رمز الخبر: ۲۶۸۲۴
تأريخ النشر: 10:48 - 02 November 2010
عصرایران - الوفاق - التقت صحيفة الوفاق، الشيخ نعيم قاسم نائب امين عام حزب الله وحاورته حول نتايج زيارة الرئيس احمدي نجاد الى لبنان، والعديد من القضايا وفيما يلي مادار في اللقاء:

1- ما هو تقييمكم لزيارة رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمود أحمدي نجاد إلى لبنان ؟

لقد كانت زيارة رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى لبنان حدثاً كبيراً جداً لأنه عبَّر عن مستوى الوقوف الإيراني إلى جانب لبنان حكومة وشعباً ومقاومة، ولأنه كان نتيجة طبيعية لهذا الود الموجود بين إيران الثورة ولبنان المقاومة، ونحن نعتقد أن نجاحها تجاوز ما كان مخططاً له، خاصة أن هناك عقبات كبيرة وُضعت في طريق هذه الزيارة، من أمريكا وإسرائيل وبعض الدول الغربية ومن يسير في مسارهم، من أجل منع هذه الزيارة، فهم لم يستطيعوا منعها بل لم يستطيعوا تقييدها، وبالتالي كان الحشد الجماهيري على طريق المطار للاستقبال أو في ملعب الراية أو في بنت جبيل أو في قانا، وكذلك الحشد الرسمي الذي شمل جميع الأطياف من دون استثناء، معبِّراً عن دور الجمهورية الإسلامية الإيجابي والفاعل رغم كل الكلمات المسيئة التي انطلقت من بعض الأطراف، وعليه نحن نعتبر أن زيارة الرئيس أحمدي نجاد كانت زيارة ناجحة جداً بكل المعايير السياسية والإجتماعية والاقتصادية، خاصة أنه تمَّ توقيع حوالى سبع عشرة اتفاقية بين لبنان وإيران، وأصبحنا نرى بعد الزيارة طريقة مختلفة في التعاطي مع إيران الإسلام، بحيث انتقل الأمر من التحفظ عند البعض إلى الرغبة ببناء العلاقة الواسعة والفعالة مع إيران، من هنا نحن نعتبر أن الزيارة نجحت أكثر مما كان مخططاً لها، وهذا توفيق من الله تعالى، ويستحق هذا الرئيس الكريم المجاهد أن تكون له هذه المكانة.

2- هل تعتقدون أن بإمكان لبنان الاستفادة من القدرات والإمكانيات الإيرانية في دعم مسيرته الإنمائية والاقتصادية؟

تُعتبر إيران دولة كبيرة مؤثرة في منطقة الشرق الأوسط، وقد أثبتت أنها متقدمة على المستويات الاقتصادية والعلمية بشكل ينافس الكثير من البلدان في منطقتنا والعالم، ونسمع كل يوم عن إنجازات إيرانية في المجالات المختلفة، والحمد لله أن ميزان إيران التجاري هو ميزان لمصلحة الادخار وليس فيه أي عجز، وهذا أمر قليل الحصول على مستوى العالم، إضافة إلى قدرات إيران في مجالات اقتصادية وإنمائية مختلفة سواء في الطاقة أو في سدود المياه أو في المجالات الزراعية، أو القدرات المختلفة في الصناعات الكبيرة والمتوسطة، وبالتالي يمكن للبنان أن يستفيد من القدرات والإمكانات الإيرانية خاصة أنها أقل سعراً من أسعار الدول الغربية، وليس فيها شروط مقيِّدة، إضافة لاستعداد إيران للتعاون مع لبنان والانفتاح عليه في هذا المجال، ولعل الهدية الوديعة التي أُعطيت للبنان ومقدارها 450 مليون دولار تشكل حافزاً للمسؤولين في لبنان ليستفيدوا من هذه التسهيلات، إذ أن إيران بإمكانها أن تعالج مشكلة الكهرباء في لبنان وكذلك مشكلة المياه، وأن تساهم في العمل الزراعي والصناعي، هذا أمر يعود للحكومة اللبنانية في أن تشحذ الهمة في هذا الاتجاه.

3- لماذا برأيكم لم يبحث موضوع تسليح الجيش اللبناني في المحادثات الإيرانية - اللبنانية خلال زيارة الرئيس أحمدي نجاد للبنان؟

