رمز الخبر: ۲۵۱۲۵
تأريخ النشر: 16:15 - 21 August 2010
رسمياً... محطة بوشهر منشأة نووية اعتباراً من اليوم حيث تفتتح اليوم ليتم تخزين الوقود النووي في المحفظة الأصلية بحضور رئيس منظمة الطاقة الذرية الروسية.

 
وفي هذا السياق وجه القائم بالأعمال الإيراني محمد شهابي رسالة طمأنة للكويت ودول الخليج [الفارسي] بأن المنشأة «محمية تماماً من مخاطر الانتشار النووي»، مشيراً إلى «زيارة عدد من الخبراء والمختصين الكويتيين والخليجيين للمفاعل وتأكدهم من سلمية النشاط العلمي فيه والتزام المنشأة بالمقاييس والضوابط العالمية»، مشدداً في هذا السياق على ان بلاده «برهنت بكل شفافية عن تعاطيها الايجابي وتعاونها مع خبراء ومفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية».
 
 وأكد شهابي في حوار مع «الراي» على ان علاقات إيران الخليجية «متجذرة ومتأصلة ولن تتأثر بأحداث طارئة، مشيراً إلى ان بلاده عرضت على دول الجوار استعدادها لتقديم خبراتها وتجاربها النووية».

وفي ما يتعلق بتزامن افتتاح المنشأة النووية مع اطلاق صواريخ جديدة لفت القائم بالأعمال الإيراني إلى اننا «اطلعنا المسؤولين الكويتيين على تفاصيل اطلاق الصواريخ مسبقا وذلك كبادرة حُسن نية»، مشيراً من جهة أخرى إلى وصول مبعوث رئاسي إيراني للكويت خلال الأيام القليلة المقبلة حاملاً رسالة خطية من الرئيس نجاد إلى سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد تدخل في اطار التنسيق والتعاون حول القضايا المستجدة، ومضيفا انه سيلي ذلك انعقاد اللجنة المشتركة برئاسة وزيري خارجية البلدين».
 
وفي حين اعتبر شهابي ان «الأمن الاقليمي يتحقق من خلال بناء الثقة وإزالة التوتر وتدعيم الحوار والتفاهم ومشاركة جميع دول المنطقة»، معلقاً على منظومة صواريخ باتريوت التي من المتوقع أن تشتريها الكويت من الولايات المتحدة بالتأكيد على ثقة «طهران ان كل ما تقتنيه الكويت من معدات عسكرية وصواريخ لن يشكل ضرراً لإيران إنما يصب في مصلحة الأمن والاستقرار للمنطقة».
وأضاف ان «استيراد الأمن وشراءه عن طريق تخزين الأسلحة والاعتماد على القوة الأجنبية منهج عقيم فشل في تحقيق الأمن والاستقرار في منطقتنا». وبالنسبة لتصريحات مندوب الولايات المتحدة السابق في الأمم المتحدة جون بولتون حول ضرورة قصف مفاعل بوشهر خلال ثمانية أيام، اعتبر شهابي ان مثل هذه الأقاويل «لا تستحق الرد وهي ناتجة عن الخشية من التطورات التي حققتها إيران خلال الأعوام الماضية في المجالات التقنية والعسكرية».

وفي ما يلي نص الحوار مع القائم بالأعمال الإيراني محمد شهابي:
 
• تفتتح اليوم رسمياً منشأة بوشهر النووية، ما الجديد الذي تحمله لإيران؟!

- ان التحضيرات لتدشين محطة بوشهر متواصلة وسيتم الافتتاح اليوم السبت من خلال نقل الوقود النووي الى المبنى الرئيسي للمحطة وتخزينه في المحفظة الأصلية للمفاعل وذلك بحضور رئيس منظمة الطاقة الذرية الروسية.

وهناك أكثر من ألف خبير ايراني في محطة بوشهر سيتسلمون مهمة تشغيل المفاعل من الخبراء الروس بعد انتهاء مرحلة الضمان والاطمئنان من مسار التشغيل الآمن.

وبعد نجاح هذه التجربة هناك مخطط لانجاز ما بين 10 الى 20 مفاعلاً نووياً ومواقع تخصيب يورانيوم خلال السنوات المقبلة، الأمر الذي يحتاج الى وقود نووي يغطي احتياجات البلاد من الطاقة الكهربائية.

