ووضعنا أنفسنا في التصرف وكنا مستعدين للقتال والدفاع، ولكن انتهت، الحمد الله، المسألة عند هذا الحد، لكنّ كل واحد منا من شباب المقاومة ومن رجال المقاومة ومن قيادة المقاومة ألا يشعر أن هنا يوجد علامة استفهام وهنا يوجد نقص ما وهنا يوجد شيء خارج السياق العام لدينا؟ أكيد لذلك أنا الآن أريد أن أتكلم كلاماً آخر وأتمنى على السياسيين كلهم والسياديين كلهم والشرعيين كلهم واللبنانيين كلهم والعرب كلهم والعالم كلهم أن يعذرونا لأننا لا يمكن أن نخرج لا من قيمنا ولا من كرم أخلاقنا ولا من مسؤوليتنا ولا من التزامنا، هذه المرة هناك شباب استطاعوا أن يقفوا ويتفرجوا ويلتزموا بالقرار، لكن بالنسبة لنا ضباط وجنود الجيش اللبناني بالمعنى الإنساني هم إخواننا وأبناؤنا وآباؤنا وأحباؤنا وأعزاؤنا وبالمعنى الوطني هم رمز كرامة كل اللبنانيين وشرف وعزة كل اللبنانيين، هل يمكن للبناني يملك القدرة بأن يقف إلى جانب الجيش ليقاتل معه وليدافع معه عندما يجده يتعرض للقصف المدفعي أو للقصف من سلاح الجو الإسرائيلي أن يقف متفرجاً بعد الآن؟

أنا أقول لكم بصراحة: في أي مكان سيعتدى فيه على الجيش من قبل العدو الصهيوني ويكون فيه تواجد للمقاومة أو يد المقاومة تصل إليه فإن المقاومة لن تقف ساكتة ولا صامتة ولا منضبطة، اليد الإسرائيلية التي ستمتد إلى الجيش اللبناني ستقطعها المقاومة، لا أحد يخرج غداً ليقول: السيد يتفرد أو أن حزب الله يتفرد بقرار الحرب والسلم، هذا ليس قرار الحرب والسلم، عندما تُقطّع أجساد جنود الجيش اللبناني أشلاء في العديسة، هذا ليس قرار الحرب والسلم، هذا دفاع، هذا قرار بالدفاع الشريف، هذا قرار يأخذه كل شريف في هذا البلد وينتقده كل متخاذل في هذا البلد، فليعمل كل العالم حساباته هكذا، الجيش يحمي المقاومة وللمقاومة شرف أن يحميها الجيش والمقاومة تحمي الجيش والشعب يحمي المقاومة والجيش معاً، هذه هي المعادلة الوحيدة التي تحمي لبنان وتحفظ كرامة لبنان.

هذا أولاً، المصداق الثاني للعدوان المستمر القنابل العنقودية المنتشرة في الجنوب والتي هي أمام مشهد العالم كله، طبعاً اليونيفيل تكتب تقريراً والتقرير يوصل والإعلام ينقل، هذا القتل الدائم والمستمر منذ أربعة أعوام إلى الآن فلدينا في الجنوب من الناس ثلاثمئة وستة جرحى وكثير من هؤلاء الجرحى قُطعت أيديهم وأرجلهم وأُصيبوا بإعاقة كاملة، وأربعة وأربعون شهيداً من رجال ونساء وأطفال، وهذا العدد ليس صغيراً وهذا بالعدوان القائم، طبعاً الجيش اللبناني وبعض الجمعيات الأهلية وبعض الدول  تقدم المساعدة، أنا في العام الماضي في الإنتخابات وعدت أننا بدأنا بالعمل، بالفعل المقاومة من خلال مجاهديها أو من خلال واحدة من الجمعيات الأهلية بإسم أجيال السلام أزالت ما يُقارب إثنين وخمسين ألف قنبلة عنقودية ولغم وسقط لنا شهداء، ومجموع ما نزعه الجيش اللبناني والجمعيات الأهلية والفرق والشركات المشاركة حتى الآن مئتا ألف قنبلة عنقودية، يعني نحن وهم يطلع مئتي ألف، طيب بحسب تقديرات المكتب الوطني التابع للجيش اللبناني حتى الآن يوجد مليون قنبلة عنقودية، أي أن شغل أربع سنين ليل نهار وشهداء وتضحيات من أجل مئتي ألف ولا زال هناك مليون وهذه كم من الوقت تحتاج لإزالتها وكم من الشهداء يجب أن يسقط؟

على كل حال هذا الموضوع بحاجة إلى المزيد من الجهد ولكن أيضاً بحاجة إلى المزيد من الضغط السياسي والدبلوماسي من قبل الحكومة اللبنانية والاهتمام الإعلامي اللبناني والعربي والعالمي بالجرائم التي تتكرر في لبنان من خلال القنابل العنقودية التي تركها العدو والسعي لمحاسبة وملاحقة إسرائيل قضائياً، وهي التي دائماً تفلت من العقاب.

