عصر ايران للنائب الکویتي ولید الطبطبائي: خذ النصائح السابقة على محمل الجد!

عصر ايران – يقول بعض الاصدقاء بالا نولي كل هذا الاهتمام لمواقف وتصريحات النائب الكويتي وليد الطبطبائي، لانه سيشعر آنذاك بانه شخصية مهمة! وردنا على هؤلاء الاصدقاء هو: اننا نكن الاحترام لجميع الاشخاص، والسيد الطبطبائي غير مستثنى من ذلك. ومن ثم فما افضل من الحوار لتشخيص ما هو جيد اوردئ وما هو حق او باطل ، رغم اننا نؤمن بان "الحق" ليس بالبضاعة التي هي كلها بحوزة احد طرفي الحوار. واضافة الى ذلك ، فان السيد الطبطبائي، لا يقول ذلك، بل انه اصبح من علم او دون علم، ممثلا لرؤية خاطئة مبنية على التهرب من الحقيقة وبث الخلاف، لكن لحسن الحظ يتم من خلال مثل هذا الحوارات الكشف عن خفايا واسرار هذا التيار الانحرافي.

ومن هذا المنطلق، فان حوارنا مع السيد الطبطبائي ، ليس مجرد حوار ومناظرة مع نائب بالبرلمان، بل هو نقاش مع تيار مناهض لايران – مناهض للاسلام يشحن من قبل السعوديين والصهاينة وشهدنا مثالا على هذا الموقف والاداء خلال التقارب الذي حصل ضد المقاومة ابان حربي ال33 يوما و 22 يوما ورأينا كيف ان هذا التيار بذل قصارى جهده لكي تتمكن اسرائيل من تحقيق الانتصار على حزب الله وحماس وتسفك مزيدا من دماء المسلمين العرب في هاتين الحربين.

واما فيما يتعلق بالمقابلة الجديدة التي اجراها وليد الطبطبائي مع صحيفة "الراي" الكويتية ضد "عصر ايران" فاننا نرى من المفيد التذكير ببعض النقاط، وطبعا هذه الفائدة لاولئك الذين هم نيام لكنهم جاهزون للاستيقاظ، لان المثل يقول انه يمكن ايقاظ النائم لكنه من غير الممكن ايقاظ من يتظاهر بانه نائم!

1- لقد اقترحنا في المقال السابق على السيد (الدكتور) الطبطبائي الذي كان قد استخدم تسمية مزورة للخليج الفارسي ، ان يتعلم بداية شيئا من التاريخ والجغرافيا قبل ان يجعل من نفسه خبيرا نوويا وضليعا في شؤون الطاقة النووية.

ورغم ذلك فانه يبدو انه قد تجاهل هذه النصيحة الخيرة، وان الدكتور الذي يفتقر الى المعرفة التاريخية والجغرافية ، نطق مرة اخرى واتى على ذكر الجمهورية الفارسية.

والان حيث للسيد الطبطبائي انشغالات كثيرة ولا يستطيع المطالعة ، نقول لمزيد من معلوماته، بان ايران بلد لا يحتضن القومية الفارسية فقط، فالقومية الفارسية هي مكون من مكونات شعب هذه البلاد المترامية الاطراف. فاضافة الى ابناء القومية الفارسية هناك الكثير من القوميات الاخرى التي تعيش في ايران جنبا الى جنب، بمن فيهم الاتراك واللر والاكراد والبلوش والكيلك والتركمان والعرب و... .
وفي الحقيقة فان ايران، مجموعة مترابطة وموحدة من قوميات ايرانية مختلفة بحيث ان القومية الفارسية تمثل احدى هذه القوميات فحسب.

ويمكن تفهم ان شخصا كالسيد الطبطبائي لا يمكنه ان يفهم هذا الموضوع لان من الصعب بالنسبة "للبعض" ممن يعيشون في مجتمع صغير واحادي البنية مثل الكويت تفهم هذه الوحدة ضمن هذه التعددية وهذه التعددية ضمن هذه الوحدة.

