رمز الخبر: ۲۵۷۰۹
تأريخ النشر: 09:41 - 18 September 2010
مصیب نعیمی
عصرايران - من مدريد الى اوسلو ومن واشنطن الى شرم الشيخ وانابوليس، ومن بوش الاب الى كلينتون وبوش الابن و اوباما ومن زعماء الاحتلال اسحاق شامير الى رابين وشارون و بيريز و اولمرت حتى نتنياهو، عزفت سمفونية التسوية ولازالت تعزف على انغام الصهاينة حتى يستنجد الفلسطينيون بتجميد الاستيطان الصهيوني في المدن الفلسطينيية لمدة ثلاثة اشهر فقط، في حين نتنياهو يرفض ذلك بكل وقاحة.

هذا هو الواقع المؤلم للقضية المصيرية للامة الاسلامية والتي تعرف اليوم بأزمة الشرق الاوسط.
والمضحك المبكي هو مداولة الاعلام العربي والاسلامي لمواقف تافهة تصدر بين حين وآخر عن الولايات المتحدة، الحليف والشريك في المشروع الصهيوني، وتتحدث عن امريكا تريد ارضاء الكيان الاسرائيلي لوقف مؤقت للاستيطان، لكن التيار المتشدد في تل ابيب يرفض.

والاسوأ في هذا الإطار هو معرفة الجانب الفلسطيني والعربي بعدم جدوى التسوية مع عدو لدود لا يعترف بأي حق للآخرين، ويعلن علنا عن يهودية فلسطين ورفضه اقامة الدولة الفلسطينية حتى على اراضي 1967.

وإذا قبلنا جدلاً بأن تصريح وزيرة خارجية امريكا، المعروفة بولائها للصهيونية، حول ضرورة تجميد الاستيطان ثلاثة أشهر لفسح المجال امام عملية ترسيم الحدود، فان أول سؤال يتبادر الى الاذهان هو عن أي حدود وعلى أي أرض؟

فهناك العشرات من الكتل الاستيطانية التي مزقت المدن والقرى الفلسطينية، وهناك آلاف الدونمات من الاراضي الفلسطينية التي اغتصبت لبناء الجدار الفاصل والطرق الالتفافية، اضافة الى الحواجز والمعابر واغراق القدس بمشاريع التهويد، مما يؤكد سخرية السلام أو التسوية مع مثل هذا الكيان ومن ورائه من المتصهينين في الغرب كافة، خاصة في واشنطن ونيويورك.

والمؤسف ان البعض لازالوا يتحدثون عن السلام المستحيل والتفاوض مع الذين يستبيحون دماء مواطنيهم ولا يقيمون وزناً لعهودهم ولا يعترفون بأي حقوق لاصحاب الارض الحقيقيين.

ان القضية الفلسطينيية لا تحل عبر المهرجانات والمؤتمرات و لا خلف الطاولات والتناغم مع القتلة والارهابيين الحاقدين على العرب والمسلمين، بل ان تحرير هذه الارض المقدسة يتحقق بالدماء المقدسة والنفوس المؤمنة والرجال الاوفياء . والافضل ان تتوقف المسرحية الهزلية وتعطى الفرصة للمقاومة الشريفة لحسم الامور والتحدث مع العدو باللغة التي يفهمها افضل من أي لغة أخرى.