رمز الخبر: ۲۴۹۸۵
تأريخ النشر: 11:57 - 16 August 2010
مصیب نعیمی
عصرايران - في وقت يخوض فيه حلف الناتو بكل قواه وعساكره حرباً ضروساً في افغانستان ، أُعلن عن اكتشاف نفطي كبير في هذا البلد المغلوب على أمره.

وبالرغم من ان الحدث يعتبر هاما، بسبب المخزون النفطي الذي يقدر بملياري برميل من النفط في بلد انهكه الفقر والحرمان اضافة الى الحروب الغربية غير المبررة والتي راح ضحيتها حتى الآن مئات الآلاف جلهم من المدنيين ، فان المراقبين يرون ان هذا الاكتشاف قد يزيد من اطماع الولايات المتحدة لاطالة امد الحرب وخلق سيناريوهات لنهب الثروة الافغانية الجديدة ، مما يزيد من تعقيدات الحرب الافغانية ومن فترة تواجد قوات حلف الناتو بصورة غير مشروعة على ارض هذا البلد.

ويبدو ان الامر لم يكن خافياً على التحالف الغربي بقيادة امريكا عندما قرر استباحة أرض افغانستان تحت ذريعة ملفقة وقبل الحصول على الادلة الكافية. كما ان الولايات المتحدة على علم منذ احتلال افغانستان من قبل الاتحاد السوفيتي السابق بالكنوز الخفية في هذا البلد من مناجم الفولاذ والحديد وحتى ثروات النفط والغاز والذهب.

ولا يشك احد بأن وجود القوات الغربية في افغانستان واصرارها على تصعيد وتيرة الحرب وتوسيعها حتى مناطق شاسعة من باكستان، لم يكن من اجل مساعدة الافغان أو جلب السلام والاستقرار الى بلادهم، بل ان هناك مخططاً غير معلن لتصعيد التوتر من اجل السيطرة على هذه المنطقة الاستراتيجية وتبديلها الى قاعدة عسكرية لامريكا وأيضاً نهب ثرواتها بعيداً عن الانظار.

لكن كل هذه السيناريوهات المخادعة تحولت الى كابوس ، بعدما شوهدت معارضة غير متوقعة من الناس لوجود الغزاة على ارضهم.

وليس من باب الصدفة ان تكرر قوات الناتو قصف المدنيين وارتكاب المجازر بحقهم أو استهداف الاعراس والحفلات الخاصة للقرويين وكأن الحقد الغربي على مقاومة الشعب الافغاني يحاول الانتقام من الاطفال والنساء.

لكن لا يخفى عليهم ان العنف يولد العنف ولن ينجو جندي غربي قبل أن ينال العقاب على ما يفعله اليوم. وعلى الرغم من أن الثروة النفطية لأي بلد تعتبر نعمة غير ان وجود الغزاة في افغانستان قد تحول هذه النعمة الى نقمة!!