رمز الخبر: ۲۵۷۲۶
تأريخ النشر: 12:51 - 18 September 2010
عصرايران - الشرق الاوسط - في طريق إمامبادا يعمل متجر للحلوى منذ 101 عام ويبرز كقطعة من إيران داخل الهند. غادر حاجي غلام علي وحاجي خليفة شريكه مدينة يزد في إيران، عام 1909، لإقامة متجر «إيرانيان سويتس بالاس» في وسط مركز بهاندي التجاري الصاخب في مدينة مومباي. وقد استحوذ حاجي علي على المتجر بعد أن خرج حاجي خليفة من الشراكة.

ويقول حفيده والمالك الحالي للمتجر حاجي محمد حسن حاجاتي: «في ذلك الوقت، كان هناك نحو سبعة متاجر تبيع الحلوى الإيرانية، لكنه تمكن من البقاء في ظل هذه المنافسة الشديدة لأنه كان يركز على عمل اسم وتحقيق الشهرة لمتجره».

حاملا إرث وتقاليد عائلته معه، قام حسن بإدارة متجر الحلوى الإيرانية طوال الـ30 سنة الماضية. ومعظم الزبائن الذين يترددون على المتجر، في الهند، ينتمون إلى الجالية الإيرانية وهم مسلمون والزرادشتيون من أصول إيرانية.

وتأتي جميع مكونات الحلوى، وخاصة المكسرات (الفستق واللوز والجوز والكاجو والفول السوداني) والفواكه الجافة من إيران، ويتم طحنها بطاحن يدوي يوجد داخل المطبخ الخاص بالمتجر.

ويقول حسن عن ذلك: «نحن لا نستخدم آلة الطحن، لأنها لا تستطيع إخراج الزيوت الطبيعية. وبعد عشرة أيام من طحن المكونات تأتي عشرة أيام أخرى من الطهي لهذه المكونات في أوانٍ نحاسية».

وقد حافظ حسن على الهيئة الأصلية للمتجر، باستثناء الدهانات التي تتم من وقت لآخر، أما الجزء الداخلي فما زال كما هو منذ أن اشتراه جده.

لكن ما المنتجات الخاصة التي يقدمها؟ يرد حسن بفخر: «أنا لا أتردد في القول إن أفضل بقلاوة في الهند هي التي يقدمها متجرنا، لكننا أيضا لدينا منتجات أخرى مثل (لوز بدام) و(لوز بيستا) و(لوز الزعفران)». وربما ترجع أصول حلوى البقلاوة إلى إيران وتركمانستان أو تركيا. وفي حين أن البقلاوة تعتبر من المخبوزات، فإن سلسلة اللوز المذكورة أعلاه هي عبارة عن حلوى مقلية. والبقلاوة هي حلوى تقليدية مصنوعة من رقائق الرقاق المحشوة بالمكسرات مثل الجوز واللوز أو الفستق والمحلاة بشراب السكر أو العسل.

وبعيدا عن البقلاوة الشهيرة، نوصي بتناول حلوى مثل «لوز بيستا»، «لوز الزعفران» و«لوز بدام» والفول السوداني و«شريني باشماك». كما يباع في المتجر أيضا ماء الورد والشربات الإيراني. وتتراوح الأسعار بين 200 روبية إلى 600 روبية (لكل كيلوغرام من البقلاوة).

من هم زبائنك الرئيسيين؟ يقول حسن: «بينما يرتاد متجري كل طبقات المجتمع، فإن زبائني الرئيسيين من الإيرانيين».

وعلى الرغم من أن حسن لم يفكر قط في التصدير، فإن حلوياته تسافر في جميع أنحاء العالم. ويقول حسن: «إن الزبائن يطلبون كميات كبيرة ومن ثم يقومون بنقلها إلى أماكن بعيدة مثل نيوزلندا وألمانيا». كما أن له أسلوبا غير تقليدي في استيراد ما يريده المتجر، فهو ببساطة يقنع الإيرانيين الذين يزورون الهند بشكل منتظم بأخذ بعض الحقائب الإضافية القليلة.

ويصطف على رفوف متجره زجاجات ماء الورد ومشروب الورد والجوز والعسل والزعفران والجميع قادم من حدائق إيران الغناء. كما تظهر أيضا الفاكهة الجافة الشهيرة في عبوات زجاجية. ويوجد في المتجر أيضا التين الصغير والخوخ والمشمش والبرباريس الشهير والتوت المجفف «الثمرة الوحيدة ذات التأثير الجيد على مرضى السكر».

وبمساعدة فعالة من اثنين من مساعديه وابنه، لا يؤمن حسن بأهمية الإعلان عن التراث الذي لديه، ويفسر ذلك قائلا «أنا لا أقوم بعمل إعلانات، فأنا ما زلت متمسكا بالطريقة القديمة للتجارة. زبائني لن يتركوني أنا ومنتجاتي».

والرجل يريد ابنه عبد الرحمن حاجاتي أن يحافظ على هذا التقليد المتمثل في جلب الشهية الإيرانية الحقيقية على الأقل مرة واحدة في السنة خلال مهرجان النيروز. ويقول عبد الرحمن: «لقد وعد بأنه سوف يفعل ذلك، تماما كما وعدت والدي». وجميع منتجات المتجر مصنوعة من المكسرات وليس الفول السوداني. ويعترف حسن بهاي أنه لا يستطيع أن يتعامل مع الأطباق الكبيرة، مثل عجلة العربة التي لا تزال صورتها معلقة على الجدار: «كان بها 100 كيلوغرام من البقلاوة وجدي كان يستطيع رفعها بيد واحدة فقط».

المتجر يجعل الإيرانيين الذين يعيشون في الهند متصلين بجذورهم، وكرجل ثري له مصالح تجارية متنوعة؛ فإن حاجاتي يملك أسهما، ولديه عدد من العقارات والمشاريع المختلفة في مومباي ويدير هذا المتجر الذي ورثه عن جده.