رمز الخبر: ۲۶۷۶۶
تأريخ النشر: 12:06 - 30 October 2010
مصيب نعيمي
عصرایران - لم تكن المواجهات التي اندلعت في أم الفحم، المدينة المحتلة منذ 1948 وغالبية سكانها فلسطينيين، حدثاً عرضياً، فالمهاجمون كانوا من اعضاء عصابة الهاغانا الارهابية المعروفة بمواقفها واستراتيجيتها المتطرفة وصاحبة نظرية الترانسفير، أي إبعاد الفلسطينيين من ارضهم بالقوة و ابادة من يتمسك بالبقاء. وأيضاً الحدث وقع في يوم ذكرى تشكيل الهاغانا بإسناد وحماية من الجيش الصهيوني، مما يعني ان المخطط كان اكثر من حدث عابر.

ولا شك بأن ما جرى في أم الفحم يرتبط ارتباطاً وثيقاً بخطة الاستيطان والتهويد، واطلاق اسم الدولة اليهودية على فلسطين من قبل الصهيوني المخضرم، نتنياهو.

وقد جاء في تقارير واضحة المعالم ومن قبل الاعلام الاسرائيلي، بأن الوقت قد حان لاكمال المشروع الصهيوني عبر ممارسة المضايقات تجاه فلسطينيي 48، كما ان تغييراً ديمغرافياً في الضفة والقدس جار على قدم وساق، ويأتي هذا التقارن في تنفيذ عدة سيناريوهات في آن واحد على خلفية الارضية التي مهدتها الولايات المتحدة عبر ارسال مبعوثين الى الاطراف المعنية فلسطينياً وعربياً لتضليل الرأي العام بأن هناك تسوية في الطريق.

ويمكن وضع التهجم الامريكي غير المبرر على لبنان وسوريا وايران في نفس السياق، حيث من المعتاد ان نرى شن حروب جانبية كغطاء على الخطة الاساسية، وهي أكمال المشروع الصهيوني لتهويد فلسطين وتهجير شعبها، كما جرى عامي 47 و 48 وزرعت خلالهما الغدة السرطانية في المنطقة.

انها مرحلة مصيرية بكل معنى الكلمة، فليس أم الفحم وحدها في خطر، بل القضية برمتها وصلت الى نهاية المطاف، فلا سلام ولا تسوية ولا امتيازات ولا حقوق معترف بها للشعب الفلسطيني، بل كل ما يجرى هو مسرحيات تعتمد على تحقيق الامنية الصهيونية لإخلاء فلسطين من شعبها وطمس هويتها والسيطرة على مقدرات بقية الشعوب في المنطقة.

فهل هناك من وعي لمعرفة هذه الحقيقة وهل هناك عودة للذات وموقف على مستوى المرحلة، أم ان هناك انتفاضة جديدة على الابواب بعد ان وصل الشعب الفلسطيني الى اليأس من قادته ؟