رمز الخبر: ۲۶۸۱۳
تأريخ النشر: 08:29 - 02 November 2010
علي قادري
عصر ايران ، علي قادري – فيما فشلت محادثات التسوية الفلسطينية – الاسرائيلية فشلا ذريعا بسبب "التعنت الصهيوني بمواصلة الاستيطان في القدس الشرقية والضفة الغربية"، فان بعض المصادر تتحدث عن محاولات امريكية لاحياء هذه المحادثات.

ونقلت صحيفة "الشرق الاوسط" اللندية يوم الجمعة عن مصدر فلسطيني لم تسمه اشارته الى وجود مشروع سري للغاية صاغته لجنة امريكية – اسرائيلية، وتقوم على اساسه دولة فلسطينية مستقلة على اراضي عام 1067، شريطة ان تبادر هذه الدولة المستقلة الى تاجير "القدس والمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية" الى اسرائيل لمدة 99 عاما (كحد اقصى) و 40 عاما (كحد ادنى).

وهذا المشروع لم يتم لحد الان ابلاغه رسميا الى محمود عباس ولذلك فان السلطة الفلسطينية لم تتخذ موقفا رسميا منه، لكن يبدو ان اوباما سيبلغ عباس بتفاصيل المشروع خلال زيارة الاخير المرتقبة الى واشنطن.

وفي هذه الاثناء امتنع مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي عن تاكيد او نفي هذا الخبر واعلن فقط عن وجود محادثات جادة مع الجانب الامريكي لاحياء المفاوضات مع الفلسطينيين.

وثمة اخبار من رام الله تفيد بان صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين طلب من الامريكيين اتخاذ خطوات جادة من اجل انقاذ المفاوضات، لانه فيما عدا ذلك فان الجانب الفلسطيني مدعوما من الجامعة العربية، لن يكون امامه خيار سوى اللجوء الى مجلس الامن الدولي لطرح مشروع وقف الاستيطان في الاراضي المحتلة عام 1967 وانهاء احتلال هذه الاراضي.

ان السلطة الفلسطينية تعرف طبعا بان خيار مجلس الامن لن يجدي نفعا بتاتا لان الامريكيين لن يسمحوا له بالزام اسرائيل بالانسحاب من اراضي عام 1967. ولذلك فان رئيس وزراء الكيان الصهيوني يعتبر ان هذا الخيار العربي مآله الفشل.

ومن جهة اخرى، فان انقاذ مشروع التسوية يشكل ضرروة حيوية بالنسبة لاوباما من اجل فوزه بولاية رئاسية ثانية ولذلك فان واشنطن ستسعى جاهدة لاقناع السلطة الفلسطينية بتقديم المزيد من التنازلات.

وفي الطرف الاخر، فان فشل محادثات التسوية، سيلقى من وجهة نظر محمود عباس بظلال من الشك على شرعية السلطة الفلسطينية ومن شانه ان يعزز المقاومة.

ويعرف رئيس السلطة الفلسطينية جبهته جيدا ويعرف ايضا بان امامه خيارين لا ثالث لهما: اما قبول الشروط الامريكية والقبول بمشروعهم المحتمل او فقدان مشروعيته في الداخل الفلسطيني، لان هذه السلطة قامت على اساس انجاز التسوية ورفض خيار المقاومة وان فشل المحادثات يعني انهيار شرعية السلطة الفلسطينية.

ويعتبر مشروع تاجير الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 تكميلا للمشروع الاسرائيلي.

وقبل عام 1948 قام الصهاينة بالاستيلاء على اي قدر ممكن من الاراضي الفلسطينية من خلال تطميع اصحاب الاراضي والاقطاعيين الا ان مساحة هذه الاراضي لم تساوي سوى 8 بالمائة من فلسطين كلها. كما استولوا على قسم كبير من الاراضي من خلال تنفيذ مجازر جماعية مثل مذبحة دير ياسين وكفر قاسم و... واعترفت الامم المتحدة في قرار غير مسبوق وفي غفلة عربية رهيبة، باسرائيل التي استطاعت عام 1967 احتلال هذه الارضي ، لكن الامم المتحدة اعتبرت هذه الاراضي بانها ارض محتلة.

والان يريد الامريكيون استغلال الوهن غير المسبوق الذي يطغى على جبهة المساومين العرب في الشرق الاوسط، ووضع مشروع تاجير 88 بالمائة من اراضي عام 1967 الى اسرائيل والاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على 20 بالمائة المتبقية من هذه الاراضي، على الطاولة.

ويقف المحور العربي المساوم بدء من السعودية ووصولا الى الاردن ومصر والسلطة الفلسطينية ، الان امام خيار تاريخي، فاما ان يرفض المشروع المهين المتمثل بتاجير فلسطين وان يعلن للشعب الفلسطيني وشعوبه بانه كان على خطأ كل هذه السنين او ان يرتكب خيانة تاريخية كبرى اخرى من خلال مهزلة اسمها "السلام": عرض فلسطين هذه الارض العربية – الاسلامية المقدسة، على المزاد العلني.

ويجب القول طبعا بان جبهة المقاومة في المنطقة لن ترضخ اطلاقا لمثل هذه المشاريع المشينة وستستخدم كل ادواتها لاحباط هذا المشروع، فالمستقبل حبلى باحداث تاريخية.