ولدى سؤاله عن موجة الإسلام المتشدد التي انخرط بمواجهتها في فترة حكمه، قال بلير إنه عجز في أول الأمر عن فهم العمق الحقيقي لهذه الظاهرة والنتائج التي قد تنجم عنها، قد يكتشف أنها ضخمة لدرجة يمكن مقارنتها بالحركة الثورية الشيوعية في القرن العشرين.
وشرح قائلاً: "الإسلام المتشدد هو النظير الديني أو الثقافي للشيوعية الثورية العالمية، ويمتاز بأن جذوره تضرب في الأرض بعمق وأن الكثير من أدبياته تمتد إلى أبعد مما كنا نتصور، فهي موجودة حتى ضمن التيارات الفكرية العامة المقبولة من كل المسلمين، لأن حتى الذين يعارضون التطرف يوافقون ضمنياً على بعض شعاراته."
وعن الموقف من إيران قال بلير إنه لو كان في السلطة حالياً لما استبعد خيار توجيه ضربة عسكرية إلى إيران بسبب ملفها النووي، ولحرمانها من الحصول على أسلحة دمار شامل.
وتابع قائلاً: "كنت سأتوجه إلى الإيرانيين وأقول لهم أنه لا يمكنهم الحصول على النووي، وأمما سنواجههم بالعقوبات القاسية وبالدبلوماسية إن اضطر الأمر.. وإذا فشل الأمر فلن أستبعد أي خيار من على الطاولة."
وتجنب بلير تفسير جزء ملتبس من كتابه، تحدث فيه عن الرئيس الأمريكي السابق، بيل كلينتون، والفضيحة الجنسية التي تورط فيها مع المتدربة في البيض الأبيض، مونيكا لونسكي، إذ قال إن كلينتون كان لديه "حشرية" حيال الناس، تظهر بشكل الصداقة مع الرجال، ولكنها تحمل "الطابع الجنسي" مع النساء.
واكتفى بلير بالتعليق على هذه الفقرة قائلاً: "جزء من عبقريته (كلينتون) كسياسي تمثلت في حشريته الزائدة حيال الناس."
وكان بلير قد نشر مذكراته الأربعاء، ووصف فيها الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش بأنه كان "رجلا مثاليا،" أظهر "نزاهة حقيقية، وشجاعة سياسية."
وقال بلير، إن بوش يتمتع "بشخصية ذكية جدا،" و"بساطة هائلة في
الطريقة التي يرى فيها العالم،" مضيفا "سواء كان على حق أو باطل، فإنه أظهر
قيادة حاسمة، إنه يؤمن بصدق في نشر الحرية والديمقراطية."
وينفي
بلير، 57 عاما، والذي يعمل الآن مبعوثا للسلام في الشرق الأوسط، أن يكون
دعم الخطط الأمريكية لغزو العراق دون بصيرة، عندما زار مزرعة بوش في
كروفورد بولاية تكساس، في أبريل/نيسان عام 2002.