ثالثاً من عناوين العدوان المستمر، موضوع الجواسيس والعملاء والعمل الإسرائيلي المتواصل لاختراق كل شيء في لبنان من مؤسسات عسكرية (واليوم هناك كلام عن عقيد) وأمنية وسياسية إلى مؤسسات خاصة إلى قوى سياسية إلى مجتمع أهلي، كل القطاعات ولكن أخطر هذه القطاعات على الإطلاق هو قطاع الاتصالات، لماذاً؟ لأن هدف هؤلاء الجواسيس هو جمع المعلومات وأفضل وسيلة وأقوى وسيلة لجمع المعلومات هي الاتصالات، ولذلك يجب أن نتوقع أن حجم الاختراق الإسرائيلي في قطاع الاتصالات وشركات الاتصالات أكبر وأضخم مما تبين حتى الآن، وهذا الاختراق لن يوفر فقط للإسرائيليين سيطرة معلوماتية بل قدرة فائقة على التحكم، وهذا ما على الفنيين أن يقوموا بشرحه للناس لينتبهوا ويحتاطوا.

إذاً لبنان أمام عدوان أمني كبير ومتواصل ويومي، ولكنه أيضاً أمام إنجاز أمني كبير ومتواصل، ماذا يعني أن يتم إكتشاف ما يزيد على مائة جاسوس خلال أقل من عامين؟ وبعضهم لديهم مواقع مهمة وخطيرة وبعضهم عملاء قدامى يعني عُتاق بالخدمة، وللأسف الشديد بعضهم من الشخصيات المحترمة في المجتمع، طيب في أي حرب جواسيس في العالم أن هؤلاء يكتشفون ستة وهؤلاء يكتشفون ستة وهؤلاء يكتشفون عشرة وهؤلاء يكتشفون عشرة، الذين ظهروا إلى الآن والذين انكشفوا مائة غير الذين هربوا، فكم هناك ما زال يوجد من جواسيس في هذا البلد؟

لا شك بأن كشف هؤلاء العملاء والجواسيس شكّل ضربة نوعية للعدو ولعيون العدو، وهنا يجب التأكيد على مواصلة العمل ومن دون تباطؤ من قبل كل الأجهزة الأمنية، والمقاومة كانت وما زالت وستبقى في خدمة الأجهزة الأمنية، مواصلة العمل على كل القطاعات وكل الشرائح وخصوصاً قطاع الاتصالات، أولاً مواصلة العمل لكشف المزيد من الجواسيس وعدم التسامح لأي اعتبار، طائفي، مذهبي، ستة وستة مكرر، سياسي، لا حسابات أبداً، هذا الأمر لا يجوز أن يخضع لأي حسابات من أي نوع، السكوت على عميل ليومٍ واحد في المكان المتواجد فيه أو لشهر أو لسنة هو خطيئة كبرى لأنه في المدة التي نسمح له بالبقاء قد يُقدم الكثير من المعلومات الخطيرة للعدو التي تُساعده على إلحاق الضرر باللبنانيين، قتل اللبنانيين، تدمير مؤسسات اللبنانيين، وبالتالي ليس هناك أي اعتبار يجوز التوقف عنده من السكوت عن بقاء عميل خارج الكشف أو خارج الاعتقال، وأيضاً كُنا نُطالب بإصدار أحكام إعدام، الحمد لله صدرت بعض أحكام الإعدام، اليوم نُطالب باسمكم جميعاً أنا أُطالب بالإسراع بتنفيذ أحكام الإعدام، أن لا ننتظر وقتاً طويلاً لأننا في معركة حقيقية وخصوصاً أولئك الجواسيس المجرمين الذين شاركوا في حرب تموز وقدموا معلومات للعدو أدت إلى قصف مباني ومجمعات وارتكبت فيها مجازر من قبل هذا العدو، هؤلاء لا يجوز أن يبقوا على قيد الحياة أبداً، هذا العمل المتواصل في السياق الأمني كما قلت سابقاً لكل من يريد أن يُبعد الحرب عن لبنان، لكل من يريد أن يُلغي الحرب على لبنان أن يُواصل العمل الأمني في كشف الجواسيس لأن العدو الإسرائيلي بدون معلومات هو فيلٌ أعمى لا يستطيع أن يُحقق أي شيءٍ من أهدافه.

من عناوين العدوان المستمر الاحتلال المتواصل لبقية أرضنا المحتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من بلدة الغجر، أجدد الدعوة إلى وضع إستراتيجية تحرير، هنا في لبنان يتحدثون عن إستراتيجية دفاع، حسناً، ماذا نعمل لتحرير البقية المتبقية من أرضنا المحتلة التي أجمعنا على أنها جزء من بقية الأرض اللبنانية المحتلة. أخلص من هذا العنوان للقول إن الدولة بالدرجة الأولى هي المسؤولة ونحن نعترف بذلك ونسلّم بذلك، ودائما كنا نقول في أي مساحة معينة في مواجهة العدوان أننا كنا نتصدى لأن الدولة كانت منكفئة أو لم تكن قادرة أو لم تكن مصممة، الدولة بالدرجة الأولى كلها معنية ومعها اللبنانيون في أن يكون لدينا رؤية وطنية وإستراتيجية وطنية واضحة لمواجهة العدوان، لتحرير بقية الأرض ولحماية لبنان أمام كل التهديدات والأخطار الصهيونية والإسرائيلية، ونحن قادرون على أن يكون لنا أفضل إستراتيجية تحرير وأفضل إستراتيجية دفاع، ونملك كلبنانيين أيضاً وأيضاً جيشاً وشعباً ومقاومة أعظم تجربة معاصرة استطاعت أن تصنع انتصارات تاريخية. من هنا أنتقل إلى العنوان الثاني:

