رمز الخبر: ۲۵۵۶۰
تأريخ النشر: 09:09 - 12 September 2010
محمد صادق الحسيني
عصرايران - غريب امر هذا الغرب معنا , فهو لا ينظر الينا حتى في احسن احواله معنا الا مدى ما ننفعه او نضره في ميدان المعارك التي يخوضه ضدنا وعلى اراضينا !بالتاكيد انكم سمعتم تصريحات الرئيس اوباما حول سيناريو حرق احد القسسيسيين الامريكيين لنسخ من القرآن الكريم , والذي قال فيه ان مثل هذا العمل سينعكس خطرا بالغا على جنودنا في افغانستان وباكستان , ومثله قال فائد القوات الامريكية في افغانستان البتة !

ليس وحده اوباما من ينظر الينا بهذه العين بالطبع , بل هي نظرة غالبية سياسييهم ورموزهم الفكرية ايضا !

فنحن المسلمون بالنسبة لهم لسنا سوى مختبر او حتى عينات في مختبر عنوانه العريض "الشرق الاوسط " الذي مرة يكبرونه واخرى يجددونه وكثيرا ما يلصقون به التهم الجاهزة وعيونهم شاخصة على الدوام على ثرواته !

فانا شخصيا ومن خلال متابعتي ازعم بان قصة القس الذي اكتفى الغربيون باتهامه بالشعوذة انما تقف ورائه نوايا ظلامية لارباب سيناريو مفبرك في غرف الحرب الغربية الناعمة المفتوحة علينا منذ غزوة 11 سبتمبر الملغمة والمفخخة , الهدف منه استحضار خيار "الموت" ضدنا حتى نقبل ب "السخونة" كما يقول المثل !

هم يعرفون تماما كم نحن كامة نقدس كتابنا السماوي هذا وكيف اننا نعتبره يتعلق بالذات الالهية ولا علاقة له باي شخص او مجموعة بشرية حاكمة كانت او محكومة , وبالتالي فان المس به مجرد المس انما يمثل اعلان حرب مقدسة لا يعرف احد حدودها , ولا علاقة لذلك بهذه القومية او تلك او بهذه البقعة من جغرافية العالم الاسلامي او تلك , ولا علاقة لها كذلك بهذا الطيف الفكري او ذاك من اطيا ف الفكر الاسلامي !

الشئ نفسه يعني بالنسبة لنا عندما يتم التعرض لشخصية رسول الاسلام وخاتم الانبياء محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم .
فاذا كان الامر كذلك وهو كذلك , فلماذا اذن لا تكاد ننتهي من سيناريو حتى ندخل في سيناريو جديد يذكرنا جميعا بذلك المشعوذ البريطاني الهندي الاصل المرتد سلمان رشدي والذي لقي حماية ورعاية غربية شاملة من كل انظمة الغرب ودون استثناء ام يظنون اننا نسينا !

الدليل على ما نقول هو تلك الرعاية والاحتفالية التي تجاسرت على اقامتها السيدة ميركل رئيسة المانيا للرسام الكاريكاتوري الدانيماركي المشعوذ والتي غابت عن اذهان الناس او تخفت عنهم في دهاليز سيناريو القس الامريكي المشعوذ !

والذريعة دوما "حرية التعبير" وهي تلك العبارة التي كان يفترض بها ان تكون قاعدة متقدمة للخلاقية و الابداع فاذا بها تتحول بفعل فاعل غربي عنصري وعنجهي متعال الى تلك العبارة الجاذبة لكل انواع الجريمة والرذيلة .

انها البيئة الحاضنة لكل سيناريوهات الحرب الناعمة ضد المسلمين وثقافتهم والتي يلعب فيها الغرب العنصري لعبته الابتزازية ضدنا , متقاسما الادوار بين من يتهمنا بالتشدد و الارهاب وبين من يتهمنا بالرجعية والتخلف والهدف دائما واحد الا وهو الهيمنة على مقدراتنا وثرواتنا من خلال لعبة الموت المفضلة لدى جنوده في ميادين القتال !

يكذب الغرب عموما واوباما اكثر من غيره عندما يصدر بيانات استنكار ضد مسلك هذا القس , لانه لوكان صادق حقا لما تركه يشعل الساحة هكذا ولاسابيع متواصلة دون ان بقدم على اتخاذ اي اجراء رادع ضد هذا المشعوذ الدجال !

فقط تصوروا لو ان فعلة كهذه كان يريد الاقدام عليها رجل ينتمي الى المسلمين او حتى مجرد ان تكون ملامحه "شرق اوسطية" كما يصفوننا احيانا , ماذا كان سيحصل ؟!

لقامت الدنيا ولن تقعد حتى يصبح الرجل في زنزاناتهم , ولاقدم ربما كبارهم قبل صغارهم على اتهامنا بالهمجية والارهاب فضلا عن امكانية غزو احدى عواصم بلادنا العربية او الاسلامية بحجة ان خطرا داهما يهدد امنهم القومي !

الم يحصل مثل هذا اكثر من مرة وضد اكثر من بلد والحجة والذريعة هي مجرد تكهنات استخبارية من صناعة عقول مطبخ الحرب الناعمة تبين فيما بعد انها مفبركة لاغراض تحقيق ارباح شخصية وفئوية لمجموعة شركات تسلح وطاقة تابعة للدول الغربية الصناعية الكبرى , بشهادة شاهد من اهلها ؟!