رمز الخبر: ۲۶۴۸۵
تأريخ النشر: 11:55 - 17 October 2010
عصرایران - وکالات - يقال انها بلد الفصول الاربعة في اليوم الواحد وبلد التنوع المدهش في الاقوام والعادات والتقاليد ومن الأكثر تميزا في العالم من حيث توافر انماط الحياة الاجتماعية الريفية والقبلية ومن اهم المراكز للحياة الطبيعية.

تلك هي ايران التي تمتزج طبيعتها بتراثها لتكون أرض الطبيعة والتراث فهي مهد الحضارات التي يمتد تاريخها الى اكثر من 12 الف عام وتضم عددا كبيرا من المقدسات الدينية للمسلمين والمسيحيين واليهود الزرادشتيين على حد سواء.

وايران من اكثر البلدان عراقة وقدما فقد استطاعت ان تترك آثارها الثقافية خلال قرون طويلة على مساحات شاسعة تمتد من ضفاف السند الى ضفاف النيل ومن اطراف الصين الى قلب اوروبا وتمكنت بذلك من ان تربط بين سلسلة الحضارات القديمة في اسيا واوروبا وافريقية.

وتبلغ مساحة ايران نحو مليون و 648 الف كيلومتر وتشتمل على 30 محافظة منها محافظة خراسان التي تبلغ مساحتها نحو خمس مساحة ايران ولها حدود مع تركمانستان وافغانستان ويسكنها عشرة بالمئة من الايرانيين وتعد مدينة مشهد المقدسة مركز المحافظة واهم مركز للسياحة الدينية في ايران والاضخم بين المدن الدينية في العالم.

وتتمتع محافظة خراسان التي تعد عاصمة الثقافة في ايران بمعالم طبيعية جميلة منها الشلالات المائية والجبال الثلجية ومزارع الرمان والفستق والبرتقال والتفاح والبطيخ والزعفران وتعتبر مقصدا لهواة صيد الحيوانات والطيور.

وتضم مدينة مشهد (طوس قديما) التي فتحت أيام الخليفة الراشدي عثمان بن عفان رضي الله عنه الكثير من الآثار التاريخية والمزارات والمقامات الدينية وأهمها قبر الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام ثامن أئمة أهل البيت الكرام وبه سميت "مشهدا".

وتقع مشهد في اقاصي محافظة خراسان على بعد بضعة كيلومترات من مدينة طوس القديمة في واد على الضفة الجنوبية من نهر "كشف رود" وعلى ارتفاع قدره (985) مترا فوق سطح البحر ويحدها من الشمال والشمال الشرقي تركمنستان ومن الشرق افغانستان ومدينة هراة ومن الغرب مدينة شاهرود ومن الجنوب مدينة بيرجند.

وارتبط عمران مدينة مشهد بعمران المشهد الرضوي الشريف فكل مارافق المدينة من عمان يرجع الى الاهتمام باعمار المشهد المقدس وتجديده.

وتضم المدينة الكثير من المراقد والقبور ومنها قبر الشيخ الفضل بن الحسن الطبرسي وقبر الشيخ بهاء الدين محمد بن حسين العاملي المعروف بالبهائي وقبر الشيخ محمد بن حسن المعروف بالحر العاملي وقبر الشاعر ابي القاسم الفردوسي وقبر الشاعر الكبير عمر الخيام ومثوى الخليفة العباسي هارون الرشيد.

ومن علماء محافظة خراسان وشخصياتها الشيخ الرئيس ابن سينا والاخفش والبرمكي ويعقوب بن داود وابو مسلم الخراساني وطاهر بن الحسين وعبد الله بن طاهر وابو منصور البلخي والبيروني وأبو القاسم الطوسي وابو نصر الفارابي.

ومدينة مشهد هي قرية من القرى الكبيرة التي ارتدت أثواب المدينة وعرفت سابقا باسم ساناباد وهي مزدحمة بالسكان ومن أهم المدن الايرانية ويتردد عليها نحو25 مليون زائر من داخل ايران ومن خارجها لاسيما طالبي السياحة الدينية.

