رمز الخبر: ۲۵۶۰۹
تأريخ النشر: 13:00 - 13 September 2010
ان الراي العام الاسلامي ينظر الى القضية من زاوية انه ان لم يكن للادارة الامريكية حقا ضلع في القضية، فان على المسؤولين الامريكيين ان يقبلوا بان عناصر ضعيفة وتفتقد الى الارادة تدير دفة الحكم في اميركا ولا تملك القدرة على ادارة البلاد وتحقيق الامن فيها.
عصر ايران – على الرغم من ان القس الامريكي المتطرف "تيري جونز" تراجع عن قراره بحرق المصحف الشريف واعلن موقفه هذا على اثر المواقف الموحدة للمسلمين في الايام التي سبقت يوم 11 ايلول/سبتمبر، الا ان موقفا غير صحيح من جانب الادارة الامريكية ادى الى الاهانة الى القران الكريم في مناطق من اميركا في ذكرى حادث 11 سبتمبر.

ان هذا الحادث المقيت وقع عندما اقامت الادارة الامريكية مراسم في ذكرى تفجير برجي التجارة العالميين في نيويورك ومبنى البنتاغون في واشنطن، وعلى الرغم من ان القس الامريكي المتطرف الغى مراسم "حرق القران" الا انه تم الاساءة الى المصحف الشريف في العديد من الحالات على مستوى اميركا، نوردها فيما يلي:

1- تجمع المئات من الموافقين والمعارضين لبناء مركز اسلامي في نيويورك بالقرب من موقع البرجين، يوم السبت ولساعات بعد انتهاء المراسم في نيويورك وواشنطن وبنسيلوانيا. ورغم انه لم تندلع اعمال عنف في هذه التجمعات الا انه تم الاساءة الى المصحف الشريف في اماكن مختلفة في مانهاتن.

2- وفي مدينة تنسي اقدم قسين بروتستانتيين لا ينتميان الى اي كنيسة مهمة في اميركا، على حرق نسختين من القران الكريم.

3- واضافة الى ذلك، قام شخص كان بين المتجمعين في مكان بناء المركز الاسلامي بتمزيق صفحات من نسخة من القران الكريم واحرقها.


4 - كما قام رجل اخر بتمزيق صفحات من القران الكريم واساء اليها.

وعلى الرغم من ان الادارة الامريكية والرئيس الامريكي باراك اوباما شخصيا حاولوا التنصل من هذه الممارسات المشينة والمعادية للاسلام والتنديد بها وحتى التحذير من عواقبها، لكنه لا يمكن القبول بهذه المزاعم لاسباب واضحة.

ان الراي العام الاسلامي ينظر الى القضية من زاوية انه ان لم يكن للادارة الامريكية حقا ضلع في القضية، فان على المسؤولين الامريكيين ان يقبلوا بان عناصر ضعيفة وتفتقد الى الارادة تدير دفة الحكم في اميركا ولا تملك القدرة على ادارة البلاد وتحقيق الامن فيها. ومع وجود تلك الشبكة الاعلامية الضخمة والمتطورة التي يمتلكها الساسة الامريكيون ، كيف لم يستطيعوا ارساء ثقافة احترام المقدسات الدينية في بلادهم؟ ومع تلك القوة الهائلة من الجيش والشرطة كيف لم يستطيعوا الحد من مثل هكذا ممارسات مشينة؟ ومع امتلاكهم لاجهزة استخباراتية مثل ال سي اية اية وال اف بي لماذا لم يتم تكهن وقوع مثل هذا الحادث المقيت؟ واذا كان للادارة الامريكية ضلع في الحادث، الا يعني ذلك عدم تقيد الادارة الامريكية بشعار توفير حرية الاديان واحترام معتقدات الناس. ما هو رد المسؤولين الامريكيين على هذه التساؤلات؟

ان هذه الاسئلة تبرز اكثر وتصبح اكثر اهمية عندما نصغي الى تصريحات الرئيس الامريكي باراك اوباما ووزير دفاعه روبرت غيتس اللذان قالا بان الاهانة الى القران الكريم تؤدى الى مهاجمة الشعبين الافغاني والعراقي حيث تتواجد القوات الامريكية هناك، للجنود الامريكيين في هذين البلدين. وعلى الرغم من التحذيرات التي اطلقها هذين المسؤولين الامريكيين الكبيرين، تفيد الانباء الواردة ان اربع حالات من الاساءة الى المصحف الشريف وقعت يوم السبت في اميركا ووقعت هذه الاساءات امام مراى الشرطة الامريكية التي لم تحرك اي ساكن تجاهها!