أنا كنت أقول قبل قليل إن لبنان يواجه عدواناً إسرائيلياً يومياً ومستمراً وبأشكال مختلفة. أحد هذه الأشكال أيضا (شهدناه اليوم)، ومنه أدخل إلى العنوان الثاني وهو ما كنا نعمل به منذ سنوات، ولكن في الأسابيع القليلة الماضية كلنا استمعنا إلى الجنرال أشكينازي يتحدث عن قرب صدور (حتى وهو حدد يعني من قبل صدور) قرار ظني باغتيال الرئيس الحريري يتهم حزب الله، وأنتم تعرفون أن أشكينازي (ما على علمي صحفي يعني يكتب في جريدة أو مجلة وانما) هو رئيس أركان أهم جيش في المنطقة ودولة يعتبرها العالم دولة متحضرة وديمقراطية وواحة الديمقراطية في الشرق الأوسط، (يتحدث عن) المحكمة الدولية التي لا ترد على الصحفيين وهذا (اشكينازي) ليس صحفياً إذن.

الليلة هناك مناخ يجب أن نأخذه بالاعتبار، وكلنا تابعنا الإعلام الإسرائيلي يتحدث عن تفاصيل وتوقعات وأسماء وتكهنات، وأهم ما يضج به الإعلام الإسرائيلي هو الرهانات، إسرائيل تتحدث بأمل كبير، وبسعادة عارمة عما تفترضه أن لبنان متجه إليه، وعينها في لبنان بالدرجة الأولى على المقاومة،  يحكون عن الانفجار الكبير ويحكون عن الفتنة ويحكون عن تمزّق لبنان ويحكون عن عزلة المقاومة ومأزق المقاومة (يعني معيّدين الجماعة).

نحن دقّينا كما يقال ناقوس الخطر قبل أسابيع ورفعنا الصوت عالياً لنلفت اللبنانيين وجميع أصدقاء لبنان والحريصين عليه إلى خطورة ما يُعدّ وما يحضّر للبنان وللمقاومة وللمنطقة أيضا من هذا الباب، لا شك أن طرح قضية بهذا الحجم وبهذه الحساسية أثار سجالات في البلد (وهذا) طبيعي ولكنه سلط الأضواء على مخاطر شديدة، الأمر لم يقتصر علينا، هناك قيادات وطنية مهمة وكبيرة في البلد وشخصيات وطنية على امتداد الساحة اللبنانية أثارت هذه المخاوف أيضاً، والكل يعيش هذا المناخ، لكن القليل كان يتحدث به في وسائل الإعلام، أما المجالس والصالونات فكانت مليئة بهذا النوع من الأحاديث، وجاءت الزيارة المشتركة للملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس بشار الأسد إلى لبنان والتي رحبنا بها ونرحب بها ونعبّر عن سعادتنا لكل تقارب عربي وخصوصا سعودي سوري (هذه معادلة الرئيس نبيه بري س – س) لأن بركات التقارب العربي وتقارب س- س أول ما تطال لبنان، ولأن التباعد العربي والتخاصم العربي أول ما يتظهّر في لبنان، طبعاً في الأيام القليلة الماضية كانت أيضاً هناك زيارة كريمة لأمير قطر.. وخصوصاً للقرى الصامدة في جنوب لبنان، في بنت جبيل والخيام ودير ميماس ومرّ في القرى جميعها هناك وعبّر الناس بصدق وبوفاء وبإخلاص عن شكرهم لمن يقف إلى جانبهم ويساعدهم في إعمار ما هدمته الحرب ويتضامن معهم في الموقف السياسي كما أن لبنان يترقب زيارة رئيس الجمهورية الإسلامية في إيران الدكتور أحمدي نجاد في عيد الفطر، نحن نرحب بكل الزوار الكبار الذي يأتون إلى بلدنا، بلد الضيافة وبلد الكرامة ، بلد الكرم في كل شيء.

كانت القمة الثلاثية بعد الزيارة المشتركة اللبنانية السورية السعودية والتي كان همها الأساسي حماية لبنان من كل ما يُعدّ له، ما فهمناه أن هناك جهداً عربياً سيبذل لمصلحة حماية لبنان وقطع الطريق على كل الأحلام الإسرائيلية وأن علينا جميعاً أن نتعاون وأن نهدئ الأمور ريثما تتبين نتيجة هذه الجهود فيبنى على الشيء مقتضاه. نحن نرحب بهذا الجهد العربي ونرحب بهذه الدعوة ونؤكد أننا جميعاً نريد الحقيقة ونرفض التزوير والتزييف والتسييس وأننا جميعا نريد العدالة التي كما هي حق شخصي وعائلي لعائلة الرئيس الشهيد هي حق عام وحق وطني لكل اللبنانيين، ونحن جميعاً نريد الحفاظ على بلدنا وعلى وحدته الوطنية وعلى سلمه الأهلي، ولأننا نريد الحقيقة والعدالة والحفاظ على بلدنا كانت صرختنا قبل أسابيع، أنا كنت وعدتكم بمؤتمر صحفي قبل بداية شهر رمضان المبارك وسأعقده إن شاء الله في يوم الإثنين 9 آب المقبل، في الأساس المؤتمر الصحفي الذي كنا نحن جهزناه فيه قسمان مهمان وكبيران، حتى أننا كان لدينا إشكالية الوقت وكم يتحمل المؤتمر الصحفي من الوقت.. على كل حال الخير فيما وقع.

