رمز الخبر: ۲۶۷۶۳
تأريخ النشر: 12:02 - 30 October 2010
Photo

عصرایران - (رويترز) - قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون يوم الجمعة ان ايران مستعدة لمناقشة برنامجها المثير للجدل لتخصيب اليورانيوم مع القوى الست العالمية في أي وقت بعد العاشر من نوفمبر تشرين الثاني.

وستكون تلك المرة الاولى التي تجتمع فيها ايران بالقوى الست العالمية منذ أكتوبر تشرين الاول 2009 ومنذ فرضت الامم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي عقوبات أقسى على الجمهورية الاسلامية في وقت سابق من هذا العام.

ويقول مسؤولون غربيون ان الاجراءات العقابية تؤثر بشدة في اقتصاد ايران خامس أكبر مصدر للنفط في العالم وان ذلك قد يجعلها توافق على كبح انشطتها النووية الحساسة.

واستهانت ايران بأثر العقوبات ولم تظهر عليها اي مؤشرات على التراجع عن توجهها لتخصيب اليورانيوم الذي تنظر اليه باعتباره حقا سياديا والذي يشتبه الغرب في انه يستهدف صنع قنابل نووية لا توليد الكهرباء كما تقول طهران.

وتريد القوى الست العالمية وهي الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين وألمانيا أن تكبح ايران نشاط التخصيب الذي يمكن أن يستخدم في أغراض سلمية وعسكرية في مقابل مكاسب تجارية ودبلوماسية معروضة منذ عام 2006.

وصرحت اشتون بأنها تلقت رسالة من سعيد جليلي كبير المفاوضين النوويين الايرانيين وافق فيها على الاجتماع "في مكان وموعد مناسب للجانبين" بعد العاشر من نوفمبر تشرين الثاني.

وكانت اشتون قد دعت في رسالة في وقت سابق من هذا الشهر لجليلي الى اجراء محادثات تستمر ثلاثة أيام في فيينا من 15 الى 17 نوفمبر.

وقالت اشتون للصحفيين خلال قمة لزعماء الاتحاد الاوروبي في بروكسل "الدكتور جليلي...يرى من المناسب بدء المناقشات بعد العاشر من نوفمبر ويريد الاتفاق على الموعد والمكان. اعتقد ان هذه خطوة هامة للغاية."

ورحب وزير الخارجية الالماني جيدو فسترفيله باشارة ايران لكنه قال ان مضمون المحادثات هو الاهم.

وقال في برلين "الشيء الرئيسي هو ان هذه محادثات جوهرية.. هذا ما سيقاس به كل المشاركين."

وقالت واشنطن انه لم يتضح بعد ما اذا كانت طهران مستعدة لمفاوضات جادة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية بي جي كرولي "نأمل أن تأتي ايران الى طاولة المفاوضات مستعدة لحوار هادف."

وفي طهران أكدت قناة برس تي.في التلفزيونية الحكومية أمر الرسالة وأشارت الى شروط وضعتها ايران في السابق مثل "توضيح بشأن البرنامج النووي الاسرائيلي الغامض". ويعتقد على نطاق واسع أن اسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الاوسط التي تملك ترسانة نووية.

وقال دبلوماسي في الاتحاد الاوروبي ان الاجتماع مع ايران ربما يعقد في جنيف بدلا من فيينا وان الهدف هو اجراء محادثات تستمر ثلاثة أيام "ووضع كل القضايا على الطاولة" بما في ذلك اجراء مناقشات موسعة حول نشاطات ايران النووية.

وأضاف "نعتبر هذا كله اشارة ايجابية جدا."

وقال برنار فاليرو المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية "هذا الحوار يجب أن يكون جادا... في موضوعات جادة بالفعل تزعج المجتمع الدولي الذي سأل اسئلة جادة وينتظر أجوبة جادة."

لكن ايران استبعدت دائما فكرة التخلي عن تخصيب اليورانيوم ولا تبدي أي اشارة على تغيير موقفها في النزاع الذي بدأ قبل ثماني سنوات والذي يمكن أن يؤدي الى سباق تسلح اقليمي ونشوب صراع في الشرق الاوسط.

وقال دبلوماسي غربي في فيينا حيث يوجد مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة "كان الايرانيون سعداء بالاجتماع في الماضي ثم تراجعوا... لا اعتقد ابدا انهم سيتوقفون عن التخصيب."

وقال اوميد نوريبور عضو البرلمان الالماني عن حزب الخضر المعارض وهو ايراني المولد ان الخطوة الاخيرة التي اتخذتها ايران يجب أن تعامل بحذر لان حكام ايران منقسمون بشأن التنازلات الممكنة ولم يظهر عليهم الاتفاق بشأن المحادثات.

واضاف نوريبور لرويترز ان كل ما يعبأ به الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في الوقت الحالي هو الحفاظ على السلطة.

وقال "لا اعتقد أن احمدي نجاد لديه موقف ثابت بشأن أي شيء... اذا شعر ان موقفه سيقوى اذا قدم تنازلات بشأن الموضوع النووي فلا شك انه سيكون أقرب الى حل المشكلة."

وقال ايان انتوني من المعهد الدولي لابحاث السلام في استوكهولم ان الاولوية يجب أن تكون "محاولة عكس دوامة الهبوط دون ادنى تفكير في تحقيق انفراجات.

واضاف أن "الهدف في الاجتماع الاول سيكون بدء حوار أقوى يمكن استمراره لتفادي ان يكون الاجتماع الاول هو الاخير أيضا."

وبدا أن ايران حريصة بدرجة أكبر على استئناف المحادثات بشأن خطة متعثرة تقضي بأن ترسل اليورانيوم منخفض التخصيب الى الخارج وتحصل في المقابل على وقود مخصب بدرجة أعلى يستخدم في مفاعل طبي.

ويرى دبلوماسيون غربيون أنه حتى لو تم احياء فكرة مبادلة الوقود فان هذا لن يهديء مخاوف أوسع بشأن خطط ايران النووية ويقولون انه يجب أن توافق ايران على مناقشة هذه المخاوف أيضا.

وقالت وزارة الخارجية الامريكية هذا الاسبوع ان واشنطن وحكومات أوروبية تعدان عرضا جديدا لايران بشأن مبادلة محتملة للوقود النووي وان العرض سيشمل شروطا أشد مما رفضتها طهران العام الماضي.