• كيف يمكن طمأنة دول الخليج بعد تحويل محطة بوشهر الى منشأة نووية؟!

- ان جميع الأنشطة النووية الايرانية متطابقة تماماً مع المعايير الدولية وقد برهنت ايران وبكل شفافية ومصداقية عن تعاطيها الايجابي وتعاونها مع خبراء ومفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، واثبتت قدرتها على التعامل مع الحرب النفسية والدعاية الاعلامية الفظة بزعامة أميركا واسرائيل وسعيهما لافتعال المخاوف واثارة القلق من التقدم الصناعي والفضائي والنووي الذي تحققه بلادنا وذلك من خلال انتهاج سياسة هادئة ومتزنة وتقديم اجابات مقنعة «أفحمت» كل المخدوعين بالأكاذيب والتهم الغربية.

ان الفتوى الدينية التي اصدرها قائد الجمهورية الاسلامية الامام الخامنئي حول تحريم انتاج القنبلة الذرية ودعوته الصريحة الى ازالة كل اسلحة الدمار الشامل والترسانات الحربية والرؤوس النووية في الشرق الأوسط والعالم كله لم تلق اذاناً صاغية من قبل صناع القرار لا في أميركا ولا أوروبا ولا من قادة الكيان الصهيوني الذين لا يترددون في الاعلان عن امتلاكهم مئات الرؤوس النووية والعديد من القنابل الذرية ولا يتورعون عن قتل الابرياء في فلسطين ولبنان بالغازات السامة والاسلحة المحرمة على مرأى ومسمع العالم كله وأمام أعين شبكات التلفزة العالمية.

ان محطة بوشهر محمية تماماً من مخاطر الانتشار النووي وجميع الخبراء والمختصين اذعنوا بهذه الحقيقة.

• لكن مع هذا... الا ترون ان افتتاح المنشأة سيؤثر على علاقات ايران الخليجية لا سيما مع الكويت التي هي أقرب الى بوشهر من طهران؟!

- العلاقات الايرانية - الخليجية متجذرة ومتأصلة ولن تتأثر بأحداث طارئة أو وهمية، وقد عرضت طهران على دول الجوار استعدادها لتقديم خبراتها وتجاربها في المجال النووي او انجاز مشاريع مشتركة لا سيما وان معظم هذه الدول تعاني من نقص في الطاقة الكهربائية، في حين ان استخدام الطاقة

النووية لتوليد الكهرباء له فوائد اقتصادية. ان العديد من الخبراء والمختصين من الكويت ودول الخليج الاخرى زاروا مفاعل بوشهر واكدوا على سلمية النشاط العلمي والتزام المنشأة بالمقاييس وضوابط الجودة العالمية. وليس من الضروري الرد على ما يكتبه بعض الافراد او الاصوات الشاذة بسبب عدم إلمامهم واختصاصهم او لغاية معينة في نفوسهم «فعند جُهينة الخبر اليقين».

• هل هناك من رسالة تريد طهران توجيهها من خلال اطلاق صواريخ جديدة بالتزامن مع افتتاح محطة بوشهر؟!

- ان انتاج واطلاق الصواريخ الايرانية هو قضية دفاعية وتدريبية بحتة وتدخل في نطاق الانجازات العلمية والتقنية التي يحققها علماؤنا الشباب في الصناعات العسكرية منذ الحرب الظالمة التي شنها النظام العراقي البائد على بلادنا، ولا علاقة بتاتا لهذا بافتتاح محطة بوشهر. وكبادرة حسن نية، فقد أطلعنا المسؤولين الكويتيين على تفاصيل برنامج اطلاق الصواريخ قبل عمليات الاطلاق بغية اثبات حسن نوايانا وفي اطار التنسيق الجاري بين البلدين ومن اجل طمأنة دول الجوار وتكريس الثقة المتبادلة.

• ما تعليقكم على السعي الكويتي لشراء منظومة صواريخ باتريوت من الولايات المتحدة؟

- «أهل مكة ادرى بشعابها» ونحن لا نتدخل في قضايا الدول الاخرى. لكننا مطمئنون وعلى ثقة بان كل ما تفعله الكويت وما تقتنيه من معدات عسكرية وصواريخ لن يشكل لنا ضررا ابدا بل يصب في مصلحة الامن والاستقرار لدول المنطقة كافة.