القسم الأول: هو الذي سأشرحه بعد قليل ويرتبط باتهام العدو الإسرائيلي لنا باغتيال الرئيس الحريري، وفي المقابل أنا سأتحدث، ليس عن فرضية وإنما عن اتهام منا لإسرائيل باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري على ضوء مؤشرات ومعطيات، هذا قسم. القسم الثاني: والذي كنت سأتحدث فيه عن تقييمنا وفهمنا بناء للمعطيات الحسيّة ، تقييمنا للجنة التحقيق الدولية ، تقييمنا للمحكمة الدولية ، تقييمنا لطريقة العمل على القرار الظني ، هذا الملف كله كان قسماً آخر.

الآن البعض يعتبر أن الحديث عن المحكمة الدولية والتحقيق والقرار الظني يوتّر البلد، والمطلوب في المرحلة الحالية التهدئة وتهدئة البلد وإتاحة الفرصة أمام الجهد العربي، نؤجل القسم الثاني وهو جاهز ومعدّ حتى إشعار آخر: أسبوع اثنين شهر أو أكثر أو أقل والله اعلم.

نحن الآن نتابع ونواكب هذه القضية في هذا البعد وفي هذا الجانب.

أما بالقسم الأول الذي سأتكلم عنه نهار الاثنين أنا أحب أن أقول لكم شيئاً ، نحن خلال الأشهر القليلة الماضية بذلنا جهداً كبيراً جداً بعد أن توضحت طريقة التعاطي مع الأمور، طيب تعالوا نعمل بشكل جدي وبالنهاية نحن لدينا إمكانية ولدينا طاقة، عدنا إلى أرشيفنا ولدينا أرشيف ضخم بالصراع بين المقاومة وإسرائيل والحمد لله أن أغلب هذا الأرشيف سلم من القصف في حرب تموز، شكّلنا فريقاً مميزاً لمراجعة كل التفاصيل وعملوا لشهور وساعات طويلة وتوصلنا الى نتائج، وفي المؤتمر الصحفي يوم الاثنين 8.30 بـ 9 اب سأقدم أولا لكم جميعاً دليلاً حسياً على أن إسرائيل ومن خلال عملائها كانت تستغل الخصومة السياسية حتى في العام 1993، الخصوم السياسية التي كانت في ذلك الوقت بين حزب الله والرئيس الحريري لإيجاد قناعة لدى الرئيس الحريري وأصدقائه وبعض محيطه وأصدقائه في الداخل والخارج أن حزب الله يريد اغتياله، وأنا سأجلب لكم وثيقة سمعية بصرية بهذا الموضوع، وأيضا في المؤتمر الصحفي أنا سأخاطبكم وأخاطب الرأي العام، ليس على قاعدة مناشدة لجنة تحقيق هنا أو هناك بأن تعمل على الفرضية الإسرائيلية، وإنما اليوم في ذكرى انتصاركم في حرب تموز، وكل واحد منا يحق له أن يتهم، بالأمس كانوا يقول أنتم لا يحق لكم أن تتهموا، أحبائي انتم خلال أربع سنوات كنتم تتهمون، وبدون دليل وبدون حجج وبدون معطيات وبالتحليل السياسي وخرجتم تقولون اتهام سياسي! لا، أنا لدي معطيات ومؤشرات وشيء يساعد على هذا الصعيد، أنا اليوم أقول لكم نحن نتهم العدو الإسرائيلي باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري بـ 14 شباط 2005
 
وسأقدم في المؤتمر الصحافي ـ لأنه لا ينجح في الخطاب لأنه يحتاج لشاشة وتلفزيون ـ أفلاماً ووثائق ومعطيات ستفتح آفاقاً مهمة في التحقيق وفي الوصول إلى الحقيقة بالحد الأدنى، وبالتالي سأجيب على كل أولئك الذين قالوا لنا أنتم تتهمون إسرائيل فقدموا شيئاً، أيضاً هذه المعطيات سأعرضها عليكم بالوثائق والأرقام وسأضطر لأول مرة أن أكشف أحد الأسرار المهمة جداً لإحدى أهم العمليات النوعية في تاريخ المقاومة الإسلامية في لبنان لإثبات صدقية المعطيات التي سأعرضها عليكم، طبعا بعد هذا المؤتمر الصحافي فإن الحكومة اللبنانية التي هي معنية لا تستطيع أن تقول إنها غير معنية بمعرفة الحقيقة والعدالة وهذا الموضوع أصبح عند المحكمة الدولية، لا، إذا وجدت أن هذا يساعد فتكلف جهة أي جهة تكلّفها الحكومة اللبنانية، أمنية أو قضائية أو مشتركة، نحن حاضرون لتقديم المعطيات والوثائق والنسخ الأصلية وما يريدون ونتعاون في سلوك هذا الطريق.

وطبعا إذا بُذل جهد جدي في هذا الإتجاه وتعاونّا في هذا الاتجاه ليس فقط سننقذ لبنان والمنطقة من فتنة عمياء طخياء يريدها العدو الإسرائيلي لنا جميعا وانما سنتمكن من كشف القاتل الحقيقي وإجراء العدالة بأيدينا كلبنانيين إن شاء الله.

في هذا السياق في العنوان الثاني قبل أن انتهي إلى العنوان الثالث أيضاً يجب أن أضيف وأؤكد وهذا ليس له علاقة لا بالمحكمة الدولية ولا بالتحقيق الدولي ولا فيه إساءة لأحد، يا أخي المحكمة الدولية تقول إنها ليست ذات اختصاص بشهود الزور، نقبل أو لا نقبل هذا بحث آخر.