والنتيجة التي يمكن التوصل اليها من خلال ذلك هي اما ان المسؤولين الامريكيين يكذبون والحقيقة انهم موافقون على هذه الاهانة وحتى انهم خططوا لها واما ان يكون هناك في اميركا تيار متطرف يفعل ما يحلو له ولا يولي اي اهتمام للسلطات الامريكية. وايا كان الامر فانه يجب الاعراب عن الاسف لان هكذا حكام يحكمون الشعب الامريكي، الحكام المرائون او الضعفاء على اقل تقدير الذين فرضوا اثمانا باهظة على اميركا.

ولا يمكن بالتاكيد في العالم الاسلامي وسائر مناطق العالم، منع المسلمين من ابداء ردة فعل تجاه هذه الاساءات الفظيعة لمقدساتهم. ان اي مسلم في اي نقطة من العالم ومع اطلاعه على الاهانة التي وجهت الى القران الكريم، سيشعر بالواجب والتكليف الملقى على عاتقه ليتصدى باي شكل كان للذين يقفون وراء هذه الاهانات. ان ما قاله الرئيس الامريكي ووزير دفاعه بشان عواقب وتداعيات هذا الحادث الاليم، يعد الحد الادنى من الثمن الذي يمكن توقعه. ان المسلمين لديهم طرق اخرى للتصدي لهذا العمل المشين سترفع من الاثمان التي يجب على الادارة الامريكية ان تدفعها.

ان تقاعس الادارة الامريكية امام تيري جونز الذي بدأ هذا العمل المقيت، اظهر ان تصور ان هذا القس المتطرف هو اداة وان المخططين لهذه المؤامرة الدنيئة يقبعون في البيت الابيض وعصابة الصهيونية العالمية المجرمة، هو تصور في محله. ولذلك فان على الادارة الامريكية ان تكون بانتظار دفع ثمن باهظ لا يمكن لاحد ان يتوقعه او يحول دونه.

وفي هذا الخضم، فان غموضا يكتنف دور البابا شخصيا وسائر القادة المسيحيين. ان البابا الذي يعتبر نفسه الزعيم الروحي للمسيحيين في العالم وعليه ان يتولى مهمة ارشادهم الى الاخلاق والسلام واحترام معتقدات الاخرين وتجنب الاساءة الى مقدسات اتباع الديانات التوحيدية، لماذا لزم الصمت في هذه القضية ولم يقم بواجبه؟ ولماذا لم يتخذ قادة الكنائس البروتستانتية والارثوذكسية وكذلك الكنائس التحررية التي لها ماض في محاربة التحجر وضيق الافق الفكري والتعصب الاعمى للكنائس المصابة بافكار القرون الوسطى، موقفا ضد هذه الاساءة المقيتة؟

ويتعين على قادة الكنائس والفرق المسيحية لاسيما البابا شخصيا وكذلك قادة الدول الاوروبية واميركا ان يدركوا هذه الحقيقة جيدا بانهم المسؤولون عن الاهانة للقران الكريم، من وجهة نظر مسلمي العالم. وعليهم ان ياخذوا ما قاله المرجع الديني اية الله صافي كلبايكاني على محمل الجد حين قال:
"اني وتماشيا مع مليار ونصف مليار مسلم وسائر الشعوب المتحضرة في العالم اندد بهذه الروح البشرية الهمجية والفت الانظار الى اخطارها المحدقة على البشرية واندلاع نار فتن كبرى واحذر البابا وسائر القادة المسيحيين من انه اذا ما وقع هذا الحادث الكارثي وغير الانساني في اميركا، فاني احمل الادارة الامريكية والرئيس الامريكي شخصيا المسؤولية واعتبره يستحقق المحاكمة والمساءلة".

ومنذ يوم امس ومع نشر اخبار حول الاهانة الى القران الكريم في اميركا، بدات ردود فعل المسلمين في مناطق مختلفة من العالم وتتسع نطاقها يوما بعد يوم وستطال كالسيل العارم اميركا والقادة المسيحيين. لذلك يتعين على الادارة الامريكية وقادة الكنائس المسيحية القيام بما يمليه عليهم واجبهم لاحتواء النار التي اشعلوها بايديهم قبل فوات الاوان.