توجد ضغوطات أمريكية وغربية كبيرة على لبنان من أجل أن يكون جيشه جيشاً مسلحاً بإمكانات متواضعة، تقتصر على قدرته في أن يعمل في الداخل لضبط الأمن من دون أن يكون قادراً على مواجهة إسرائيل، ولذا ممنوع على الجيش اللبناني أن يحصل على صواريخ أرض أرض أو صواريخ أرض جو أو طائرات مقاتلة، وكل الوسائل التي تشكل ردعاً للطيران الذي يخترق الأجواء يومياً، وبالتالي هناك ضغوطات على نوعية تسليح الجيش، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى هم لا يريدون لإيران أن تسلح الجيش اللبناني كي لا تصبح العلاقة العسكرية بين إيران والجيش اللبناني علاقة منفتحة وميسَّرة، فهذا قد يؤدي إلى زيادة إمكانات الجيش بما يتجاوز ما تريده أمريكا، بل سيُنشئ علاقة طبيعية لا تريدها أمريكا، وإنما تريد أن تُبقي لبنان بعيداً عن التأثير الإيراني المباشر بحسب زعمهم، من هنا لم يستطع المسؤولون اللبنانيون طرح تسليح الجيش اللبناني على الرغم من إعلان إيران لتسليح الجيش إذا طلبت الحكومة اللبنانية ذلك، والحكومة لم تطلب ويبدو أنها لم تكن قادرة على الطلب، وقد علمت أن اتفاق الدفاع المشترك بين لبنان وإيران كانت فيه بعض اللمسات التي تمَّ تعديها على الاتفاق القديم جداً، ولكن في اللحظة الأخيرة سُحب من تداول توقيع الاتفاقيات، وبالتأكيد هذا بسبب الضغوطات التي مورست على لبنان ومن معها، على كل حال يجب أن نستمر في المحاولة من أجل تسليح الجيش اللبناني بكل الوسائل المتاحة، من أجل أن نبقى قادرين على مواجهة كل الاحتمالات، ونحن مع تقوية الجيش اللبناني.

4- ما هو تقييمكم لخطابات أحمدي نجاد الرسمية والشعبية؟

تحدث الرئيس أحمدي نجاد في اللقاءات الرسمية بما يوصل الرسالة الإيرانية الواضحة بأن إيران مع وحدة الشعب اللبناني ومع تمثيل طوائفه ومع السلم الأهلي والاستقرار ومع بقاء التماسك قائم في إطار البيان الوزاري، وكذلك لم يدخل الرئيس أحمدي نجاد في تفاصيل المشكلة اللبنانية الحارة اليوم والمرتبطة بالمحكمة الدولية، وإنما اكتفى بالحديث عن مساعٍ لتقريب وجهات النظر من دون وضع جدول عملي لذلك، أي أن هناك مراعاة للرئيس أحمدي نجاد للحساسيات اللبنانية، فقد طرح نصائح في التعاون وحثَّ على ضرورة التعاون كسقف يمكن للرئيس أن يكون معه في الموقع المتوازن الذي يلائم ظروف لبنان المعقدة. أما على المستوى الشعبي فقد طرح الرئيس أحمدي نجاد رؤيته العقائدية والاستراتيجية التي يطرحها دائماً، وقد طرحها على منبر الأمم المتحدة في نيويورك، وفي المواقع المختلفة المؤثرة دولياً أو في داخل إيران في مناسبات مختلفة، وبالتالي نحن تلقَّفنا ما تحدث به الرئيس أحمدي نجاد كموقف يميِّز إيران بدعمها الكامل للمقاومة ورفضها للغطرسة الإسرائيلية والاحتلال والعدوان، ورفض هيمنة أمريكا، والتأكيد على أن المنطقة بشعوبها ودولها قادرة على أن تحمي نفسها وأن تصنع مستقبلها بعيداًعن الضغوطات والإدارات الأجنبية، لذا أعتبر أن خطاب الرئيس أحمدي نجاد الشعبي هو خطاب الثوابت الإسلامية الإيرانية، وهذا أمر منسجم تماماً مع ما يقوله الرئيس في مواقع مختلفة ومع موقف الجمهورية الإسلامية.

5- قبل وأثناء الزيارة وبعدها كان هناك تخويف وتهديد واعتبار الزيارة استفزازية لا سيما من قبل أمريكا والكيان الصهيوني. برأيكم ما هي الرسالة التي أراد الرئيس أحمدي نجاد إيصالها من خلال هذه الزيارة وخصوصاً زيارته للجنوب وبالأخص بنت جبيل؟

استطاع الرئيس أحمدي نجاد بجرأته وشجاعته وتصميمه أن يرسل رسالة إلى كل العالم بأن مساحة حركة إيران مع شعوب المنطقة هي مساحة مفتوحة بالتعاون بين إيران وهذه الدول المختلفة، ولا يحق لأحد أن يضع لإيران حدوداً أو ضوابط تمنعها من الحركة أو من التفاعل مع شعوب ودول المنطقة، وبالتالي عندما ذهب الرئيس أحمدي نجاد إلى بنت جبيل فقد ذهب إلى عاصمة التحرير من ناحية، وحيث كان خطاب بيت العنكبوت لسماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله، وكذلك حيث حاول الجيش الإسرائيلي في عدوان تموز 2006 أن يجعل من بنت جبيل موقعاً لنصره لكنها تحولت إلى موقع لهزيمته، فلم يتمكن من الدخول إليها واحتلالها، وبالتالي عندما يذهب الرئيس أحمدي نجاد إلى هذا الموقع الرمزي للمقاومة إنما يريد القول أنه مع المقاومة بكل التضحيات المطلوبة ومهما كان الثمن، ولن تنفع التهويلات في تغيير وجهة نظر إيران أو في صرفها عن قناعاتها وواجباتها التي تراها تجاه العالم الإسلامي والعربي بشكل عام. نحن نعتبر أن زيارة الرئيس أحمدي نجاد إلى بنت جبيل هي زيارة المقاوم الذي يفتخر بمقاومته، ويُبدي الاستعداد الكامل لتحمل كل التبعات في هذا المسار، وهذه صفعة كبيرة لإسرائيل ومن ورائها بأنهم أعجز من أن يضعوا حدوداً للمقاومين الشرفاء في مواقعهم المختلفة.