نحن اللبنانيين بات لدينا أكثر من صوت وأنا أعود وأدعو إلى تشكيل لجنة لبنانية قضائية نيابية وزارية، ما تريدون، لا نريد أن نحاسب أحداً ولا نودّ محاكمة أحد ولن نقصّ رأس أحد، فلتأتِ بشهود الزور وتعرف من صنعهم ومن فبركهم، عسى أن يساعد هذا في الإمساك بطرف خيط أو شيء يمكن أن يوصل إلى الحقيقة. هذا ما المشكلة فيه، ونقوم به كلبنانيين بمعزل عن المحكمة الدولية والمدعي العام، نقبلهم أو لا نقبلهم، نحترمهم أو لا نحترمهم، "نتزاعل مع بعضنا" على تقييمهم هذا بحث ثانٍ.

 هي تعمل عملها ونحن كلبنانيين كلنا تضررنا من شهود الزور، ألا يحق لنا كمواطنين لبنانيين أن نطالب حكومتنا العزيزة بأن تشكل لجنة بأي شكل من الأشكال لتفتح هذا الأمر على كل ما يمكن أن يساهم في معرفة الحقيقة وإقامة العدالة وحماية لبنان وحماية المقاومة وحماية السلم الأهلي؟ أنا أقول لكم في هذه الليلة: ستجدون حزب الله في طليعة الساعين والملتزمين والعاملين ان شاء الله.

العنوان الثالث: عنوان الحرب، ومفترض أنّ ما قلته وما سأقوله في الموضوع الإسرائيلي لا يزعج أحداً إلا  إذا أراد أن يخرج ويدافع عن إسرائيل، هذا بحث آخر وهذا شأنه.

في موضوع الحرب والمعادلات القائمة والوضع الحالي، كلنا بات يعرف أيها الأخوة والأخوات أهداف الحرب في تموز. كان الهدف الرئيسي المباشر سحق المقاومة، طبعاً سحق المقاومة جزء من مشروع أو جزء من خطوات كان المطلوب أن ترسم معالم الشرق الأوسط الجديد كما سمته كوندوليزا رايس. هذا حلقة من الحلقات، هناك حلقة لها علاقة بفلسطين، هناك حلقة لها علاقة بسورية، وحلقة لها علاقة بإيران، وهناك حلقات أنجزت لها علاقة بإفغانستان. نحن كنا واحدة من حلقات السلسلة حتى هذا التعبير لست أنا من يستخدمه.

في يوم من الأيام أحد القيادات السياسية اللبنانية "لن أقول اسمه حتى لا أحرجه لأننا عندما نتحدث بالاسماء نحرج الناس" أرسل لي في الأيام الأولى للحرب (وهو جداً محب وهو يعرف أننا نحبه كثيراً) وقال: الموضوع كبير جداً، انتبهوا لأنني اتصلت بفلان القيادي المهم في إحدى الدول العربية المهمة وطلبت منه أن تتدخل حكومته لوقف الحرب على لبنان فقال لي لا تتعب نفسك، هناك قرار دولي كبير جداً جداً بسحق حزب الله، استخدم هذا التعبير: بسحق حزب الله. الموضوع ليس موضوع اسيرين ولا موضوع سلاح، الموضوع هناك قرار دولي كبير بالسحق، كلنا نتذكر كيف ان العالم كله ساند العدوان وأدان المقاومة الا القليل من الصادقين في هذا العالم نتذكر اجتماع الدول الكبرى السبع الثماني حيث أصدروا بياناً "هل لبنان والمقاومة بهذا الحجم بحيث أن الدول الكبرى في العالم تضع بندا وتدين المقاومة وتغطي العدوان الاسرائيلي على المقاومة؟".

أحد المسؤولين العرب (لن نذكر اسمه، ربما هو لا يمانع لكن احتياطاً) في الوفد العربي الذي ذهب إلى مجلس الأمن الدولي الى نيويورك. في منتصف الحرب تقريباً سافر وفد عربي من الجامعة العربية إلى مجلس الأمن في مسعى عربي لوقف الحرب. ويقول لي عندما وصلنا إلى مبنى مجلس الأمن في نيورك استقبلنا الصديق والعزيز جان بولتون قال لي ماذا أتيتم تعملون هنا، قلت له أتينا لنرى إذا كان بإمكاننا أن وقف الحرب، فقال أنتم تهدرون وقتكم، الدنيا صيف فاذهبوا إلى مكان للإستجمام. هذه الحرب ـ وهذا كلام بولتون للمسؤولين العرب ـ لن تتوقف الا في حالتين: الحالة الأولى عندما تسحق المقاومة والحالة الثانية عندما يعلن حزب الله استسلامه ويسلّم سلاحه، وبغير ذلك لن تتوقف هذه الحرب.

هذه هي طبيعة الحرب التي صمدنا فيها جميعاً وانتصرنا فيها جميعاً، هذه كانت الحرب. هنا تأتي الحسابات الخاطئة ، وأعود وأقول للعدو: أنت تحسب خطأ، وما زلت تحسب خطأ وستعود تحسب غلط وستكتشف انك غلط بغلط.

في حرب تموز وعدوان تموز وكان العالم بأكثريته الساحقة مع العدو الإسرائيلي، ليس مثل الآن يقولون إنه يعاني من عزلة دولية ولديه مشكلة وبمعزل عن بعض المبالغات العربية.