لا تكاد عينا زائر مدينة مشهد المقدسة تغفو فمشهد مدينة لا تنام ولا تتعب ويزداد جمالها كلما قدمت وازدادت عمقا في التاريخ وكلما وطئت شوارعها وممراتها اقدام الزوار و تعانق زرقة مآذنها وقباب حرمها ومساجدها الكثيرة زرقة السماء.

ولمشهد تاريخ يلمسه الزائر بيديه ويتنسم عبيره ويعيش معه في تلك الصور المرسومة على المباني الأثرية والأبيات الشعرية على أضرحة الشعراء والآيات القرآنية على جدران المساجد والحرم الرضوي اضافة الى ما تتميز به تلك المواقع من هندسة معمارية اسلامية جميلة تجعل الزائر محتار في جمال كل منها.

وفي مشهد يرقد ثلاثة من شاهات (ملوك) الدنيا والشعر والدين هم الملك نادر شاه مؤسس الدولة الافشارية (أحد ملوك الفرس) وملك الشعر ابوالقاسم الفردوسي الذي خلد اللغة الفارسية حين نظم وهو في الاربعين من عمره وعلى مدى 30 سنة ملحمته الشاهنامة أي رسالة الملوك وسلطان الفقه كما يلقبه أهل هذا البلد وهو الامام الرضا عليه السلام.

وفي الحرم الرضوي هناك متحف يتكون من ثلاثة أقسام أولها خاص بالقرآن الكريم والمخطوطات النفيسة ويحتضن نسخا نادرة من المصحف الشريف والثاني للسجاد النفيس واللوحات الأثرية أما القسم الثالث فيعرض الهدايا التي قدمها كبار زوار ايران.

وتضم المدينة ايضا معرض المنتجات الصناعية للروضة الرضوية الذي يتكون من 163 منشأة صناعية ذات تقنية عالية واجتماعية وتعليمية وطبية وتجارية ويستخدم ريع بيع تلك المنتجات في توفير حاجيات الروضة الرضوية لاسيما أنها مؤسسة غير ربحية ولا ترتبط بالحكومة.

وتشتهر مشهد بالمستشفى الرضوي الذي يعالج جميع الأمراض ويحوي أقساما كثيرة وتخصصات طبية متنوعة لكن اهمها على الاطلاق أمراض القلب.

وتتشرف مشهد باحتوائها على اكبر مطبعة للمصحف الشريف وتجليده في منطقة الشرق الأوسط حيث تبلغ مساحة المطبعة أكثر من 22 الف متر مربع وتنتج سنويا نحو خمسة ملايين نسخة.

وفي مشهد العديد من الأسواق منها بازار رضا ويقع بالقرب من الحرم الرضوي وهو سوق قديم يختص ببيع الصناعات اليدوية وبازار جنت ويختص ببيع المسابيح والخواتم اضافة الى بازار ألماس الشرق الذي يجمع الحاضر بالماضي حيث يضم محلات تبيع ماركات تجارية حديثة ومحلات قديمة.

وتتميز مدينة مشهد بعدد من الصناعات اليدوية منها السجاد والمصنوعات الجلدية والسجاد الحريري والأحجار الكريمة كالعقيق والفيروز النيشابوري لصناعة الحلي والخواتم والأواني الحجرية والمسابيح.
ولا يفوت الزائر ان يتمتع بلذائذ المائدة الايرانية التي لا تخلو من تنوع وغنى في مكوناتها نتيجة التنوع الطبيعي والثقافي للبلاد حيث تمتاز كل محافظة ومدينة وقرية بطريقتها في اعداد الاطعمة والوجبات الغذائية المحلية واشهرها في خراسان الشيشليك (ريش اللحم المشوية على الفحم) وكباب اللحم والدجاج المقدم مع الرز بالزعفران والزرشك.

ولا ينسى الزائر ان يحمل ما شاء من الهدايا الى أهله ومحبيه في وطنه وأثمن تلك الهدايا وأخفها وزنا هو الزعفران فهو بحق هدية خراسان.