رمز الخبر: ۲۵۹۴۱
تأريخ النشر: 10:21 - 27 September 2010
عصرايران - وكالات -قالت السلطات الإيرانية إن الفيروس المعلوماتي «ستوكس نت» لم يحدث أضرارا صناعية كبرى ولم يُصِب مفاعل بوشهر النووي. وذكر محمود ليايي مسؤول التكنولوجيا المعلوماتية في وزارة الصناعة أنه تم إحصاء 30 ألف عنوان «آي بي» لهويات أجهزة كومبيوتر ضربها «ستوكس نت» في إيران حتى الآن.

وقال ليايي إن «حكومة أجنبية تقف على الأرجح وراء هذا الفيروس» نظرا إلى درجة تعقيده، دون إضافة مزيد من التوضيحات. ولم تتردد صحيفة «إيران ديلي» في التحدث عن «حرب إلكترونية يشنها الغرب على إيران»، مستندة في ذلك إلى خبراء غربيين وجهوا أصابع الاتهام إلى الولايات المتحدة وإسرائيل. وقال ليايي إن السلطات شكلت لجنة أزمة تضم مسؤولين من جميع الإدارات المعنية، مؤكدا أن الصناعات تتلقى أنظمة تهدف إلى مكافحة الفيروس.

وأضاف أن إيران قررت عدم استخدام فيروس مضاد أعدته مجموعة «سيمنز» لأنه «قد يكون يحمل صيغة جديدة من الفيروس»، حسبما حذرت السلطات الإيرانية التي أحصت حتى الآن خمس نسخ مختلفة عن «ستوكس نت»، وفق وكالة «فارس».

من جانبه أكد وزير الاتصالات وتكنولوجيا الإعلام رضا تقي بور أنه «لم يُشر إلى أي أضرار كبرى في أي أنظمة صناعية في البلاد» بسبب «ستوكس نت». وتابع أن «الفيروس لم يستطع التسلل إلى الجهاز الحكومي أو إلحاق أضرار كبيرة به».

ونفى المسؤول في محطة بوشهر النووية (جنوب) محمود جعفري أن تكون هذه المحطة الإيرانية الأولى، التي ستبدأ العمل بحلول نهاية السنة، التي أصيبت بالفيروس، مثلما قال بعض الخبراء الغربيين مشيرين إلى تأخير طرأ في شحن مفاعلها. وأكد أن «جميع البرامج المعلوماتية تعمل بشكل طبيعي ولم تتضرر بسبب (ستوكس نت)»، مضيفا أن شحن الوقود في المفاعل «يجري طبقا للروزنامة المقررة ولا يطرح أي مشكلة».

ولم تحدد وكالة الطاقة الذرية الإيرانية ما إذا كانت هذه الدودة قد أصابت أيا من المنشآت النووية، ومن بينها موقع تخصيب اليورانيوم ناتانز المقام تحت الأرض، والذي كان منذ عدة أعوام هدفا رئيسيا لبرامج سرية إسرائيلية وأميركية.

ولكن يثير هذا الإعلان شكوكا ويطرح تساؤلات جديدة عن منشأ وهدف هذه الدودة التي تعرف باسم «ستوكس نت»، والتي يقول خبراء في مجال الكومبيوتر إنها مختلفة تماما على البرامج الخبيثة التي تصيب الإنترنت منذ أعوام. ويشار إلى أن الدودة عبارة عن برنامج خبيث يمكنه نسخ نفسه، والفيروس عبارة عن برنامج خبيث يصيب هدفه من خلال الارتباط ببرامج أو مستندات.

ويستهدف «ستوكس نت»، الذي تم تحديده علنا لأول مرة قبل أشهر عدة، معدات صناعية من صنع «سيمنز» تقوم بالتحكم في خطوط بترول ومنشآت نووية ومحطات كهرباء وغيرها من المواقع الصناعية الكبرى. وعلى الرغم من أنه ليس واضحا ما إذا كانت إيران الهدف الرئيسي، فقد وردت إصابات داخل إندونيسيا وباكستان والهند وأماكن أخرى، فإن عددا غير متناسب من أجهزة الكومبيوتر قد أصيبت به داخل إيران، وذلك وقفا لما أفادت به تقارير لمراقبين أمنيين.

وبناء على مستوى ذكاء الدودة، واستهدافها نظما صناعية محددة، يعتقد الكثير من الخبراء أنه من المحتمل بدرجة كبيرة أن هناك دولة تقف وراء ذلك، وليس مجرد قراصنة مستقلين. وتستطيع الدودة الهجوم على أجهزة كومبيوتر غير مرتبطة بالإنترنت، عادة لحمايتهم، وفي هذه الحالات يتم وضع قرص «يو إس بي» في جهاز الكومبيوتر. وبعد ذلك يمكن للدودة أن تنشر نفسها داخل شبكة كومبيوترية، وربما على شبكات أخرى.

وقد نقلت وكالة الأنباء «مهر» شبه الرسمية داخل إيران عن رضا طاغي بور، وهو مسؤول كبير في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، قوله إن «تأثير ودمار هذه الدودة في النظم الحكومية ليس خطيرا» وقد تم وقفها. ولكن قال مسؤول إيراني آخر، وهو وزير الصناعة والمعادن محمود لياي، إن 30 ألف جهاز كومبيوتر أصيبوا بالدودة، وإنها «جزء من حرب إلكترونية ضد إيران».

أوردت وكالة الأنباء الإيرانية «إسنا» يوم الجمعة أن مسؤولين من وكالة الطاقة الذرية الإيرانية اجتمعوا خلال الأيام الأخيرة لمناقشة سبل التخلص من الدودة «ستوكس نت»، التي تستغل بعض أوجه ضعف لم تكن معروفة في برنامج التشغيل «ويندوز» من إصدار شركة «مايكروسوفت». وقالت «مايكروسوفت» خلال الأيام الأخيرة إنها تقوم بإصلاح نقاط الضعف هذه.

وثمة صعوبة كبيرة في تعقب مصدر أي دودة كومبيوترية متطورة، ومن المستحيل تقريبا تحديد هدفها يقينا.

ولكن لدى الإيرانيين من الأسباب ما يجعلهم يشكون في أنه على رأس قائمة الأهداف، ففي الماضي وجدوا أدلة على تخريب متعمد لأجهزة مستوردة، وأبرزها إمدادات كهرباء لإدارة أجهزة الطرد المركزي التي تستخدم في تخصيب اليورانيوم داخل ناتانز.

وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» أوردت في 2009 أن الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش أقر جهودا جديدة، ومن بينها بعض الجهود التجريبية، من أجل تقويض نظم كهرباء ونظم كومبيوترية وغيرها من الشبكات التي تخدم البرنامج النووي الإيراني، وذلك حسب ما أفاد به مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون.

ويأتي البرنامج بين أكثر البرامج سرية داخل الحكومة الأميركية، وقد تم تسريع العمل به منذ تولي الرئيس باراك أوباما مهام منصبه، حسب ما ذكره مسؤولون أميركيون. وقد شهد برنامج التخصيب الإيراني صعوبات فنية كبيرة خلال العام الماضي، ولكن من غير الواضح ما إذا كان ذلك بسبب تأثير العقوبات أم التصميم الضعيف لأجهزة الطرد المركزي، التي حصلت عليها من باكستان، أم بسبب التخريب المتعمد.