في ذلك اليوم شن العدو حربه وأعطي الوقت. تذكرون البروفيسور ناعوم تشومسكي الذي يحب لبنان ويزوره دائما، هو يقول: كل الحروب الإسرائيلية على لبنان كانت قراراً إسرائيلياً وبموافقة أمريكية إلا حرب تموز فقد كانت بقرار أمريكي وتنفيذ إسرائيلي حتى يؤكد انها كانت جزءاً من مشروع كبير، القصة ليست قصة اسيرين، واليوم القصة ليست قصة شجرة عديسة كان يمكن أن تشعل حرباً، اتركوهم يقطعوا هذه الشجرة ستشعلون حرباً من أجل شجرة. أليس هكذا يتحدث بعض الناس الذين يحبون تبسيط الأمور.

في تلك الحرب كانت هناك حسابات كبيرة ورهانات كبيرة، انتظروا انهيار المقاومة وتقطع أوصالها وفرار مقاتليها من جبهات القتال، فوجدوهم كجبال لبنان الشامخة العاتية على العاتي والمستعلية على المستعلي، وسيبقون كذلك.

انتظروا تفكك الجيش اللبناني عبر قصف مواقعه وثكناته، فوجدوه بحق نموذجاً أعلى للشعار الذي يرفعه على رأسه، شرف وتضحية ووفاء، وسيبقى جيشنا كذلك.

راهنوا على المليون مهجر من الجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع الغربي وخصوصاً مناطق بعلبك – الهرمل والعديد من المناطق اللبنانية. راهنوا على المليون مهجر أن يصرخوا، أن يعترضوا، أن يحتجوا، أن ينزلوا إلى الشارع ويتظاهروا ليفرضوا على المقاومة أن تستسلم لشروط العدو فوجدوكم أشرف الناس وأكرم الناس وأطهر الناس وستبقون كذلك.

راهنوا على تخلي بقية المناطق اللبنانية وبقية الطوائف اللبنانية عن من ينتمي إلى هذه المقاومة ومهجريها من طائفة محددة.

راهنوا على أن يتخلى بقية اللبنانيين عن أهل المقاومة، فاتسعت لهم المساجد والكنائس والأديرة والبيوت والقلوب فكان لبنان على مثال المسيح(ع) ومحمد(ص) عليهما السلام.

انتظروا سقوط الإرادة السياسية فكان في لبنان في تلك المرحلة وما زال رجال كبار وقامات عالية راهنت على المقاومة وحمتها وساعدتها وساندتها بصدق في رهانها وانتصرت مع المقاومة.

لقد صمدنا جميعاً وانتصرنا جميعاً، وأنا أقول لكم اليوم: لقد فرضنا إرادتنا على العالم كله.

سأكمل لكم قصة الوفد العربي، يقول هذا المسؤول لي: في الاستقبال قال لنا بولتون لماذا أتيتم تضيعون وقتكم، الحرب لن تتوقف إلا إذا سحقت المقاومة أو استسلمت وسلمت سلاحها.

بعد عشرة أيام 13 يوم من وصولنا، كانت الأوضاع تتغير في جنوب لبنان، الصواريخ لا زالت تتساقط في فلسطين المحتلة، الدبابات تدمر في الحجير. بنت جبيل وعيناتا والقرى المحيطة بها قاتل فيها الحجر وقاتل فيها البشر.

إذا أردتم أن تعرفوا كم هو العقل الإسرائيلي صغير، فأحياناً تحس أنهم أولاد صغار، فالإسرائيلي يقوم مثلاً بمعركة طويلة عريضة في بنت جبيل من أجل ماذا؟ نكاية! أي كيف أن المقاومة في 25 أيار 2000 أقامت احتفالاً في بنت جبيل وخرج رجل لبناني وقال للناس "إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت" فيقوم (الإسرائيلي) بحرب ويغيّر مسار خطة ليطلع هناك ويقول "إسرائيل بيت الفولاذ"؟!  وعلى طريقة الشيخ راغب: فشروا، هم أوهن من بيت العنكبوت.

فيقول لي (المسؤول العربي) حصلت هذه التطورات والمفاوضات قائمة بين مجموعة الدول، وهناك اتصال مع المسؤولين اللبنانيين، بمعزل عن معاناة تلك المرحلة لأن هناك قرار تهدئة ونريد أن نهدئ البال، ففي ليلة من الليالي يأتي المندوب الإسرائيلي لأحد المسؤولين في الوفد العربي ويقول له: الليلة نريد أن نأخذ قراراً بوقف الحرب. فيجيبه: أنت تضحك علي  وتمزح معي، لأنهم خلال أيام عدة ما زالوا يضعون شروطاً ويكثرون منها وأنهم يريدون قوات متعددة جنسيات، ثم قبلوا لاحقاً بإرسال اليونيفيل، لكن لا يوقفون الحرب قبل أن يجهز 15 ألف يونيفيل  ويتسلمون، فقال له ماذا نفعل باليونيفيل 15 ألف. فأجابه ( المندوب الإسرائيلي) الـ 2000 الموجودين يكفون ولاحقاً يأتي الـ 15 ألف. فقال له أنت تتحدث جدياً. فأجابه، نعم، نريد أن نأخذ قراراً بوقف الحرب. يقول عدنا إلى الجلسة، على باب مدخل مكان الاجتماع أشاهد جون بولتون واقفاً بانتظاري فيأخذني بالأحضان وينتحي بي جانباً ويقول لي يا فلان نريد همتك، الليلة نريد أن نوقف الحرب. فقال له أنت جاد فيما تقول . فأجابه نعم. فقال له لماذا تريد أن توقف فلا المقاومة انسحقت ولا سلمت سلاحها. فأجابه، لا، لقد أبلغنا أصدقاؤنا الإسرائيليون أنهم باتوا عاجزين عن مواصلة الحرب، والاستمرار في الحرب سيتحول إلى كارثة كبيرة على إسرائيل.