لذلك فان السيد الطبطبائي ، قارن ايران مع بعض الدول العربية مثل "جمهورية مصر العربية" و "المملكة العربية السعودية"، متجاهلا بان ايران ليست كهذه الدول ولا يتحدث ابناؤها بلكنة ولغة خاصة وكما يقول الشاعر الايراني الشهير مولوي "لقد اثارت هذه المقارنة سخرية الجميع".

وطبعا اذا كان السيد الطبطبائي يتعلم ولو كلمتين من التاريخ والجغرافيا لما كان يقع في مثل هذا الخطأ الفادح.

2- وقد ادلى الطبطبائي بتصريحات حول محطة بوشهر النووية وكأنه خبير وضليع جدا في هذه القضايا. وقد تكون التكنولوجيا الروسية ادنى مرتبة من التقنية الامريكية ونامل ان تتعاقد الكويت ان ارادت يوما بناء محطة نووية، مع متعهدين امريكيين لبناء هذه المحطة.
لكن لابد من التذكير بنقطتين:

الاولى صحيح بان مستوى التكنولوجيا الروسية ادنى بعض الشئ عن نظيرتها الغربية لكن روسيا بوصفها احدى القوتين النوويتين الكبريين في العالم، تملك قدرات كبيرة جدا في الحقل النووي ولديها خبرات هائلة في هذا المجال.

والثانية ان جميع المراحل المتعلقة بتصميم وبناء وتشغيل وتدشين وصيانة محطة نووية ما في العالم، تتم اليوم تحت اشراف مباشر من الوكالة الدولية للطاقة الذرية واذا كانت محطة نووية ما لا تتمتع بالمواصفات والمعايير المطلوبة، فانه لن يسمح بتدشينها وتشغيلها لان تداعيات عمل اي محطة نووية لا تتطابق مع المواصفات القياسية اللازمة لن تقتصر على الدولة التي تملكها بل يمكن ان تطال اضرارها المنطقة وحتى العالم.

وهذه امور كانت محط اهتمام الخبراء والمتخصصين النوويين في العالم لعشرات السنين قبل ان تخطر على بال وليد الطبطبائي ، لذلك لا داعي ان يقلق السيد الطبطبائي من عمل ونشاط محطة نووية شانها شان 300 الى 400 محطة نووية مماثلة في العالم تعمل تحت اشراف ومراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ومن الافضل للسيد الطبطبائي ان يترك هذه الامور للمؤسسة التخصصية الدولية ذات الصلة وان يهتم بما تمليه عليه وظيفته النيابية في اسداء الخدمة للشعب الكويتي الكريم الا اذا كانت غيرته وحسده لا يفارقانه فهذا امر اخر وعلاجه خارج عن نطاق ارادتنا و "هو الشافي"!

3- واحد الاجزاء الملفتة لتصريحات السيد الطبطبائي هو الاعراب عن قلقه للاستعجال في تدشين محطة بوشهر النووية. ولمزيد من معلوماته يجب القول بان هذه المحطة كان مقررا ان يتم تدشينها قبل 30 عاما لكن ومع انتصار الثورة الاسلامية ، واندلاع الحرب المفروضة والعقوبات الغربية و... لم تتم عملية البناء بوتيرة سريعة فحسب بل رافقها تاخير وتاجيل كبيرين. وربما يتصور السيد الطبطبائي بان بناء محطة نووية ما يجب ان يستغرق مثلا 200 عام لكي لا يكون هناك استعجال!

3- قال الطبطبائي انه يشعر بالخوف على وطنه الكويت، ان الطبطبائي معروف اصلا لدى القاصي والداني في حبه للوطن، بالضبط مثل مجنون ليلى! وان سبب حبه للوطن يعود الى دفاع الطبطبائي ورفاقه البطولي ابان الغزو العراقي للكويت، بحيث انهم استطاعوا تسجيل رقم قياسي في اسرع هروب تاريخي وتقديم الكويت التي يعشقها، على طبق من ذهب الى جيش صدام.