كما ان ايران لم تصب دول الجوار بأذى طوال تاريخها بل اعتمدت على بناء الثقة وحسن الجوار والتعايش السلمي.

• كيف قرأتم تصريحات المندوب السابق للولايات المتحدة في الامم المتحدة جون بولتون حول ضرورة ضرب اسرائيل لمحطة بوشهر قبل تشغليلها؟!

- لقد تعودنا على التصريحات المثيرة لبعض المسؤولين الاميركيين المدعومين من قبل المنظمات الصهيونية في الولايات المتحدة وكان «آخرها وليس أخيرها» ما قيل عن ضرورة قصف المفاعل النووي الايراني خلال ثمانية ايام. ومثل هذه الاقاويل لا تستحق الرد وتكشف مدى الحقد الدفين الذي يكنه الصهاينة للجمهورية الاسلامية الايرانية وخشيتهم من التطورات المذهلة التي حققتها خلال الاعوام الماضية في المجالات التقنية والعسكرية والعلمية «وكان الصراخ على قدر الألم».

والجدير ذكره انه خلال تولي جون بولتون منصب سفير بلاده لدى المنظمة الدولية صرح الرئيس الاميركي بان محطة بوشهر النووية لا تشكل اي تهديد لمعاهدة حظر انتاج الاسلحة النووية.

• تم اعتماد محمد جلال فيروزينا سفيرا جديدا لإيران لدى الكويت، ما الاسباب التي تقف وراء تأجيل حضوره لتسلم مهامه الرسمية؟!

- سوف يتسلم سفير ايران الجديد لدى الكويت محمد جلال فيروزينا مهام عمله بعد عيد الفطر المبارك حيث ان تقديم اوراق الاعتماد الى صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد لا يتم خلال الشهر الفضيل.
 
 ويعتبر فيروزينا من المختصين بشؤون المنطقة والمطلعين على شجونها حيث عمل سفيرا للجمهورية الاسلامية الايرانية في اليمن والبحرين وتولى الادارة العامة لدول الخليج الفارسي في وزارة الخارجية لفترة طويلة.

• سيزور خلال الايام القليلة المقبلة مبعوث الرئيس الايراني الكويت، ما الرسالة التي يحملها معه؟

- ننتظر خلال الايام القليلة المقبلة وصول مبعوث ايراني رئاسي يحمل رسالة خطية من رئيس الجمهورية الاسلامية الدكتور محمود احمدي نجاد الى صاحب السمو امير الكويت الشيخ صباح الاحمد وذلك في اطار مواصلة التنسيق والتعاون الجاري بين بلدينا الجارين حول القضايا المستجدة في المنطقة.
 
 وسوف يعقب هذه الزيارة انعقاد اللجنة المشتركة بين ايران والكويت برئاسة وزيري خارجية البلدين بغية تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي الثنائي.

• كيف ترون التعاون والتنسيق الجاري بين دول المنطقة لمعالجة الازمات القائمة؟

- ان القواسم التاريخية والثقافية للشعوب التي تقطن منطقتنا وفرت الارضية المناسبة للتفاهم والتعايش السلمي. لذا فإن مضاعفة التواصل بين مؤسسات المجتمع المدني ومراكز صنع القرار في المنطقة سوف يساهم في تنشيط وتفعيل حركة الشعوب لمواجهة هذه التحديات الوافدة.

ان استيراد الامن وشرائه عن طريق تخزين الاسلحة والاعتماد على القوة الاجنبية منهج عقيم فشل في تحقيق الامن والسلام في منطقتنا وأدى الى التسابق لشراء الاسلحة وتحمل تكاليف باهظة ساهمت في زعزعة الاقتصادات الوطنية وتمخضت عن زوال الامن وضياعه وتسببت في تكثيف التواجد العسكري وزيادة التأزم والخلافات الاقليمية.

ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تؤمن بأن الامن الاقليمي يتحقق من خلال بناء الثقة وإزالة التوتر وتدعيم الحوار والتفاهم بمشاركة جميع دول المنطقة، حيث يمكن عبر هذا الاسلوب القضاء على اي خلافات قد تستجد في المستقبل من خلال الحكمة وحسن النية.