من حق هذا المسؤول العربي أن يأتي ويربّحنا جميلة ويقول: نحن عملنا في مجلس الأمن.. قال لي جملة أنا أشكره عليها، قال لي: يا سيد في كل هذا العالم لا أحد يربحكم جميلة أن هو من أوقف الحرب عنكم، كل العالم كان يريد لهذه الحرب أن تستمر حتى يتم سحقكم، أنتم الذين أوقفتم الحرب، أنتم الذين فرضتم على العالم كله أن يوقف هذه الحرب. وهذا أنتم.

اليوم أريد أن أضيف للذي قلته في 25 أيار 2000 قلنا نحن اللبنانيين، طبعاً هناك أناس ساعدونا دعمونا الله يباركم فيهم، في سوريا في إيران في العالم لدينا أصدقاء، لكن لا يوجد مجتمع دولي ولا مجلس أمن دولي ولا أحد في هذا العالم يستطيع أن يربحنا "جميلة" ويقول نحن أعدنا إليكم أرضكم المحتلة أو أسراكم المعتقلين في السجون. دائماً كنا نقول نحن استعدنا أرضنا دون منة من أحد. الله له منة علينا، له الفضل دائماً، وليس لأحد آخر الفضل. شعبنا شهداؤنا جيشنا أرضنا تكاتفنا تعاوننا، هذه التضحيات الطويلة أعطت هذه النتيجة.

واليوم في ذكرى حرب تموز أحببت أن أقول لكم مستنداً إلى هذه الوقائع لأقول لكم عندما كان العالم يناصبكم العداء أنتم الذين فرضتم على إسرائيل أن توقف الحرب حتى لا تتحول إلى كارثة.
بناءً عليه، نحن صنعنا معادلة ردع حقيقية تحمي البلد وتحمي القضية ودائما في لبنان يحق لنا أن نكون قلقين، أنا لا أرجّح حصول حرب قريبة ولا أعرف المعطيات الأخرى، إذا تحدثنا عن الاحتمال فهذا الاحتمال قائم دائما لأنّ إسرائيل هذه ذات طبيعة عدوانية. لكن نعم، هناك شيء يدعو إلى القلق، عادة عندما يكون هناك شيء يطبخ لفلسطين وللقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني وللمقاومة الفلسطينية خلف الكواليس وفي الغرف السوداء عادة أصحاب الخبرة والتجربة يحق لهم القلق على لبنان، نعم هناك مكان للقلق. لكن إلى الحد الذي يطلع معنا أنّ الحرب على الأبواب فهذا غير بائن وهذا بحاجة إلى كثير من التأمل وكثير من النقاش. لكن نحن بمعزل عن أي تحليل مثلما كنّا نقول دائما طالما هذا العدو طبيعته عدوانية وأطماعه قائمة ومستمرة فهو أصلا لا يحتاج إلى حجّة، وعندما يريد صنع حرب فهو لن يكون محتاجا لا إلى أسيرين ولا إلى شجرة العديسة ولا إلى صاروخ يطلع (حيث) يبعث جماعته لقصفه على فلسطين المحتلة ولا إلى سفير في لندن يطلقون الرصاص عليه ويبقى حيّا، فهو لا يحتاج إلى حجج وذرائع.

لذلك مسؤوليتنا كلبنانيين عن بلدنا وشعبنا وكرامتنا وعزتنا مسؤوليتنا جميعا أن نكون محتاطين وحذرين وجاهزين لأنّه ما الذي يحمي البلد، مجلس الأمن الدولي ؟ (عندها) نعود إلى نفس السيمفونيّة : القرارات الدولية والاتفاقات الدولية والمعاهدات الدولية، هذا جوابه أصبح واضحا عند الشعب اللبناني وعند كل شعوب المنطقة وكل شعوب العالم.

تصوروا اليوم أنّ الإسرائيلي "قتلني وبكى سبقني واشتكى" طلع الحق على لبنان وسبقنا ورفع شكوى لمجلس الأمن، وإذا "ما لقينا حدا يحط فيتو"، يمكن أن يكون قرار مجلس الأمن بإدانة لبنان وهذا علينا توقعه، أمّا إدانة لإسرائيل فهذا مستحيل، ففي المجازر (التي ارتكبتها) لم تتم إدانتها فهل تتم إدانتها بحادثة العديسة والاعتداء على الجيش اللبناني؟!

منذ حرب تموز إلى اليوم تحاول المقاومة صنع معادلات للصراع والمعركة والمواجهة هدفها حماية البلد، في كل الخطب السابقة لم أكن أفتش عن "عنتريات ولا عن مانشيت"، وطرح المعادلات التي تحمي البلد جزء من مسؤوليتنا، أهمية هذه المعادلات التي نتحدث بها أنها تستند إلى وقائع، والإسرائيلي يعرف أنّ هذا الحديث صحيح وليس لأنّه يعتقد أنني صادق وهو يعتقد أنّي صادق، فهو عنده بشكل أو بآخر معطيات من كثرة العملاء والموضوع الفني ولأسباب متنوعة ومتعددة يقدر على تكوين فكرة أنّ هذا له أساس وهناك شيء منه، ولكن هل يقدر على الإحاطة بتفصيله؟ كلا لا يقدر، صعبة عليه، وعلينا أن نرى العملاء الذين يقدمون له خدمات. في حرب تموز ارتكب (الإسرائيلي) الكثير من الأخطاء التي لها علاقة بالمعلومات واكتشف لاحقا أنّ كثيراً من المعلومات التي بنى عليها حربه ومعطياته خاطئة.

