رمز الخبر: ۲۵۰۹۹
تأريخ النشر: 09:48 - 21 August 2010
عصرايران - وكالات - تدشن إيران اليوم السبت أول مفاعل نووي في البلاد منهية مسيرة استمرت عقودا لبنائه عبر تزويده باليورانيوم المخصب الذي ستقدمه روسيا ، في الوقت الذي عرضت طهران محادثات غير مشروطة لحل المعضلة النووية التي تهدد بإشعال حرب في المنطقة ، خاصة وأن إسرائيل التي تناصب الجمهورية الاسلامية العداء هددت مرارا بضربة استباقية مخافة قيامة قوة نووية إقليمية تهدد تفوقها الاستراتيجي ، فيما أكدت مصادر في واشنطن ان الاخيرة طمأنت تل أبيب بأن لا سلاح نوويا سيكون في حوزة طهران قبل عام من الآن.

وأكد رئيس البرنامج النووي الايراني علي اكبر صالحي امس ان بلاده ستواصل نشاطات تخصيب اليورانيوم لتتمكن من توفير الوقود للمحطة. وقال ان "التخصيب لانتاج وقود لمحطة بوشهر ومنشآت اخرى سيتواصل".

وسيبدأ التقنيون الروس والايرانيون في المحطة اليوم بشحن 165 من قضبان الوقود في المفاعل النووي ليصبح عندها رسميا منشأة نووية. وحصل الروس على موافقة الامم المتحدة لاستثناء بوشهر من العقوبات الدولية التي تمنع نقل اي تجهيزات او تقنيات نووية الى ايران ، بتعهدهم تأمين الوقود اللازم للمحطة. لكن صالحي قال ان ايران ستقوم بتخصيب اليورانيوم محليا لانها قد لا تستطيع شراء الوقود من موسكو لتشغيل المحطة.

وقال صالحي ان "بوشهر يمكن ان تعمل ستين عاما وننوي استخدامها لاربعين عاما. لنفترض اننا سنشتري الوقود لعشر سنوات من روسيا ، وماذا سنفعل للسنوات التالية". واوضح ان الاتفاق مع روسيا لا ينص على ان تشتري طهران الوقود من موسكو دائما لان "محضر الاتفاق يقضي بأن يلبوا طلباتنا اذا طلبنا منهم" ذلك.

ويقول خبراء ان تزويد المفاعل الذي تكلف بناؤه مليار دولار لن يجعل ايران أقرب الى صنع قنبلة نووية لان روسيا ستمدها باليورانيوم المخصب للمفاعل وستتسلم منها قضبان الوقود المستنفد التي من الممكن استخدامها في انتاج البلوتونيوم الذي يستخدم بدوره في صنع الاسلحة النووية.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز امس الاول عن مسؤول اميركي ان الولايات المتحدة اقنعت اسرائيل بأن ايران تحتاج الى عام على الاقل لصنع سلاح نووي ما خفف من احتمال شن هجوم استباقي على المنشآت النووية. وقال غاري ساموري المستشار الرئيسي للرئيس باراك اوباما للقضايا النووية للصحيفة "نحن نعتقد ان الايرانيين يحتاجون الى عام" على الاقل.

واعتبر ان فترة عام هي الفترة الادنى الضرورية لايران لصنع سلاح نووي وذلك على اساس المنشآت المتوفرة وقدرتها على تحويل مخزونها من اليورانيوم الضعيف التخصيب الى مادة عسكرية. واضاف ان الولايات المتحدة تعتقد ان المفتشين الدوليين سيرصدون في بضعة اسابيع اي تحرك ايراني في هذا الاتجاه ما يترك متسعا من الوقت للولايات المتحدة واسرائيل لتحديد رد.

من جانب آخر نقلت صحيفة يوميوري شيمبون اليابانية امس عن الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد قوله ان بلاده مستعدة للعودة دون شروط الى المحادثات النووية المتعثرة مع القوى العالمية. ونقلت عن نجاد قوله لها في مقابلة ان ايران كانت منفتحة لاستئناف المحادثات أواخر آب أو أوائل أيلول مع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن بالاضافة الى ألمانيا. واضاف "نعد بوقف تخصيب اليورانيوم الى درجة نقاء %20 اذا ضمنا الحصول على امدادات الوقود". لكنه رفض دعوات تطالب ايران بوقف كل أنشطة تخصيب اليورانيوم بما في ذلك انتاج يورانيوم منخفض التخصيب. وقال "من حقنا تخصيب اليورانيوم. لم نبادر قط بشن حرب أو نرغب في امتلاك قنابل نووية".

وعقد اخر اجتماع بين ايران والولايات المتحدة وبريطانيا والصين وفرنسا وروسيا وألمانيا في تشرين الاول الماضي عندما بحثوا ارسال ايران كمية من اليورانيوم المنخفض التخصيب الى الخارج مقابل حصولها على وقود نووي لمفاعل في طهران ينتج نظائر مشعة للاغراض الطبية.