وربما تقولون بانه لم يكن من الممكن الوقوف بوجه جيش صدام المدجج بالسلاح، لكن الرد على ذلك يكمن ايضا في تعلم كلمتين في التاريخ ، الذي ان كان الطبطبائي قد قرأه لكان يعرف بان ثمة مدينة تسمى خرمشهر تقع الى القرب من الكويت قاومت وصمدت بوجه جيش صدام لمدة 40 يوما، وطبعا ليس بواسطة جيش نظامي (كالذي تملكه الكويت) بل بواسطة الاسلحة البدائية والخفيفة وحتى القنابل اليدوية الصنع.

ولدى السيد الطبطبائي ذكريات طيبة في مدينة شيراز الايرانية الجملية ابان احتلال الكويت، ومن المؤسف ان ينكر الجميل الى هذه الدرجة لكن لا ضير ، لقد ادينا في تلك الفترة واجبنا الانساني فحسب.

5- واحد مصاديق العنصرية ، هو ان نطلق على شعب بمجمله القابا بغيضة، مثلما ان اراد احد القول بان العرب كلهم كذا وكذا!
ومن هذا المنطلق يجب القول بان السيد الطبطبائي عنصري للاسف، لانه يتهم الايرانيين بالعنصرية والاستعلاء بحيث لا يدري بانه يميط بذلك اللثام عن عنصريته.

وربما انه قد خلط مفاهيم مثل عزة النفس (التي يتحلى بها الايرانيون) مع التكبر والاستعلاء (وهي صفات بغيضة) لكن ما العمل ، ربما ان البعض مكلفون التفوة بمثل هذه الكلمات والتصريحات ويجب ان يفعلوا شيئا ليحصلوا على ما تدفع لهم التيارات المناهضة لايران والاسلام. فالسيد الطبطبائي لا يريد ان يحصل على المال مجانا، اليس كذلك؟!

واذا لا يدلي بتصريحات مثل ان الايرانيين يشعرون بانهم العنصر الأحق بالبقاء على الكرة الارضية و... فانه قد لا تكون هناك تلك المواهب الدولارية، وربما يجب عليه ان يودع موقعه النيابي ويتخلى عنه.

6- وفيما يخص تسمية الخليج الفارسي ، فانه اذا مقررا ان نتحدث على اساس هوى النفس وبمناى عن الحقيقة والواقع، فاننا سنترك هذا المجال لوليد الطبطبائي وامثاله لكي يبقوا في جهلهم يعمهون ، لكن اذا تقرر حفظ حرمة مؤهل الدكتوراه الذي يدعي الطبطبائي انه يحمله، فيجب الدخول في نقاش علمي وموثق ومتين ، ونحن جاهزون لذلك واعلنا استعدادنا في السابق كذلك.
ومع ذلك فان الذين يعرفون بانهم لا يملكون من الوثائق والمستندات ليقدمونها، يحاولون فرض انفسهم من خلال الغوغائية على التاريخ والجغرافيا، لكنها محاولة عبثية!

7- لقد شكك الطبطبائي باسلامية ايران، من دون ان يقول ماذا هم فعلوا في وقت تخوض فيه ايران ، مواجهة مع اميركا واسرائيل من اجل الحفاظ على الاسلام والمسلمين في العالم ولا تتوانى عن تقديم اي دعم للبنانيين الشيعة والفلسطينيين السنة (وكلهم طبعا مسلمون).

وربما انه يقصد من الاسلام، ذلك الشئ القائم على الانفعال والراحة والاكل والغريزة والخيانة التي لها انصار كثر بين بعض الساسة العرب، وفي هذه الحالة فمعه حق ، فاننا لا نمت بصلة لمثل هذا الاسلام ونترك هذا الاسلام الامريكي لهم ونتمسك بالاسلام المحمدي الاصيل والله العلي القدير انه نعم المولى ونعم النصير.