في إحدى المرات تحدثنا عن أنّه إذا أتيتم إلى أرضنا سنقاتل، وتحدثنا عن موضوع الجبهة الداخلية عند العدو الإسرائيلي وتحدثنا عن موضوع الصواريخ وآخر مرة تحدثنا عن البحر، والآن الكل ينتظر فقد تحدثنا عن الأرض والبحر واليابسة فماذا بقي، بقي الجو، كلا ، هذا لا يمكننا أن نعمل فيه معادلة ولا يمكننا أن نعلن فيه عن معادلة. بموضوع الجو نكمل في سياسة الغموض البناء، لندع الإسرائيلي ضائعاً ويعتقد الذي يريد، يريد الاعتقاد أنّ لا دفاع جوي لدينا فليعتقد، وإذا أراد الاعتقاد أنّ لدينا دفاع جوي فليعتقد (...). هنا قوة المقاومة، هناك أمور نكشفها لحماية البلد، وهناك أمور لا يجب أن نكشفها بمعزل عن حقيقتها بغرض حماية البلد. يمكن أنّ هناك أمور إذا كشفناها نعرض البلد لمخاطر، إذا كانت موجودة أعود وأكرر...

في نهاية الكلمة أود أن تعطوا أنتم رسالة للعدو الإسرائيلي. اليوم أنتم وليس أنا.

في الآونة الأخيرة لاحظنا أنّ الإسرائيلي عاد يعمل على الشعب في لبنان وخصوصاً على جمهور المقاومة، وبدأ ينظّم حربا نفسية تستهدف الناس وإرادتهم، هذا طبيعي، هو يرد على استهدافنا لجبهته الداخلية ونحن نجحنا في استهداف جبهته الداخلية ونجحنا في إيجاد ـ وبناء على وقائع وحقائق وليس أوهام وأكاذيب وعنتريات ـ قلق حقيقي لدى المجتمع الإسرائيلي، والذي لا تستطيع حكومة العدو أن لا تأخذه قلقه بعين الاعتبار عندما تريد أن تشن حربا. بالمقابل هو يعمل حربا باتجاه جبهتنا الداخلية، باتجاه الناس، يريد أن يخيفكم ويريد أن ينشر الهلع بينكم، يتحدث عن قصف أهداف مدنية في الحرب المقبلة، يتحدث عن وجود صواريخ أو أسلحة بين المدنيين وطبعا في هذا أكاذيب، لماذا، (لأنّه) عندما قصف في حرب تموز مجمع الإمام الحسن في الضاحية في الرويس هل كان فيه صواريخ ومخازن وسلاح؟ مجزرة الشياح التي قضى فيها ما يزيد عن خمسين شهيدا هل كان هناك عسكر هناك أو إمكانات عسكرية؟ المجزرة التي ارتكبها في النبي شيث وفي علي النهري وفي قانا وفي صريفا وفي القاع، أكثر من مئة شخص قتلوا عمال لبنانيين وسوريين وفلسطينيين، ماذا كان يوجد صواريخ أو مخازن؟ هو لا يحتاج إلى ذريعة، أصلا سياسة الإسرائيلي واستراتيجيته استهداف المدنيين وقتلهم واستباحتهم للضغط على إرادة من يقاوم ومن يصمد ومن يواجه.

في هذه الليلة أوجه لكم سؤالا وأنتم ستعطون الجواب والمعادلة أنتم ستعطونها، بعد حرب تموز اعتقد الإسرائيلي أنّ الناس سيتخلون عن المقاومة وأن الناس تعبت من المقاومة، وهل يتعب الإنسان من الحفاظ على عزته وكرامته وجبينه المرفوع وماء وجهه، هو افترض هكذا. الرد الكبير لجمهور المقاومة ولشعب المقاومة في حرب تموز كان في الرابع عشر من آب عندما عادت قوافل الجنوبيين والبقاعيين وأهل الضاحية الجنوبية قوافل قوافل إلى بيوتهم وبلداتهم المدمرة والمملوءة بالقنابل العنقودية ولم يخافوا الموت ولا القتل ولا القصف ولا الغدر الإسرائيلي، أسألكم بعد كل هذه الإنتصارات هل يمكن أن تتخلوا عن المقاومة؟ رسالتنا هذه الليلة للعدو، ولكل من يحسب خطأ: إنّ أشرف الناس الذين قدّموا أشرف الشهداء لا يمكن أن يتخلوا عن طريق المقاومة .

أبارك لكم هذا الانتصار، لشهدائكم لجرحاكم لتضحياتكم لصمودكم لصبركم، أبارك لكم في مثل هذه الأيام ذكرى ولادة الإمام المهدي في الخامس عشر من شعبان، وأبارك لكم القدوم الشريف لشهر رمضان المبارك شهر الله، وأسأله أن يعيده عليكم جميعا بالنصر والبركة والوحدة والسلام، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.